اتهامات بالتحرش تطارد الرئيس الأميركي ومطالبات في الكونغرس بالاستقالة

المواطنون يعتقدون أن مجتمعهم أصبح أكثر فسادًا منذ توليه منصبه
واشنطن ـ وكالات:

لاحقت الفضائح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد مرور سنة على انتخابه، وعادت اتهامات نساء له خلال الحملة الرئاسية بالتحرش، إلى واجهة الأحداث، لتضاف إلى متاعبه، في ظل مطالبة شخصيات من الحزب الديموقراطي و54 امرأة من الحزب المعارض في الكونغرس بإجراء تحقيق معه او تقديم استقالة من منصبه.
وطالبت عضو الكونغرس الديموقراطية، السيناتور كيرستن غيليبراند، بإستقالة ترامب على خلفية اتهامه بالتحرش، واصفةً شهادات نساء عمّا فعله بهنّ بـ «المحزنة». وصرحت غيليبراند لشبكة «سي أن أن» بأن «هذه المزاعم تتمتع بصدقية، وهي متعددة. إذا لم يستقل الرئيس فوراً، على الكونغرس فتح التحقيق المناسب في سلوكه ومحاسبته».
وغرّد السيناتور الديموقراطي رون وايدن على حسابه في «تويتر»، مطالباً أيضاً باستقالة ترامب وفتح تحقيق برلماني بشأن اتهامه بالتحرش. وقال: «النساء محقّات، إذا لم يستقل ترامب فعلى الكونغرس التحقيق في هذه المزاعم التي قدمنها عن تحرشه بهن ومهاجمتهن جنسياً، فما من أحد فوق القانون». وتبع ذلك تصريحات مماثلة من سيناتورين ديموقراطيين آخرين هما كوري بوكر وجيف ميركلي دعا كلاهما ترامب إلى مغادرة منصبه.
وكانت الناطقة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، ردت على الاتهامات التي طاولت ترامب. وقالت إن «الرئيس يظن أن تقدم النساء للحديث عن تعرضهن لتحرش أمر إيجابي، لكنه يؤمن بشدة بأن المزاعم المجرّدة لا يجب أن تحدد مسار الأمور، وفي هذا السياق فإن الرئيس ينفي بشدة صحة هذه المزاعم، وهناك شهود يؤكدون موقفه».
ورد ترامب عبر «تويتر» فهاجم غيليبراند، معتبراً أنها أداة يحركها زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر. وغرّد قائلاً: «برغم آلاف الساعات التي ضيِّعت وملايين الدولارات التي أُنفقت، لم يتمكن الديموقراطيون من إثبات أي تواطؤ مع روسيا، والآن ينتقلون إلى الاتهامات الزائفة والقصص المفبركة لنساء لا أعرفهن و/ أو لم أقابلهن إطلاقاً».
وكانت كل من جيسيكا ليدز وسامنثا هولفي وراشيل كروك، تحدثن تفصيلاً في شأن تلك الاتهامات تلفزيونياً خلال مؤتمر صحافي، متهمات ترامب بتعمد ملامستهن أو ملاطفتهن أو تقبيلهن جبراً أو الإساءة إليهن أو مضايقتهن. ووصف البيت الأبيض مزاعمهن بأنها «ادعاءات كاذبة».
وكانت مؤسسة «بريف نيو فيلم»، التي أصدرت الشهر الماضي فيلماً وثائقياً بعنوان «16 سيدة ودونالد ترامب» يرصد مزاعم السيدات في شأن تحرش الرئيس بهنّ، هي مَن نظمت المؤتمر الصحافي أول من أمس، بعد أن كانت ليدز وهولفي وكروك تحدثن انفرادياً عن مزاعم التحرش بهن قبل شهر من الانتخابات الرئاسية العام الماضي.
وقالت هولفي على شبكة «أن بي سي» الإخبارية الإثنين الماضي، إن ترامب غمز إليها بطريقة جنسية خلال مسابقة اختيار ملكة جمال الولايات المتحدة عام 2006 التي فازت بها.
وأضافت ملكة جمال ولاية نورث كارولينا السابقة، التي كانت تبلغ 20 سنة من عمرها في ذلك الوقت: «أُوقفنا جميعاً صفاً واحداً وراح ينظر إليّ كما لو كنت قطعة لحم. تأثرت بشدة نتيجة ذلك». وزادت: «حققوا مع أعضاء آخرين في الكونغرس، لذا أعتقد أنه من الإنصاف التحقيق مع ترامب أيضاً. هذه ليست قضية حزبية، بل قضية تتعلق بمعاملة المرأة كل يوم».
وقالت ليدز، التي كانت تبلغ 38 سنة حين التقت ترامب، إنها جلست إلى جانبه في مقاعد درجة رجال الأعمال أثناء رحلة جوية إلى نيويورك. وقالت: «قفز فوقي»، مشيرةً إلى أنها تكشف ذلك لأنها ترغب في أن «يعرف الناس حقيقة ترامب وانحرافه». كذلك رَوَتْ كروك اختبارها السيئ مع ترامب، فقالت إنه قبّلها من شفتيها خارج مصعد في «برج ترامب» عندما كانت في الـ22 من عمرها وتعمل موظفة استقبال في شركة عقارية هناك. وتابعت: «فوجئت وأصابتني صدمة».
وصرحت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، لشبكة «سي بي أس» الإخبارية نهاية الأسبوع الماضي، بأنه «ينبغي سماع» الشاكيات، مؤكدةً أنها «فخورة بشدة بالسيدات اللاتي كشفن ذلك».
وانتشر تسريب فيديو لترامب خلال حملته الانتخابية العام الماضي وهو يتفاخر بملامسة سيدات في أماكن حساسة، وأعلن ثلاثة مشرعين أميركيين استقالتهم من الكونغرس الأسبوع الماضي، على خلفية اتهامات بالتحرش الجنسي، ومنهم السيناتور الديموقراطي عن ولاية مينيسوتا آل فرانكن.
وفي سياق ذي صلة، أظهر استطلاع نُشرت نتائجه امس الاول الثلاثاء، أن الأميركيين يعتقدون أن مجتمعهم أصبح أكثر فساداً منذ تولي ترامب منصبه. وذكرت منظمة الشفافية الدولية التي ترصد الفساد، أن حوالى ستة من عشرة أشخاص قالوا إنهم يعتقدون أن الفساد زاد في الاثني عشر شهرا الأخيرة، وزادت هذه النسبة بنحو الثلث عما كانت عليه في كانون الثاني 2016.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة