نادي السرد يضيّف الناقد فاضل ثامر للحديث عن الرواية والتأريخ

بغداد – احلام يوسف:
ضيف نادي السرد في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الناقد فاضل ثامر للحديث عن “الرواية والتاريخ” وعن اصداره الاخير الذي يتحدث خلاله عن الموضوع ذاته، قدم الجلسة الاعلامي والقاص خالد الوادي، وحضرها عدد كبير من المثقفين، والروائيين، والنقاد، والكتاب.
خالد الوادي قال في بداية تقديمه لفاضل ثامر: قبل الكلام، قبل أي كلام، قبل النقد، والمسيرة الابداعية، وقبل الولوج في عالم هذا الرمز الثقافي الكبير، علينا ان نثني وبعمق على الأخلاق التي يحملها فاضل ثامر، الشخصية الكيسة، وتلك الدماثة الرائعة، لم يجرح احدا في حياته، بل هو أب، والاجدى من القول، انه عراب الثقافة الراقية.
بدوره تحدث الناقد فاضل ثامر بقوله: التاريخ مركزي، بحيث ان الروائي ملزم ان يعتمد على مخطوطات، واستنساخات، ووثائق تقدمها الواقعة التاريخية. ويحاول الاقتراب منها، والتماهي معها في بعض الاحيان، المؤرخ مثل أي سارد، تناولت في كتابي “الرواية والتاريخ”، مجموعة روايات بلغ عددها 30 او 40 رواية عربية تناولت التاريخ، وتناولت الشأن العراقي، اذا اردنا ان نتحدث عن بعض الروايات العربية التي اخذت الشأن العراقي مادة لها فليس اجمل من رواية ارض السواد لعبد الرحمن منيف، فهو يتحدث عن العراق في زمن داوود باشا، واخذ الطبقات الاجتماعية البسيطة في المقاهي، ومن كانوا يطلقون عليهم صفة “الشقاوة” والحياة العامة، وترك القادة والحكام ووضعهم في مرتبة ثانية، فيها هذا الفهم للتاريخ، بوعي جديد، علي بدر في “الوليمة العارية” تناول فيها مرحلة نهاية العصر العثماني، ودخول القوات البريطانية، فاخذ هذا التشكل الجديد ايضا، والطبقات الاجتماعية الجديدة في العراق التي اسفرعنها الوضع حينذاك.
الروائية عالية طالب، تحدثت عن الرواية العراقية التاريخية ووجدت ان من كتب في هذا الصنف الادبي لم يضف شيئا للمكتبة العربية او العالمية لان الطرق التي يتبعها الكاتب تقليدية وقديمة، وتطرقت الى الضجة التي اثارها الناقد حسن سرحان حينما وصف كل ما قدمه الروائي العراقي في هذا الموضوع بالجمود، لأنها وجدت انه بوصفه هذا لا يتجنى على أحد، لانهم: يعتمدون على مخطوطة لحدث معين ويعيدون قراءتها ويدخلونها ما بين الماضي والحاضر في مونولوج داخلي وفلاشات.
اما الناقد علوان السلمان فقال: بدءا اقول، فاضل ثامر من النقاد الذين امتلكوا مؤهل القارئ الناقد، باختراقه آفاق النقد، وامتلاكه خزيناً معرفياً، اهّله لان يحقق وجوده من خلال منجزه النقدي التطبيقي، فبزغ نجمه بفضله، اضافة الى مقالاته، وطروحاته النقدية التي اخذت حيزها، واخترقت الآفاق، كونها تستفز الذاكرة، لتمنح متلقيها المتعة والمنفعة، فاضل ثامر في نقوداته يعتمد العقلانية والموضوعية، المهيمن الاساس الذي عن طريقه يحاور النص، فينقله من حالته السكونية الى حالته الحركية، من اجل خلق حالة من التفاعل ما بينه، وبين المتلقي، فضلا عن انه يكشف عن حيثيات النص الداخلية، لتحقيق التواصل الجمالي، وما اريد قوله، انه ومنذ ان ظهرت الرواية كجنس ادبي مع النهضة الأوروبية، دخلت في تجاذب مع التاريخ، لأنها تتيح النظر الى الماضي، ومن هنا بدأت العلاقة ما بين الرواية، والمؤرخ، كعلاقة تجاذب، اما تكاملا، او اندماجا، هذا يعني ان علاقة الرواية بالتاريخ، علاقة ملتبسة منذ القدم، وقد ادرك هذا ارسطو عندما ميز ما بين التاريخ والشعر الملحمي.
في الختام كرم الناقد فاضل ثامر بدرع الجواهري تثميناً لمسيرته الابداعية ولجهوده في رفد الساحة الثقافية بمؤلفات مهمة، ستبقى على مر تاريخ العراق.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة