دعوات لمحاربة “الفكر الداعشي” بالتزامن مع إعمار الموصل

مناشدات لتعويض أصحاب الآليات والعجلات التي أحرقها داعش
نينوى ـ خدر خلات:

“ابلغني صديق لي، انه وضع نفسه بموقف خطر قبل ايام قليلة، عندما ذهب الى منطقة الصناعة بايسر الموصل لتصليح عجلته التاكسي، حيث ان الحوار دار مع اصحاب الورشة وكان عددهم 3 اشخاص، حول اوضاع المدينة وقام صاحبي بالقاء اللائمة على تنظيم داعش الارهابي وشتمهم و حمّلهم مسؤولية خراب المدينة، ففوجئ بدفاع مستميت عنهم من قبل اصحاب الورشة، الذين كادوا ان يهاجموه ويضربوه، فتراجع عن موقفه وابتلع الاهانات كي ينجو بنفسه”.. هذا ما قاله الناشط الحقوقي والمدني لقمان عمر الطائي في حديثه الى “الصباح الجديد”.
واضاف “بالرغم من ان موقف هؤلاء الميكانيكيين الثلاثة لا يمكن ان يمثل رأي اغلبية الموصليين، لكن من السذاجة نكران وجود بقايا الفكر الداعشي بين شرائح مجتمعية عديدة كالرجال والاطفال والنساء، وان سيطرة داعش على المدينة لثلاث سنوات وسعيه المحموم لنشر افكاره المتطرفة لن يذهب سدى، ولابد من جهود حكومية وشعبية مدعومة بمواقف من رجال الدين المعتدلين لمواجهة الفكر الداعشي”.
ولفت الطائي الى ان “اعمار مدينة الموصل لا ينبغي ان يكون في الجانب العمراني والخدمي فحسب، بل ينبغي ان يتزامن ذلك مع محاربة الفكر الداعشي، ومن المرجح ان غالبية اهل الموصل على استعداد للمشاركة بهذا الجهد، حيث ان ما عانوه من قرارات ما كان يسمى بدولة الخلافة والتي لا تتلاءم مع عصرنا الحالي يدفعهم الى مناهضة الفكر المتطرف، فاهل الموصل ملتزمون بدينهم لكنهم غير متطرفين”.
وتابع “منذ شهر تقريبا، تسعى مديرية الوقف السني في محافظة نينوى الى ضبط ايقاع خطب الجمعة في عموم محافظة نينوى من خلال اعمام خطبة موحدة ايام الجمع، وفي الجمعة الاولى لتطبيق هذه الخطوة، خالفها 47 خطيبا في مركز الموصل، وهو رقم ليس بالكبير قياسا لعدد الجوامع والمساجد، لكن عشرات الابلاغات وصلت للجهات المختصة من قبل الاهالي حول اسماء المخالفين من الخطباء واسماء جوامعهم وعناوينها”.
مبينا ان “هذه الابلاغات تؤكد ان المواطن الموصلي مستعد للتعاون مع الجهود الرسمية لمحاربة الفكر الداعشي، والذي ينبغي ان يبدأ من البيت، ثم المراحل الدراسية كافة، فضلا عن اجراءات آنية، تتمثل في اصدار قرارات بمعاقبة كل من يأوي داعشيا او يتستر عليه، مع تخصيص مكافئات لمن يقدم معلومات عن مخازن الاسلحة والمتفجرات التي لم تكشفها بعد القوات الامنية بالمناطق المحررة”.
واشار الطائي الى ضرورة ان “تكون هنالك خطط حقيقية لمحاربة الفكر الداعشي، وليس كلاما نسمعه في الاعلام، ونحن نرى ان موقف مديرية الوقف السني في مواجهة الفكر المتطرف، هو خطوة اولية على الطريق الصحيح وينبغي بالحكومة الاتحادية ان تدعم هذه التوجهات على شتى الاصعدة”.

اصحاب آليات وعجلات احرقها الدواعش يناشدون بتعويضهم
على صعيد آخر، يعاني المئات من اصحاب الآليات الانشائية والخدمات ونقل الركاب والعجلات التاكسي من انقطاع مصدر رزقهم الوحيد بعد قيام عناصر داعش بمصادرة سياراتهم واستعمالها لعرقلة القوات الامنية العراقية في اثناء تحرير الموصل، او من خلال حرقها للتشويش على الطيران الحربي.
ويطالب اصحاب هذه المركبات بالاسراع بتعويضهم بنحو منصف، كي يتمكنوا من مزاولة اعمالهم لتحصيل ارزاق عائلاتهم، علما ان أقيام هذه المركبات تبلغ عشرات المليارات من الدنانير العراقية، ويقول بعض اصحاب هذه العجلات ان عناصر التنظيم كانوا يصادرونها ويتهمون اصحابها بالتخاذل وعدم مشاركتهم بالقتال وان عليهم ان يشاركوا ذلك باموالهم.
علما انه كان من الجنون التصدي لمصادرة تلك العجلات، حيث ان عناصر داعش كانوا لا يتورعون عن اعدام أي شخص لا يلتزم بقراراتهم حينها.
ومازالت العديد من هياكل تلك السيارات تسد العديد من الطرق خاصة في الموصل القديمة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة