ممرات العراق..!

عامر القيسي

لم يكن ممكنا لاي عقل مهما اشتط به جنون الخيال المريض ان يتوقع ان تكون في العراق ذات يوم ممرات ، ليس للاستعراضات والبهرجة والفرح والاحتفالات وانما ممرات آمنة للمساعدات الانسانية ، بعد ان تجاوز عدد النازحين الداخليين فيه رقم المليون !

فقد طالبت المنظمة الدولية للهجرة بفتح ممرات آمنة لوصول المساعدات الإنسانية لعشرات الآلاف من النازحين العراقيين الذين فروا من العنف في شمالي العراق وانتشروا في 17 محافظة من محافظات العراق الـ 18.

وبينت في أحدث تقرير لها أنها «نجحت خلال الشهر الجاري في توزيع المساعدات التي تقدمها وكذلك مساعدات اليونيسيف وبرنامج الغذاء العالمي على عشرة آلاف نازح عراقي ،لكن عشرات الآلاف الآخرين من النازحين العراقيين من الموصل وتلعفر وتكريت وعلى الطريق جنوب بغداد لا يمكن الوصول إليهم ، كما لا يمكن تقييم الاحتياجات الإنسانية بسبب وجود مئات الحواجز على الطرق التي أقامتها الحكومة العراقية وكذلك المسلحون ”.

شيء اقرب الى الخيال ، خصوصا وان خيالنا انفتح بعد عام 2003 على احتمالات عراق جديد آخر مزدهر وديمقراطي ، تختفي من حاضره ومستقبله الى الابد ظاهرة النزوح والهجرة ورسائل الحنين التي اتسم بها العهد الصدامي المقبور.

ذهبت خيالاتنا الى عودة ذهبية الى ابو نواس السبعينيات قبل ان يلوث البعث كل مظاهر الحياة في هذه البلاد..

كنّا نأمل ونتخيل ، على مايبدو بتفاؤل ساذج، بعودة للحياة المفعمة بروح المستقبل واسدال الستار على ماض ما زال يقض مضاجع ذكرياتنا بالالم والخيبة وفقدان الاحبة ..

كان في ذهننا عراق مختلف عما كان عليه في عهد البعث ومختلف ابضا عما نراه الآن، عندما تطالب منظمة دولية بـ»إعلان المساجد والمدارس والمستشفيات مناطق آمنة حتى يتم توزيع المساعدات الإنسانية فيها وذلك بعد تعرض العديد من دور العبادة للقصف وكذلك تدمير 2 من مستشفيات الموصل» . 

اي روح انتقام عملت وتعمل في هذي البلاد كل هذا الخراب وهو ما عجزت عنه دكتاتورية صدام ..

يقول منسق الطوارئ في المنظمة الدولية للهجرة ماندي أكسندر ” إن العراق لم يعد البلد الذي عرفناه ولا نعرف ما إذا كان سيعود العراق الذي عرفناه مرة أخرى ، فهو الآن بلد مختلف تماما يشهد حالة طوارئ بالغة التعقيد».

نعم ياسيد ماندي هذا عراق مختلف،ولم يعد البلد الذي عرفته عام 1975 عندما زرته و»مصصت» اصابعك من طعم السمك المسكوف فيه على شواطيء دجلة..

رسالة الى ساسة هذا البلد وقياداته «الحكيمة « تقول بكل وضوح وشفافية ..

انظروا ما فعلتم بالعراق .. انتم ودواعشكم وصداميوكم .. فماذا ينبغي ان نفعل بكم؟!

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة