المثابرة الكردية العراقية «نورجان حسين» تعود إلى ديارها

قصة امرأة لم تسلب داعش كرامتها وإرادتها في حياة لائقة
بابل – خاص:

لم يكن يوم الجمعة الماضي يوماً اعتيادياً، حيث اجتمعت العديد من الناشطات والناشطين للأحتفال بالشابة العاملة نورجان يوسف حسين التي اضطرت مع امها وشقيقتها للنزوح من الموصل هرباً من الموجة الظلامية لداعش.
لم يكن الأحتفال بهذه الصبية التفاتة مجاملة او تعبير عن صداقات تمكنت من إقامتها فترة بقائها في مدينة الحلة، إنما احتفال بشابة كردية عراقية نزحت مع اهلها لكنها بإرادة متميزة تمكنت من تعلم الكتابة بالعربية، خلال التحاقها بالعمل في مكتب مؤسسة AMAR الخيرية الدولية في الحلة مدبرة لشؤون المكتب، لتعيل عائلتها التي لم يكن لديها اي مورد رزق.
ولم تكتف نورجان بالعمل مدبرة في مكتب AMAR إنما حرصت على الالتحاق بالعديد من الدورات لمشروع INVEST الذي تنفذه AMAR، ضمن توجه الدعم والتمكين للشابات والشبان بالخبرات المهنية والفنية المتعددة ليواجهوا اعباء الحياة والتمكن من إعالة أنفسهم وعائلاتهم وتطوير كفاءاتهم، ضمن التوجه العلمي الصحيح القائل «لا تعطي المحتاج سمكة، إنما اعطه شبكة ليصطاد ليشبع ويُشبع اخرين».
وهكذا كانت نورجان واحدة من 724 شابة وامرأة تعلمن في مؤسسة AMAR في محافظة بابل خلال المدة من حزيران 2016 لغاية تموز 2017، بجانب 246 شاباً.
وتمكنت 607 شابة وامرأة ايضاً من محافظة النجف الأشرف من النجاح في دورات تمكين المرأة والشباب خلال الفترة نفسها، فيما كان عدد من تخرجوا من الشبان من هذه الدورات في النجف 254 شاباً.
وكان اقبال الشابات والشبان واضح على دورات الحلاقة وتصفيف الشعر والحاسوب والخياطة وتعلم الانجليزية ورعاية الطفولة، إلى جانب الحضانتين اللتين تقدمان خدمات للأمهات العاملات، إضافة إلى تمكين بعض الشابات من الالمام بمبادئ حضانة الأطفال ورعايتهم ليتمكنوا من الحصول على فرص عمل مضافة، لذلك تخرج من دورات التمكين 1831 شابة وشاب في المحافظتين.
وكانت مسؤولة برامج تمكين المرأة في مؤسسة AMAR ،السيدة رواق فاضل سعيدة بالشابة نورجان والخريجات والخريجين في الدورات، مؤكدة أن هذه الشابة الكردية العراقية انموذج لإرادة الاجيال العراقية الفتية في مواجهة مصاعب الحياة وكوارثها من خلال دعم المجتمع لإرادتها وتوفير فرص عمل لائقة عبر مؤسسات المجتمع المدني التي تشكل AMAR ،بكل تاريخها منذ انتفاضة العراقيين عام 1991، نهجاً منظماً لدعم طموح العراقيين في الدفاع عن كرامة الإنسان وحقوقه، بالأخص حقه في التعلم والتمكن للحصول على فرص عمل افضل بما يحفظ كرامة الإنسان وقدرته على إعالة نفسه وعائلته وخدمة المجتمع.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة