وداد إبراهيم
تندرج تجربة الفنانة التشكيلية (ابتسام الناجي) ضمن فناني جيل الثمانينيات من القرن الماضي، عاشت في بيئة تلفها أجواء الفن والثقافة في مدينة ميسان متأثرة بخالها الفنان التشكيلي (عبد اللطيف ماضي). فزاولت الرسم منذ طفولتها فوجدت التشجيع من عائلتها ما جعلها تسير على دروب الفن منذ ادراكها لمعنى اللون والقماشة وضربات الفرشاة.
درست في قسم الرسم في معهد الفنون الجميلة لتصقل موهبتها، وصارت اعمالها في الرسم تنال اعجاب مدرسيها في المعهد، ما أعطاها ثقة وقوة في التواصل مع الرسم، الا ان الناجي لم تكتف بدراستها في المعهد بل ارادت ان تعطي لتجربتها الفنية بعدا أكاديميا فدخلت كلية الفنون في قسم الرسم، فدرست على يد كبار الفنانين ورواد الحركة التشكيلية.
اخر مشاركاتها الفنية كانت في معرض المرأة الذي أقيم في وزارة الثقافة يوم 8/ 3/2020 تحدثت عن تجربتها مع الرسم فقالت:
اجد نفسي واحدة من جيل فني حافظ على لونه واسلوبه من اجل التواصل مع حركة الفن العراقي الذي يعد من اهم الفنون العالمية لما يشكل من مدارس ومناهج فنية عالمية، لا انكر مدى تأثري بكبار الفنانين العراقيين من رواد الحركة التشكيلية، ليصبح لي أسلوب واتجاه فني خاص بي، وكنت قد حرصت على الاشتغال على فكرة الاقصاء لبعض الملامح مع التأكيد على العناصر الفنية بطريقة تؤكد وضوح المضمون، وكانت المرأة منهج وقضية اضعها دائما امامي كونها تمثل الحياة، أي ان رسم المرأة لا يعني الانثى بقدر ما يعنى الحياة بكل تفاصيلها لأنها عنصر مهم للتواصل مع الحياة.
وتابعت: والمعروف ان الفنان يضفي من طاقته التخيلية الوانا أخرى غير التي نألفها، وهذا ما جعلني أشارك في معرض المرأة الأخير بلوحة تمثل المرأة العراقية من شمال العراق الى جنوبه، فالرسم بهذا المعنى يعنى وضع الحلول للمواد الخام المصنعة للرسم وتوظيفها بشكل مناسب للغرض الفني والوظيفة الجمالية، فقد وضعت على جانب من اللوحة الأدوات المنزلية التي تستخدمها امرأة الجنوب فيما جعلت المرأة بزي ينتمي الى مدن الموصل واربيل ، ومن اجل ان تكتمل المرأة العراقية فقد عملت على اقصاء ملامح الوجه الا انها تنتمي للمرأة أينما تكون وفي أي زمن.
اما عن مشاركاتها الفنية فقالت:
اشتركت في معارض كثيرة داخل العراق أبرزها معارض وزارة الثقافة ليوم المرأة منذ ٢٠٠٩ ولحد العام الحالي ٢٠٢٠ بضمنها معرض (بغداد عاصمة الثقافة العربية ٢٠١٣) كما شاركت في معرض المرأة في المركز الثقافي الفرنسي للأعوام ٢٠١٢و ٢٠١٣ وفي معارض نقابة الفنانين التشكيليين العراقيين، اما المشاركات الدولية فقد شاركت في معرض جنوب افريقيا عام ٢٠١٤ ومعرض باريس عام ٢٠١٥ ومهرجان سوسة في تونس عام ٢٠١٧ ومهرجان الجمعية الولائية في الجزائر.
اما عن الفنانين الشباب فقالت: الجيل الحالي بحاجة الى دعم فني كبير، والكثير منهم يبحث عن هويته الفنية امام ظهور عدد كبير من الفنانين، فيما ابتعد الكثير منهم عن التفرد والخصوصية فالمعروف ان الفنان يجب ان تكون له بصمة خاصة به، الا ان الجيل الحالي يتصف بأنه يرسم بكل الاتجاهات، ودون ان يكون له أسلوب يعرف به، وهذا ما وجدته في الكثير من المعارض حين يكون هناك أكثر من مئة فنان مشارك ومن جيل الشباب.