بغداد ـ الصباح الجديد:
أقامت الفنانة التشكيلية العراقية نبراس هاشم معرضها الشخصي الرابع في المعهد الثقافي الفرنسي في شارع ابو نؤاس ببغداد، وقد حمل المعرض عنوان (تحولات) وضم 25 عملا للرسم بقياسات مختلفة و6 اعمال نحت ومواد مختلفة.
واعربت الفنانة نبراس هاشم ان معرضها جاء تلبية لدعوة من قبل السفارة الفرنسية حيث ستسافر قريبا الى باريس للسكن في مدينة الفنون هناك من اجل ان تصبح موهبتها معروفة خارج حدود العراق، كما جاء ذلك في كلمة مدير المعهد الفرنسي في العراق وكالة راضية اودجاني.
وقالت نبراس عن معرضها: تتحول المفاهيم واﻻفكار ويبقى الواقع يفرض تفاصيله علينا.. وتظل اﻻلوان هي ذاتها ونلعب نحن بتفاصيلنا نلون احلامنا وطرقاتنا واهدافنا بسطوح تجعل بين بعضنا البعض لغة حوار غير ملموسة.. تهمس بالذات ونتحول من كيان الى كيان من دون صوت.. وانا اضع اﻻشياء كماهي حينا واجملها احيانا.. ارسم وانفذ مايستوعبه واقعي دون خوف او هروب الى بديل.. اللون القماش الفضاء المواد المختلفة كل ادوات حياتي وكل الذي اريد حتى يسعفني باﻻستمرار في فن صناعة جمال الحياة.. اصدقائي هم من يجعلوني أكتشف.. اختاي (بان وبتول) هما من يجعلاني احتسي رحيق الحياة يوميا الى من انتشلني من الهموم.. انا اقدم فضاءات تمتعهم تسعدهم تذكرهم بي دوما.
واضافت: هذا المعرض اقمته من خلال دعوة خاصة لي من قبل السفارة الفرنسية وبسبب توجيه دعوة مشاركة في سكن الفنانين في باريس بمدينة الفنون، ومن الضروري اقدم معرضا شخصيا قبل السفر، وكأنه ترجمة ﻻفكاري التي وددت ان اقدمها هنا وسط زملائي قبل ان اقدمها بالخارج.. وذلك لاني تطرقت للتعامل بمواد حديد وسيم بمختلف انواعه وخامات مختلفة ونفذتها بأسلوب (الفكرة.. اي اﻻنستليش ارت) الذي قلما نراه في مجتمعنا الثقافي او لعدم جرأة البعض بالتعامل مع هكذا مواضيع وتقديمها ﻻننا على يقين مسبق بانها سترفض.
وتابعت: عموما قمت بتقديمها لاترجم بوضوح وبطريقة مباشرة صلابة المشاعر واﻻفكار التي تودي بنا انسانيا الى اوراء من خلال تعاملي بمادة الحديد بالدرجة اﻻولى وبمختلف احجامه او متنوع السمك، قدمت موضوع اﻻستنجاد والفرار والهروب من الواقع.. اعلنت لربما الحرب على نفسي ﻻتخلص مما نعيشه وما نتعرض له.. والحمدلله لقد استوعب كل الحاضرين من اﻻجانب وابناء بلدي اﻻعزاء ماقدمته، وتألم الكثيرون حينما رؤوا اﻻعمال وعاتبوني قائلين لي (لماذا نبراس قلت ما بداخلنا ولماذا حرقت ذاتنا)؟، وانا قلت لهم: اعزائي الهمّ واحد واﻻمل يكاد ينعدم يوما بعد يوم، وعموما.. ﻻزلت ألون واجمل اﻻشياء بمفرداتي التي انتشلها من طفولتي الرائعة الترفة.. لقد حملتني هذه التجربة الى عالم جديد اكتشفت خبايا الكثير من اﻻشياء والتفاصيل التي كنت موهومة بها.
الى ذلك أدلت الفنانة التشكيلية زينب الركابي برأيها قائلة:عندما تتجول امام الاعمال الفنية للفنانة نبراس هاشم تشعر بانك تتجول في اتون تجربة فنية اشبه ما تكون بالبانوراما الفنية، و التي تدرك من خلالها مدى مهارة الفنانة و خبرتها سواء عبر الرسم او القطع النحتية، ان اعمالها التعبيرية تحمل في طياتها ملامح الخصوصية التي تتميز بها الفنانه نبراس هاشم و التي تميزت بالابداع الشامل في اكثر من مجال في رسم و نحت.
واضافت: لقد حظيت المرأة بمساحات كبيرة في اعمالها و لوحاتها، لكن حضور المرأة بالنسبة للفنانة حضور رمزي فالمرأة رمز الارض و رمز الانسان و الحب و الامان، احيانا نلاحظ وجود رجل الى جانب المرأة قد يكون الصديق او المنقذ و الحبيب، ان نبراس في اعمالها تمردت على واقع الفن الرتيب وكسر قواعد المألوف.
من جانبه قال المخرج السينمائي والفنان اسعد الهلالي: ما شاهدته في المعرض الشخصي الرابع للتشكيلية الشابة نبراس هاشم هو اقترابها او لنقل محاولات اقتراب من عنوان المعرض (تحولات)، فقد عمدت إلى بعض التحولات الموضوعية والاسلوبية التي ربما لا تكون كبيرة وجوهرية لكنها تشير إلى ديناميكية الفنانة وتفاعلها مع متغيرات ما يحيط بها من واقع.. اضافة إلى متابعتها الدقيقة لمتغيرات وتحولات النشاط التشكيلي العراقي.