بين الحين والحين الآخر تطل علينا موهبة جميلة تشعرنا بأن هناك طاقات شابة واعدة لو استثمرت بنحو صحيح لعمت الفائدة على الشباب والوطن، اذ هناك طابور من الخريجين والخريجات الذين لم توفر الحكومة لهم فرصة عمل في المؤسسات التابعة لها، وهذا الامر قد يدفع الجزء الأكبر منهم الى اليأس والإحباط الا اننا نجد ان ما تبقى منهم قد اتخذ قراره بأن يطور موهبته فمنهم من التجأ الى الاعمال الحرة او ان يظهر مهارته في الحلاقة والازياء والكتابة والرسم، في حين التجأت بعض الفتيات الى عمل البازارات والاعمال اليدوية وحتى ان بعضهن شاركن بدورات لتأسيسات الصحية بحسب ما قاله لي احد المسؤولين عن مراكز التدريب التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية .
بل لم تقف صعوبة بعض الحرف حائلاً دون تحقيق احلامهن في خوض غمار أصعب الاعمال والحرف.
فما بين التأسيسات الصحية والكهربائية وصيانة الهواتف النقالة والزراعة والاعمال الحرفية اليدوية ، اثبتت المرأة العراقية انها بمستوى التحدي الذي فرضته الظروف عليها الى جانب انها لم تقف مكتوفة الايدي لحين حصولها على تعيين حكومي اذ باشرت بإدارة مشاريعها الخاصة كالمكتبات وتزيين سيارات الاعراس وإدارة رياض الأطفال والحضانات الى جانب مثابرتها على تحقيق ذاتها في الوقت نفسه فهي تواصل الدراسة للحصول على الماجستير والدكتوراه لتكون انموذجاً للمرأة العاملة والمثقفة التي تحارب كل الظروف والصعاب لأثبات انها تستحق كل الاحترام والثناء والتقدير والاعتزاز بتلك الأخت والام والزوجة التي شاركت رفيق دربها كل مصاعب الحياة لتكون انموذجاً للشريك المضحي الذي يحرق ذاته ليضيء للأخرين .
وأنموذجاً يحتذى به كونها ام ومربية وطالبة وعاملة واخت لم تغلبها سنوات العوز والحرمان بل زادتها اصراراً وقوة على اكمال مسيرتها وهي مرفوعة الرأس …مقدسة كتربة هذا الوطن لم تنل منها كل المحن والاوجاع لتكون تلك البطلة الخلاقة في كل عصر وزمان. لتتألق بمواهبها وطموحها ولا تترك لليأس مجال لتتحدى كل الذين ارادوا احباط عزيمتها وسلبها حقها بأن تأخذ حقها في ممارسة تخصصها وما أفنت سنوات عمرها في دراسته.
زينب الحسني
شريك الدرب
التعليقات مغلقة