الوهم

أمير الحلو

أختلطت ألاراء حول من القائل (أكذب وأكذب حتى يصدقك الناس) وأذا كان هناك من قائل لذلك فلا شك أنه عاش في ظروف دفعته للتبشير بذلك برغم تعارضه مع القيم ألأخلاقية، وكذلك الذي رد عليه بالقول (أن حبل الكذب) قصير فهو يدعو الى الصدق الدائم وتجنب الكذب,

ما دفعني للحديث عن ذلك فهو، وبالرغم من وجود الاقمار الصناعية المتطورة التي تصور بدقة كل شيء على الارض فأن الآراء والاخبار تتناقض حول حقيقة ما يحدث هنا وهناك ومنها ما يصل التناقض فيه الى 100% مما يجعل الناس والمحللين والاخبار تتناقض بشكل كبير ويكون الضحية هو الشعب الذي لا يدري ما الذي حصل وماذا يحصل الان وما هو المستقبل! ولا شك أن كلا منا يعيش هذه الحالة حين يفتقد الحقيقة ومدى أنعكاس ذلك على الناس وأمنهم ومصالحهم، وهنا يجد من يريد الكذب وتزوير الحقائق فرصته في بث سمومه ليحقق أهدافه,

لدى البعض خيال واسع في اصطناع الحوادث، وبقدر ما يرددها يصدق هو نفسه ما روج له عامدا أو ينسب لنفسه ما سمعه من ألآخرين وينسىب لنفسه واقعة معينة، وأذكر أنني كنت مرة مع بعض الادباء المعروفين فروى أحدهم حادثة وقعت له في الطريق بين الحلة وبغداد وتابع الموجودون أحداثها المثيرة ولكن أحد الجالسين الى جانبي قال هامسا: عجيب أمر البشر فهذه الحادثة وقعت لي وأنا رويتها له ولكني أخجل أن أقول له ذلك حتى لو كنا وحدنا ! ولا شك أن الكثير منا قد مرت به مثل هذه ألاحداث ويسمع عن نفسه أمورا لا يعرفها لأنها لم تحصل أصلا، وقد قرأت مرة على صفحة شخص أعرفه في موقع الكتروني أنه وبينما كان خارجاً من فندق المنصور- ميليا رآني أقف مع ألمخرج يوسف شاهين أمام مدخل مسرح الرشيد ونحن نتجادل بحدة حول من هو أفضل لاعب كرة قدم في العراق وكان أحدنا يقول أنه حسين سعيد وألآخر يفضل أحمد راضي ، وهنا أقسم أن يوسف شاهين لا يعرف كليهما ولا يتابع كرة القدم حتى في مصر المشهورة بالانقسام الى أهلاوية وزمالكية، ولا أدري ما الذي دفع هذا الشخص الى تصديق خيالـه وينشـر ذلـك علـى النـاس؟

قد يكون الخيال أو الكذب الشخصي أقل ضرراً على الناس من الكذب السياسي والاجتماعي الذي يسبب صراعات وأحتدامات لا يعرف عقباها خصوصاً أذا مورس ذلك عبر وسائل الاعلام المسموعة والمرئية التي تدخل كل البيوت خلال ألأزمات من دون أستئذان فما أن تنتهي من سماع ومشاهدة نشرة أخبارية من محطة معينـة حتـى تجـد أن محطة أخرى تقلب النشرة تماما برواية مسبباتها وأحداثها ومستقبلها..وبالطبع فأن الجميع يعرف أن ذلك يعود لعائدية كل محطة ووسائل تمويلها نقدياً…وتسليحياً!

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة