بغداد ـ زينب الحسني:
يشكو المسنون من اوضاع انسانية صعبة وهم يقطنون بين ذويهم واسرهم الذين يرفضون ايداعهم في دور الايواء المخصصة لهم من قبل الدولة ويفضلون ابقاءهم من دون رعاية صحية او اهتمام يتناسب وحاجاتهم الخاصة .
فالى جانب عدم التواصل الاجتماعي معهم فان ذويهم يصرون على ابقائهم في عزلة تامة خوفا من الاعراف والتقاليد الاجتماعية التي تمنع ايداعهم في تلك الدور التي ممكن ان تمنحهم الرعاية الصحية والعناية المطلوب رافضين تقديم المعونة الانسانية التي يستحقونها لهم .
فالمواطن يلمس ان وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وفرت لهؤلاء دورا مختصة لفئة شديدي العوق منهم يتم فيها الاهتمام بهم من قبل ملاكات صحية ومختصين في هذا المجال ، الى جانب منحهم اعانات شهرية ممكن ان تسد جزءا كبيرا من احتياجاتهم الخاصة .
وكشف وزير العمل والشؤون الاجتماعية نصار الربيعي ان 10 دور في بغداد ومحافظات نينوى والبصرة وبابل والديوانية وكركوك وميسان وكربلاء والنجف تقدم فيها الخدمات الاجتماعية والصحية والترفيهية للمسنين ، فضلا عن خدمات الايواء المتمثلة بالسكن والملابس الجيدة والغذاء المناسب لهم ومصروف الجيب حيث يخصص مبلغ 60 ألف دينار شهريا لكل مسن ، الى جانب الاتفاق مع المصرف التجاري لمنحهم مبلغ 100 الف دينار شهريا ، مشيرا الى ان هذه الدور تضم المسنين من فاقدي الرعاية الاسرية للاعمار 60 سنة فما فوق بالنسبة للرجال و55 سنة فما فوق بالنسبة للنساء ، ولوزير العمل والشؤون الاجتماعية صلاحية الاستثناء من دون شرط العمر .
واضاف الربيعي ان عدد المسنين المودعين في تلك الدور يبلغ عددهم 457 مسنا موزعين على 10 دور في بغداد والمحافظات، 298 منهم من الذكور و168 من الاناث، وهناك عشرات الاف من المسنين خارج تلك الدور تم شمولهم برواتب واعانات الرعاية الاجتماعية، مبينا ان محافظة النجف تعمل على بناء دار للمسنين ستقوم الوزارة بتأثيثها واعداد الملاك الوظيفي لها.
واكد الربيعي ان الوزارة خصصت دورا لايواء المرضى شديدي العوق من 15 سنة فما فوق يمكن ايداع المسنين العاجزين فيها، بالرغم من انها غير مسؤولة عن ايداع او استقبال المرضى النفسيين والمصابين بالامراض المعدية انها تسهم باحالتهم الى المستشفيات النفسية والمستشفيات المختصة بالامراض المعدية والمزمنة التي ممكن ان تصيب المسن .
وكان مجلس النواب قرر توزيع ملياري دينار بين دور المسنين والارامل والايتام في المحافظات ، عن طريق مكاتب المحافظات وبحسب النسب السكانية بالتعاون مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لشراء المستلزمات الضرورية والسلع والاحتياجات الاخرى لهذه الدور.
من جانبها بينت الباحثة الاجتماعية سمر الخزاعي ان الاعراف الاجتماعية التي تقف وراء عزوف الابناء وبعض الاسر التي لا تستطيع العناية والاهتمام بالمسنين الذين يعانون امراضا جسدية ونفسية ويفضلون الابقاء عليهم من دون اية رعاية على ان يشاع خبر ايداع ذويهم في دور المسنين .
واوضحت ان هذا الامر ينعكس سلبا على المسن ومن كلا الجنسين كونهم يحتاجون الى رعاية صحية وانسانية يفتقرون لها بين الاسر التي تأويهم مما يتسبب باصابتهم بأمراض تؤدي الى وفاتهم نتيجة عدم الاهتمام بهم بالشكل المطلوب .
واشارت الخزاعي ان هذا الامر لا يقتصر على المجتمع العراقي وانما على جميع المجتمعات في الدول العربية تعاني العقدة ذاتها ويبقى الضحية هو الشخص المسن، لذا يجب العمل على نشر التوعية الصحيحة لبيان اهمية ايداع المسنين الذين ليس لديهم من يعتني بهم في دور الايواء لضمان الحفاظ على صحتهم والاهتمام بما يتناسب مع اعمارهم ، وهذا الامر يقع على عاتق المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني الى جانب المؤسسات الاعلامية التي يجب ان يكون لها دور واضح في هذه العملية الانسانية.