«الطيب بيتي» في «ربيع المغفلين».. شيطنة الثورات العربيّة

القاهرة – الصباح الجديد:

عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة، صدر مؤخراً كتاب « ربيع المغفلين » للخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي د. الطيب بيتي.
الكتاب يقع في 520 صفحة من القطع المتوسط. ويتضمن واحداً وعشرين فصلاً إضافة إلى المقدمة والخاتمة.
كتاب « ربيع المغفلين : النهاية الممنهجة للعرب في (جيو-ستراتيجية) حكومة العالم الجديدة»، يكشف فيه المؤلف أسرار ما يُسمى بـ»الربيع العربي» ويجيب عن أسئلة بقيت من دون إجابات. فقد كتب الكثيرون في الربيع العربي، مدعين التفسير والتأويل وكشف المستور وطرح البديل، وتبيان العلة من المعلول… تناول العرب هستراته بأساليبهم المتميزة بالتسطيح والتهويل والأماديح.. وعالجه الغربيون بتعاليهم وتدليسهم المعهود الصريح.. وأخضعه الجميع للأساليب الإعلامية المتسارعة التجارية، ومناهج علوم الأناسة الغربية المحنطة، بممارسة النط ما بين الاقتطافيات المغرضة، والاختزاليات المبتورة ذات الأهداف اللولبية… وبقيت ما بين هذه وتلك، تساؤلات معلقة وألغاز من دون أجوبة !.
ويقف رجل الشارع المحقَر الحيران؛ يضرب الكف بالكف، ويحملق في الفراغ.. يَتساءل مع نفسه، ويسائل متخصصي الاصطخابات العربية -الثقافوية، السياسوية، والإعلاموية- المرافقة للزيف الإعلامي العالمي الرسمي المسير الأجير، فلا يجد الإجابة، فيستصرخ جهينة لعلها تنبئه بالخبر اليقين.
يقول المؤلف: أنه لا مراء في أنه تمَّ استنبات ما يُسمى بـ»ثورات الربيع العربي»، في خريف 2011م؛ كمرحلة انتقالية أخيرة في المشروع الإمبراطوري الأخير ذي الصرح المتهاوي، بهدف الاستدارة على الجغرافية العربية وتطويق شعوبها بغية حشرها تحت السيادة المطلقة للغرب عبر مرحلته «التطورية» التي انتقلت من أوروبا – في ما بين الحربين – إلى الولايات المتحدة الأميركية، للعمل على نقلها بالكامل إلى إسرائيل في ما بعد الربيع العربي… وتلك مهمة الربيعيين.
وإن تسمية الربيع العربي لم تسقط من النيازك العليا، بل كانت تلوكها ألسنة خبراء (الجيو-سياسة) بعد حرب الخليج الثانية، وسوَّدتها أقلام مهندسي (الجيو-ستراتجيات) في مجلة السياسة الخارجية الأميركية في العام 2005، وطُبخ المشروع -والناس نيام- في الأوكار المعتمة للمخابرات الأميركية في العهد البوشي، وتم تنفيذه في زمن «التغيير الأوبامي»، ليكون الخبز اليومي «الإصلاحي» للرئيس الأميريكي باراك أوباما بقصد ترميم التصدعات الأميريكية الداخلية وتصديرها للخارج، بغية ابتزاز حلفاء أميركا في العالم -وخاصة من الأوروبيين والعرب- تمهيداً لخلق حروب مدمرة في منطقة الشرق الأوسط، امتثالاً لزمرة الأسياد، وتسويغاً للتدخل السافر والعاجل في الجغرافية العربية، من أجل تغيير أنظمتها المارقة واستبدال حكامها المستبدين، واستكباش ساستها ونخبها العملاء المفسدين، واستضباع سكانها المغفلين… فأطاحت الإمبراطورية بأولئك الذين اِمتُص رحيقُهم وأُنهيت مهامهم، وتم الحفاظ على المتبقين من سلاطين العربان ومشايخ الخلجان إلى حين، إلى أن يتم عصرهم مثل البرتقالة، ويتم استنفاد مَعين قدراتهم وخدماتهم، وتجفيف ينابيعهم، ثم سيُجزون جزاء سنمار، ويكتفون بالظفر من الغنيمة بالإياب، في حين يتم التعجيل باستئصال المتمردين العُصاة منهم عن الترويض. ولا جديد تحت الشمس.. فالربيع العربي ما هو إلا حلقة من المسلسلات الأميركية الفجة، امتداداً لسيناريو العصر 11 سبتمبر عام 2001 الهوليودي المونتاج والإخراج، … وليس للعرب في «ربيعهم» من نصيب سوى القردنة والزعقات، والضجيج والتهريج في السيرك العبثي العربي الجديد…
من بين فصول كتاب ربيع المغفلين:جدوى الربيع العربي، وماهيته؟ وفقه الاختلاف فيه؟ والرؤية الغربية للخيارات الربيعية، و بانوراما ثورات الربيع في أوروبا، والثورات الأوروبية الثانية في القرن العشرين، ومن ثم الالتفاف الغربي على الجغرافية العربية، إضافة إلى «سوريا : كماشة الغرب وخيانة العرب»، و لماذا البحرين ليست سوريا ؟ والغرب و العرب بين «إمَّا» و»أو».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة