لوحاتي أفلتت من كمائن «داعش» لتحاكي مأساة حواء الموصلية

التشكيلية مروة الحائك لـ «الصباح الجديد»:
بغداد ـ فلاح الناصر:
من الساحل الأيسر في مدينة الموصل، باتجاه عاصمة بلادي الرافدين، بغداد السلام، كانت للفنانة التشكيلية، مروة الحائك، قصص، مروعة، عاشتها بمرارة، لتتمكن من الهرب مع أسرتها نحو مواطئ الأمن، الفنانة التشكيلية، قامت بتهريب نحو 22 لوحة من رسوماتها، لتفلت من قبضات الإرهاب (الداعشي)، حيث سطرت بهن مراحل التحدي والاصرار على اثبات حياة العراقيين، برغم ما واجه أهالي (أم الربيعين).
الفنانة الشابة، خريجة معهد الفنون الجميلة، والحاصلة على شهادة البكالوريوس من كلية الفنون الجميلة في جامعة الموصل، اشتركت مؤخراً في مهرجان الواسطي الذي اقيم في مبنى وزارة الثقافة والسياحة والآثار، فيما تملك الفنانة 8 معارض شخصية.
حلت ضيفة على صحيفة «الصباح الجديد»، فتحدثت عن بدايتها عن ولعها بالرسم والألوان والفرشاة، حيث قالت:
منذ نعومة أظفاري وانا اهوى الرسم، العديد من اللوحات وان كانت بنحو بدائي، الا أنها نالت استحسان معلماتي في المدرسة الابتدائية، ثم المرحلة المتوسطة، كانت موهبتي تتضح شيئاً فشيئاً، وفي مرحلة المعهد تقدمت للاختبار فنلت درجة 98 % ، لكوني كنت أرسم بنحو متواصل سواء على القماش او الزجاج.
وتضيف: جاءت مراحل دراستي في المعهد والكلية، لتصقل الموهبة أكاديميا، في المرحلة الثالثة في المعهد، نجحت في أقامة نصف معرض، الاشادة كانت به كبيرة، ليمنحني الثقة في التواصل، فيما اتذكر اول معرض اقمته في الموصل، كان في العام 2010 بمناسبة عيد المرأة وكنت وقتذاك طالبة في المرحلة الثالثة بكلية الفنون الجميلة التي درست فيها اختصاصات الفن والكرافيك والفخار والنحت، كنت حريصة على الاستفادة من جميع خبرات الاستاتذة التدريسيين في المعهد والكلية لتعزيز امكاناتي.
تصف الفنانة الحائك، رحلة الألم في مدينتها الموصل، قبل النزوح القسري إلى بغداد، خوفاً من بطش (داعش) الإرهابي، فتقول: سنتان و6 أشهر مكثت في بيتي مع أسرتي بعيداً عن عيون الإرهاب، كانت الفرشاة والألوان ملاذي في المنزل، قبل الهجرة من المنزل، تمكنت من تهريب لوحاتي إلى بغداد وبلغت نحو 22 لوحة لتفلت من كمائن المجرمين، هي لوحات بطريقة الحداثة، تحاكي المأساة التي تعرضت لها المرأة التي عانت الامرين من سطوة الارهاب الوحشي، ويوم 31 من شهر كانون الثاني من العام 2016، كان يوماً غير اعتيادي، فالفرح والحزن امتزج، فرحت للهرب والخلاص من الارهاب، فيما الحزن سيطر على مشاعري وانا اغادر مدينتي.
تضيف قائلة: في بغداد، وجدت دعماً معنوياً كبيراً من أسرة الفن التشكيلي والمسؤولين في وزارة الثقافة، حيث نلت العديد من الدعوات في المشاركات وكنت حاضرة في المعارض برسوماتي المتنوعة.
لكن هنالك معاناة متواصلة، يعيشها الفنان العراقي، وهي غياب الدعم المالي، فمثلا لو تتبنى الحكومة ارسال الفنانين في مشاركات بدول أخرى سيكون لهذا واقعاً مغايراً، الفن التشكيلي في العراق يتطور وهنالك من ترك بصمات مؤثرة في شتى بقاع العالم، لكنه يحتاج إلى الدعم، ولا سيما المالي، لان الفنان عندما ينظم المعارض الشخصية فانه يصرف من جيبه وهذا يرهق كاهله، فنرى الأكثر من الفنانيين، اقلعوا عن اقامة المعارض الشخصية.
كما ان الفن يتطلب انشاء قاعات حديثة ومتخصصة لتضييف المعارض، مجاناً، لان بدل استئجار القاعات يقع ايضاً على الفنان، وهذا يزيد نفقات المعارض المالية.
يذكر أن للفنان مروة الحائك، 8 معارض شخصية اولها عام 2010 في قاعة سرجون بفندق نينوى لمناسبة المؤتمر الأول للمرأة العراقية بعنوان (الأمل) بالجزء الأول، والجزء الثاني اقيم في العام ذاته، ومعرضها الثالث كان بعنوان (العراق الجريح) في قاعة المنتدى العلمي والأدربي بجامعة الموصل، فيما الرابع اقيم في قاعة المتحف بالجامعة ذاتها بعنوان (العراق السجين)، معرضها الخامس اقيم في محافظة أربيل بقاعة شاندر وحمل عنوان (العراق الصابر).
اما المعرض السادس فأقيم في البيت الثقافي بنينوى بعنوان (خطوه)، اما السابع فضيفته بغداد بمنى الوزارة بعنوان (اناشيد الألوان تحت لهيب النار)، والثامن في محافظة بابل بمناسبة اعياد المرأة في شهر آذار الماضي وحمل عنوان (الانقاض تنهض من تحت الرماد من جديد)، لديها العشرات من المعارض المشتركة، حصلت على قلادة الابداع وجوائز تقديرية عدة، عضو نقابة الفنانين وعضو جمعية الفنانين وجمعية كهرمانة ورابطة فنون المبدعون.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة