عامر القيسي
قال وفيق السامرائي المستشار العسكري السابق لرئيس الجمهورية جلال طالباني في لقاء متلفز مع قناة عربية “ان القضاءعلى داعش لايحتاج لاكثر من فرقة مشاة وعدة دبابات..
اوباما يقرر ارسال جنود لحماية سفارة بلاده مع 300 مستشار عسكري ..
الشارع يتجيش والبلاد تحولت الى غابة من البنادق المنفلته برعاية الحكومة ومن دون رعايتها ..
طائرات بلا طيار ..
اعادة هيكلة الجيش بطريقة غامضة ..
تهديدات من الجميع ضد الجميع ..
كل اللغة العسكرية حاضرة في ازمة سياسية تهدد البلاد بحرب طائفية تؤدي طبيعيا الى تقسيمها على اسس طائفية ، واصبح الحديث علنيا ..
كل هذا الحراك العسكري في غياب اي مبادرات سياسية حقيقية وواقعية قابلة للحياة ، لامن الحكومة ولا من معارضيها ولا من الاميركان او الامم المتحدة ولا من الجامعة العربية ولا من روسيا التي دخلت على خط الازمة مؤخرا ..
كل المساحة للعمل العسكري .. كل الدفع باتجاه لعلعة الرصاص ودوي المدافع .. كل الجهود لزيادة عدد البنادق ، في ازمة يتفق الجميع على ان اصلها سياسي ، لكن هذا الجميع عاجز وغير قادر على ان يطرح مبادرة سياسية حقيقية قابلة للنقاش والحياة لمساعدة أي جهد عسكري حكومي للقضاءعلى داعش الارهابية..
حتى اجتماع الكبار الثلاثاء الماضي لم يستطع ان يخرج الينا الا ببيان مهلهل ، لف ودار حول الازمة من دون ان يقدم مبادرة سياسية جريئة الافكار والاتجاهات ، لفتح طريق للحوار يتيح المجال لحلحلتها واخراجها من الخانق والمقتل معا ..
الوقت ينفد بسرعة .. وعجلة الحل العسكري يبدو انها في طريق “مط” الزمن مع استمرار دفع فاتورتها البالغة الكلفة من دماء وضحايا وتدمير ..
لامجال للانتظار السلبي .. نحن نحتاج الى مبادرة سياسية بحجم الازمة وليس الى ملء الفضائيات بتصريحات رنانة ، من كل الاطراف، لاتقدم ولا تتؤخر ، بل انها تزيد الازمة تشابكا وتبعد امكانية الحلول، فيما المخاطر تتكاثر وتتوالد، واحاديث الحرب والتقسيم تأخذ حصتها كاملة في اروقة السياسة والاعلام والطاولات السرّية التي لانعلم ماذا تخبيء لنا في الايام المقبلة ..
الحسم العسكري وان كان ممكنا ، فما هي النتائج السياسية التي سيفرزها ؟ وماهي كلفة فاتورته؟واذا صمتت المدافع من سيتكلم ؟
نحن نحتاج الى مبادرة جريئة تتضمن قرارات تأريخية تبعد عن البلاد شبح حرب اهلية تطحننا جميعا، وكما قال احد الزملاءفان حرب انفصال الباكستان عن الهند ستبدو تمرينا بالنسبة لما سيجري في العراق !
قلنا الوطن في خطر قبل اندلاع الازمة ودخول داعش الارهابية على الخط، وقبل حصول الواقع الجديد .. وما من مجيب ..والآن نكررما قلناه من ان العراق برمته بخطر وطنا وشعبا وتأريخا ومستقبلا .. فمن سينقذه وينقذنا ؟