هكذا تكلم الجنرال بترييوس

 صادق باخان*

يتوضح يوماً اثر يوم مدى حدة الجدل الدائر في اروقة الكونغرس الاميركي بشأن الازمة التي يمر بها العراق التي تهدد امنه واستقراره الى حد يخشى البعض الى تعرضه الى التقسيم او في اسوأ الحالات الى دولة كانتونات مثلما كان الحال في لبنان،

ومن الطبيعي ان يلتقط الاعلام الاميركي الازمة التي اشعلها تنظيم (داعش) ويعطيها حجما كبيرا لانه يراها تهدد استقرار منطقة الشرق الاوسط وقد تمتد الى اوروبا بخاصة ان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد حذر من ان داعش قد يوجه ضربة لانجلترا.

والمثير في الاعلام الاميركي ان مجلة تايم حمل غلاف عددها الاخير صورة لخارطة العراق تشتعل النيران بحدودها الشمالية الغربية ووضعت بداخلها عبارة تقول نهاية العراق the end of iraq، والاكثر اثارة هو الجدل حول القرار الذي قد يتخذه الرئيس الاميركي باراك اوباما بخصوص الازمة في العراق فقالت مجلة تايم في تقرير لها بشأن القرار الذي يمكن ان يتخذه السيد اوباما بأنه لا يحتاج الى تفويض من الكونغرس لتنفيذ خطوات قد يتخذها لقمع مسلحي تنظيم داعش الذين اجتاحوا اجزاء واسعة من العراق مع ذلك قد يتسبب في وقوع خلافات بين البيت الابيض وبين نواب بالكونغرس لاسيما اذا قرر الرئيس اوباما شن ضربات عسكرية باستعمال طائرات من دون طيار (درون) او اتخاذ اي اجراء عسكري مباشر آخر بالعراق.

لكن مساعد وزير الخارجية الايراني السيد حسين امير عبد اللهيان رأى بان الرئيس اوباما يفتقد ارادة جدية لمحاربة الارهاب في العراق وفي المنطقة.

وبين هذا وذاك فماذا يقول الجنرال الاميركي ديفيد بترييوس القائد السابق للقوات الاميركية في العراق؟ يرى الجنرال في حديث لصحيفة ديلي تلغراف البريطانية بأنه يؤيد شن ضربات محددة تستهدف المسلحين الذين يشنون هجمات في العراق لانه يخشى تحولهم الى جيش من الارهابيين بحسب وصفه، وعد هؤلاء بأنهم يمثلون خطراً على دول تقع خارج منطقة الشرق الاوسط منها المملكة المتحدة ودول اخرى، ولفت الجنرال بترييوس الى انه سيدعم خطوات استهداف عناصر مهمة من تنظيم داعش في حال توصل الرئيس باراك اوباما وقادة آخرون بأن التهديد الذي يمثله تنظيم داعش هو كبير.

وكما ترون هكذا تكلم الجنرال بترييوس وماذا بعد؟ العراقيون يريدون افعالا وليس اقوالا فقد شبعوا من الضجيج اللغوي وفي السياق ذاته اكد وزير الخارجية الاميركي السيد جون كيري في زيارته الاخيرة لبغداد التزام الولايات المتحدة بحماية امن واستقلال العراق ودعمه في مواجهة الارهاب وان واشنطن مستعدة لتجسيد ذلك ميدانياً وان بلاده ملتزمة باتفاقية الاطار الاستراتيجي في جانبها الامني والتسليحي مع العراق.

وكان رئيس الوزراء السيد نوري المالكي قد اكد ان ما يتعرض له العراق حالياً يشكل خطراً ليس عليه فحسب وانما على السلم الاقليمي والعالمي وعلى الجنرال بترييوس والسيد كيري ان ينتبها الى ذلك.

*من أسرة تحرير الصباح الجديد

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة