مليون نازح من محافظة الرمادي وحدها ، هؤلاء المهجرون الذين هربوا من قصف طائرات وطنهم هم عراقيون لحما ودما وهوية، هؤلاء لم ينزحوا من بلد مجاور، هم ابناء هذا البلد الذي أذاقهم ذل الهجرة ومتاعب النزوح، هم ما زالوا في وطنهم لكنهم يعانون من نقص شديد في مواد الاغاثة بل حتى هذه المواد على شحتها لم توزع عليهم بشكل عادل بل خضعت هي ايضاً الى المحسوبية والقرابة و كشفت التقارير الاخبارية والمعلومات المنتشرة ان مواد الاغاثة توزع بناء على قرب البعض من المشرفين على طريقة التوزيع، هنا لا يمكننا التعليق سوى القول (حتى في مواد الاغاثة) هناك من يتلاعب بها؟
النازحون الذي يتكدسون في غرف المدارس يعانون من نقص شديد في توفر الماء والكهرباء ونقص شديد في قلة مواد الاغاثة ويتعالى صراخهم امام فرق الاغاثة سواء كانت وطنية ام دولية، اين منهم وزارة حقوق الانسان ووزارة الهجرة والمهجرين؟
منذ اشهر والنازحون يعانون من الاهمال وعدم المبالاة وغياب النظرة الانسانية لمجموعة كبيرة منهم، فاذا كانت محافظة واحدة عدد النازحين منها هو مليون مواطن فكم يبلغ عدد النازحين اذن اذا ما اضفنا اليهم اعداداً من منطقة ابو غريب المنكوبة بالفيضان او النازحين من مناطق ساخنة اخرى هي محافظات ديالى والموصل ومدينة الفلوجة؟ كل هذا والحكومة والساسة منشغلون بالانتخابات التي تزامنت مع كل التهجير والنزوح بل لا نقول تزامنت بل الاصح ان كل هذا العدد كان ضحية للانتخابات التي جاءت لتقصي عددهم لا لشيء سوى تقليل اعداد الناخبين لمكون معين لكي لا تفوز هذا القائمة او تلك.
واعود الى النازحين الذين يعانون من مصاعب جمة لها اول وليس لها آخر، وقد اكد بعضهم عبر الفضائيات انهم يعيشون حياة مأساوية، ونقول مع تواجد المؤسسات الخيرية العديدة في العراق ومنظمات المجتمع المدني المعنية بتقديم العون لمثل هكذا حالات انسانية لماذا لم تبادر كل تلك الجماعات في مد يد العون الى مواطنيهم وهم في امس الحاجة الى المساعدة، الهلال الاحمر العراقي لم يقصر هو كذلك لكن امكاناته المادية لا تتسع لمليون نازح ومن العيب ان نرى طفلآ جائعاً يبكي في بلده الغني، ان ما يقدمه الهلال الاحمر لا يتعدى النقطة في البحر، وعلى الوزارات المعنية ان تأخذ دورها في تقديم يد العون الى النازحينالعراقيين.
سهى الشيخلي