اوضاع الموصل وتكريت تستفز أمن السليمانية

إجراءات أمنية مشددة لملاحقة المشتبه بانتمائهم للجماعات المسلحة

بغداد ـ سالم علي:

لم تشهد مدينة السليمانية إجراءات أمنية مشددة كالتي تشهدها اليوم منذ أكثر من عشرة أعوام مضت، إذ إن تهديدات مسلحي جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) ليست بعيدة عن المدينة، ولا تريد القوات الأمنية ان تطال ألسنة اللهيب مواطني إقليم كردستان.

الإجراءات الأمنية تضمنت تشديد إجراءات دخول المحافظة وقيام مفارز الشرطة والآساييش بنشر نقاط تفتيش متحركة بين الحين والآخر والسؤال عن تحركات المواطنين. 

لكنها بدت غير مألوفة بالنسبة لمواطني السليمانية حيث تعيش المدينة منذ أعوام استقراراً أمنياً تبددت معه مخاوف السكان، أما اليوم وقد وصلت حرب داعش حتى الحدود الجنوبية لمحافظة كركوك فالمسؤولين في السليمانية يخشون من وصولها إلى داخل إقليم كردستان ومدينة السليمانية المحاذية لكركوك على وجه الخصوص. 

آوات محمد قائم مقام السليمانية والذي يرأس اللجنة الأمنية فيها قال «تقوم القوات الأمنية بالمراقبة بشكل دقيق، فالمسلحون يشكلون خطراً على جميع أنحاء العراق وليس منطقة كردستان فحسب». 

في السياق ذاته كشف ضابط أمن في السليمانية طلب عدم الإفصاح عن اسمه بحجة منعهم من التصريح إن قواتهم اعتقلت في الأيام الماضية أشخاص يشتبه في أنهم ينتمون إلى داعش ينوون الإقامة في المدينة والقيام بهجمات فيما بعد.

وأضاف «صدرت الأوامر إلى جميع نقاط التفتيش لتشديد إجراءات السماح لدخول المواطنين حيث منحناهم صلاحيات لمنع أي شخص مشبوه من الدخول».

ومن الإجراءات الأخرى التي تتم في المدينة هو عدم السماح بدخول السيارات التي تحمل لوحات أرقام المحافظات العراقية الأخرى ولم تسجّل لدى الإقليم أية معلومات عنها باستثناء سيارات الحمل التي تنقل المستلزمات إلى المدينة. 

وتشمل هذه التعليمات الخاصة بدخول الأشخاص مطار السليمانية أيضاً بحسب ما قاله طاهر عبدالله مدير مطار السليمانية. 

وفي سياق الإجراءات الاحترازية التي يتبعها مسؤولو المدينة يتم مراقبة جميع الشبان الذين ذهبوا إلى سوريا تحت مسمى (الجهاد) واختلطوا بداعش والمجموعات المتشددة وعادوا فيما بعد إلى الإقليم. 

فهناك العشرات من الشبان الذين ذهبوا إلى سوريا العام الماضي بطرق غير قانونية واختلطوا مع مجموعات داعش وجبهة النصرة وعادوا فيما بعد وسلّموا أنفسهم إلى قوات الآسايش حيث تم وضعهم تحت المراقبة خوفاً من أن تحاول داعش الاتصال بهم. 

أقارب أحد هؤلاء الشبان الذي عاد من سوريا منذ ثمانية أشهر ويقيم في مدينة حلبجة قال إن القوات الأمنية في المنطقة تراقب ابنهم ومنزلهم وقد تم استدعائهم من قبل الأجهزة الأمنية للتحقيق معهم مرات عدة. 

وحسب أقوالهم فإن ابنهم لم يعد على علاقة بداعش وتراجع عن قراره بعد شهر واحد من وصوله وقرر العودة.

وتشير المعلومات التي حصلت عليها «نقاش» إن قوات الآسايش تراقب المساجد بدقة وقد تم إيقاف إلقاء الدروس الدينية والبقاء في المساجد بعد الصلاة بقرار من وزارة الأوقاف حتى إشعار آخر.

ومع كل ذلك طلب مسؤولو السليمانية من المواطنين عدم السفر براً إلى محافظات وسط وجنوب العراق حفاظاً على سلامتهم. 

ودعا رامان عثمان المدير الإعلامي لمحافظ السليمانية المواطنين في حدود المحافظة إلى الابتعاد عن السفر الى مناطق العراق الأخرى وذلك بسبب التدهور الخطير للوضع الأمني في مناطق وسط العراق وخطورة الطرق بين مدن إقليم كردستان والمدن العراقية الأخرى. 

وأضاف «يتوجب أن «يبتعد المواطنون نهائياً عن استخدام الطرق البرية والسيارات حفاظا على سلامتهم وعدم اخذهم كرهائن من قبل المجاميع المسلحة وإذا اضطروا للسفر فليسافروا جواً».

ولم تتسبب داعش في خلق مشكلة أمنية في السليمانية فحسب بل خلقت مشكلة اقتصادية أيضاً حيث شهدت أسعار معظم المستلزمات ارتفاعاً منذ أكثر من أسبوع فيما يواجه المواطنون صعوبة في الحصول على وقود السيارات.

ويعود السبب في ارتفاع الأسعار في أسواق السليمانية إلى إغلاق الطرق بين المدينة والمدن العراقية الأخرى حيث تعتمد أسواق السليمانية على المستلزمات التي تستورد من المدن العراقية الأخرى جنوبها وخصوصاً الفواكه والخضار.

وفيما يتعلق بالبنزين فقد توقف تزويد السليمانية بحصته من مصفى بيجي فيما يخزنه المواطنون في المنازل خوفاً من تدهور الأوضاع لذلك فإن محطات توزيع الوقود لا تتمكن من سد حاجة السكان.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة