رشيد الخوجة أول محافظ لـ«بغداد»

طارق حرب
رشيد الخوجة أول محافظ لمدينة بغداد عندما كان المحافظ يسمى «متصرفاً « والمحافظة تسمى «لواء» , حيث تم تعيينه في هذا المنصب كأول محافظ لبغداد في 20-11 عام 1920 ,أي بعد شهر واحد فقط من تشكيل اول حكومة عراقية برئاسة عبد الرحمن الكيلاني في 20-10 عام 1920 , ورشيد الخوجة بغدادي من مواليد بغداد سنة 1884 اكمل الدراسة العليا في اسطنبول حيث درس في المدرسة الحربية ومدرسة اركان الحرب وقد تخرج سنة 1906 برتبة نقيب واشترك في حرب القفقاس مع الجيش التركي ووصل في هذا الجيش الى رتبة عميد وبانتهاء الحرب العالمية الاولى عاد الى دمشق سنة 1919.
وجاء الى بغداد سنة 1920 حيث تم تعيينه محافظاً لبغداد وفي سنة 1921 نقل الى منصب محافظ الموصل لحساسية محافظة الموصل والتي كانت تطالب بها تركيا انذاك وعاد الى بغداد سنة 1923 ,وانتخب عضوًا في مجلس النواب الملكي في دورته الاولى سنة 1925 .
وعين وزيراً للدفاع سنة في 18-3 -1933, وفي 12-11- 1933 ,انتخب رئيسًا لمجلس النواب وتم استيزارهٌ اكثر من مرة كوزير وفي سنة 1938, اشغل منصب رئيس الديوان الملكي .
وكان منصب محافظ بغداد غير موجود اذ كان الوالي العثماني على بغداد يقوم بهذا العمل وبعد دخول الانجليزالى بغداد سنة 1917, ومحاولتهم وضع ادارات للمدن العراقية وتسليمها الى العراقيين تم تعيين «رشيد الخوجة «بمنصب محافظ بغداد باعتباره شخصية بغدادية واستمر بهذا المنصب حتى 13-9 – 1921 , حيث قدم استقالته من منصب محافظ بغداد وتم تعيينه مرة اخرى كمحافظ لبغداد في 11-5- 1923,
واستمر في هذا المنصب حتى 15-9 -1924,حيث قدم استقالته مرة ثانية ليتم تعيينه كامين للعاصمة (امين بغداد) ودور رشيد الخوجة في منصب محافظ كان دوراً مميزاً حتى ان الملك فيصل الاول وبسبب شخصيته المعروفة خوله للقيام بالنيابة عنه في استقبال بعض الشخصيات المهمة على الصعيد العربي والدولي التي تزور بغداد وبذلك فانه كان نائباً عن الملك وتمتع بصفة وصلاحيات تفوق ما هو مقرر لمنصب محافظ بغداد من صلاحيات واختصاصات خاصة وانه كان على علاقة جيدة مع وزير الداخلية طالب النقيب في زمن كانت فيه المحافظة ترتبط بوزارة الداخلية فاستغل هذه العلاقة في زيادة الخدمات التي تقدمها المحافظة لاهل بغداد .
وكشخص مهني وعلمي قام اولًا بالتعرف على ادارة المحافظة ومعرفة احتياجاتها ومتطلباتها وتولى اعداد الدراسات والجداول الخاصة بذلك والبحث عن الوسائل والمسالك لتطوير المحافظة من جميع النواحي لذلك نجد انه اكد اولًا على النواحي التربوية والصحية وهي المسائل الاكثر اهمية بالنسبة لسكان المحافظة لذلك كان له دور كبير في معالجة المشكلات التربوية حيث يتولى زيارة مدارس بغداد ودار المعلمين ويتفقد الصفوف الدراسية .ويتولى اعطاء التوجيهات للهيئة التدريسية في مسائل التربية والتعليم ويطلع على المستوى العلمي للطلاب , بل انه كان يؤكد على ضرورة المطالعة الخارجية وعدم اكتفاء الطالب بالدروس التي تلقى عليه في دار المعلمين ومن المدارس التي كان يزورها مدرسة البارودية في منطقة الميدان ولم يكتف بزيارة المدارس الرسمية فقط وانما زار المدارس غير الرسمية كالمدرسة الجعفرية ,كما انه كان يولي الحفاظ على سلامة سكان المحافظة والتاكيد على الجانب الصحي والطبي لسكان المحافظة وتولت محافظة بغداد عندما كان محافظًاً اتخاذ الاجراءات المناسبة لاستقبال الملك فيصل الاول والذي وصل كأمير في 27-6-1921 ,وقبل تتويجه جمع عدة شخصيات ووجوه المجتمع البغدادي لمعرفة رأيهم في الملك الجديد وعند اجراء الاستفتاء بالتصويت على قبول الملك الذي تولت المحافظات اجراءه يوم 29-7-1921 ,جمع وجوه مدينة بغداد في سينما رويال وشرح لهم ما يترتب على ذلك التتويج وان يكون الملك ملكاً دستوريًا وعاد الى سؤاله عما اذا كانوا يرغبون بالملك الجديد من عدمه لذلك نجد ان بعض القوائم كانت تتضمن الموافقة المشروطة لكونها ملكية دستورية وحكومة دستورية ونيابية ديمقراطية.
وفي فترة اشغاله المنصب مرة ثانية كان أشد حماساً في متابعة أمور المحافظة وخاصة المياه والأمور المعيشية والصحية والطرق والعناية بالتعليم والادارة .

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة