المخرج طلال هادي: (ماكو مثلنه) محاولة لاستعادة الجمهور والعائلة العراقية

بغداد – عبد العليم البناء:
في ظل إدارتها الجديدة، تعاود دائرة السينما والمسرح تجربتها في تقديم الاعمال المسرحية الشعبية الكوميدية الهادفة، عبر الانتاج المباشر لتكريس مسرح العائلة العراقية.
وتتواصل التدريبات اليومية على المسرحية الشعبية الكوميدية “ماكو مثلنه” التي كتبها الدكتور جمال الشاطيء، ويقوم باخراجها الفنان طلال هادي، الذي ترك بصمة مهمة على العديد من المسرحيات التي لاقت اقبالا جماهيريا جيدا.
يشارك في المسرحية نخبة من نجوم الكوميديا في العراق بينهم: كاظم القريشي، وميلاد سري، وازهار العسلي، وعلي جابر، وخضير ابو العباس، ونزار علوان، و صادق الوالي، والمطرب فقار سعدي الحلي، واخرين.. ومن المؤمل عرضها مطلع الشهر المقبل في المسرح الوطني …
تحدث هادي عن فكرة المسرحية قائلا: “هي محاكاة لما حصل في البلاد بعد 2003 والتغيير الذي حصل فجأة، واختلت بعده موازين الكثير من الناس، ووجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها امام هجمة الانترنت، والموبايلات، والسيارات المظللة، بإطار كوميدي ساخر بمرارة، وضحك كالبكاء، والادوار تتبدل بين الافراد من الهبوط الى الارتفاع وبالعكس.
وعما يميز هذا العمل عن بقية الاعمال المسرحية الشعبية الكوميدية الاخرى أكد هادي: “ما يميز هذا العرض انه يحاول مسك العصا من الوسط، وحفاظه على جوهر الفن والثقافة، بعيدا عن هوس المادة، والانتفاع على حساب الذائقة العامة، هي محاولة لاستعادة الجمهور المسرحي الذي ابتعد كثيرا عن المسرح، بسبب الهبوط الحاد بالذوق الفني والاجتماعي، وأسباب أخرى.
وأوضح هادي: انها مواجهة صعبة ومسؤولية كبيرة، فالمسرح عالمنا الرحب الجميل، الذي نسعى ان يعود نقيا كما كان، نعتمد على امكانياتنا الذاتية كدائرة لها تاريخها المشرف، ونسير بخطى واثقة، معتمدين على همة الغيارى من الفنانين الأصلاء، الذين يقفون اليوم بكل صبرلاستعادة مسرحهم وجمهورهم، وفي مقدمتهم العائلة العراقية، اذ لابد لنا ان ننتفض، معبرين عن امالنا وطموحاتنا، ولا يمكن للخراب ان يستمر، فاذا لم نتحرك نحن فمن سيقوم بالمهمة؟”.
وعن خياراته على صعيد النص، ونجوم الكوميديا، والعناصر الفنية الاخرى من اغان، وموسيقى، وديكورات، كافية لاستقطاب الجمهور الاوسع، وتحديدا العائلة العراقية بكل شرائحها، أكد هادي: الجمهور يعرفنا، ويدرك حرصنا، لسنوات طويلة كنا ننحت في الصخر، ونحن ايضا نعرف جمهورنا وما يتمناه ويطمح اليه، فالجميع يعاتبنا على رداءة مايقدمه (الاخرون)، ويحثونا على تغيير هذا الواقع المزري، فكان ذلك سببا لخوض هذه التجربة.
يسعى هادي الى ايصال رسائل عدة من خلال هذه المسرحية حيث قال: نريد من خلال هذا العمل ايصال رسائل كثيرة، منها ان المسرح العراقي مازال فيه الفرسان الذين نهلوا من الرعيل الاول الشيء الكثير، وان الانسان قادر ان يغير حاله إذا عقد العزم، وقبل كل شيء اننا سنكون في الصدارة لفضح الفاسدين، ومن تعاون معهم، ومهد لهم السبيل كي يهدموا، ويعيثوا فسادا في البلاد والعباد.
ما الذي تراهن عليه في هذا العمل الشعبي الكوميدي الجديد؟
– اراهن بالدرجة الاساس على قدرة الادارة التي تقود هذا المشروع الاصلاحي الكبير، وصبر الفنانين الرائعين الذين يعملون معي بكل اخلاص، من دون كلل او ملل، برغم عدم توفر الأموال، وايضا اراهن على وعي الجمهور الذي يطمح الى تغيير حقيقي في الفن والحياة.
وختم المخرج طلال هادي حديثه مع (الصباح الجديد) بالقول: ” ليس لنا الا ان نواصل الشوط في المسرح، والحياة، لانعرف طريق اليأس، او الاستسلام، ربما نتعب، او نحارب، ولكن في النهاية النصر سيكون نتيجة كل عمل بناء فيه صلاح الانسان .. والله ولي التوفيق”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة