الساعة الفريدة

-1-
ثمة سؤل يطرح نفسه بالحاح :
هل هناك ساعة معيّنة يمكن لنا أنْ نغتنمها للوصول الى ما نريد من استجابة للدعوات واستدرار للرزق واستنزال للرحمة ؟
والجواب :
نعم
وهذه الساعة حدّدها الحديث المروي عن الرسول الأعظم ( صلى الله عليه واله وسلم)
بقوله :
” ألا أدلكم على ساعة مِنْ ساعات الجنّة :
الظلُ فيها ممدود ،
والرزقُ مقسوم ،
والرحمة فيها مبسوطة ،
والدعاء فيها مستجاب ؟
قالوا :
بلى يا رسول الله
قال :
ما بين طلوع الفجر الى طلوع الشمس .
-2-
انّ بزوغ الفجر يؤذن باطلالة يوم جديد ، وما أروع المبادرة الى أداء فريضة صلاة الفجر تزامنا مع هذا البزوغ، ليدشن الانسان المؤمن يومه بتجديد الطاعة لربه ، والاستقامة عليها ، مستعيناً به في مواجهة كل الصعوبات والتحديات .
-3-
واذا كنّا نشكو من قلّة المصلين – للاسف الشديد – بسبب غواية الشيطان لهم وصدّهم عنها ، فان ثلة قليلة من المصلين هم الذين يعرفون الاهمية الاستثنائية لهذه الساعة الفريدة .
انّ هذه الساعة تمتاز برقة نسائمها، وبأجوائها العذبة حتى في أشد أيام الصيف حرارة ..
ومن هنا يلذ لهم النوم …
فمن قام منهم للصلاة قام ليؤديها ثم يعود الى فراشه ليغط في نوم عميق ، غافلاً عما يمكنه أنْ يحقّق من مكاسب عظيمة على الصعيدين الدنيوي والاخروي ..
-4-
قد يعذر الذين لم يُحيطوا علماً بما لهذه الساعة من أهمية استثنائية
أما العالمون بأخبارها وآثارها فما هي أعذارهم ؟
-5-
ليس بكثير على الانسان المؤمن انْ يروض نفسه على إحياء هذه الساعة الفريدة بالذكر والعبادة والدعاء والاستغفار وقراءة القرآن ..
انها ساعة (الشحن) – شحن النفس – من أجل أن تكون أكثر قوة وصلابة وقدرة على خوض غمار المواجهات الحياتية الصعبة ،بايمانٍ راسخ، واطمئنان نفسيٍّ كامل ، وعزيمة لا تلين
وكل هذه العناصر تؤمن له عناصر النجاح في مساراته المتعددة .
-6-
واذا كان من الصحيح القول بانّ الانسان يحتاج الى النوم ليدفع عن نفسه الأتعاب والأوصاب …
فانّ من الصحيح أيضا أنْ يتذكر بانّ النوم لن يعود عليه بايّ مردود ايجابي يثري رصيده الروحي .. ويدفع به نحو صيغ التكامل المنشود
نعم
ان النوم لا يُحملُّهُ تبعاتِ ارتكابه الممنوعات والمحرمات ..
وبالتالي فهو لن يكسب شيئا ..!!
بخلاف الناشط المتوثب في تلك الساعة الفريدة لألوانٍ من الأعمال الصالحة التي تثقل ميزان حسناته …
-7-
انّ وراءنا – ايها الأعزاء – نوماً طويلاً …
ولا ينال ما عند الله الاّ بالعمل والطاعة لا بالنوم الطويل ..!!
واحياء هذه الساعة الفريدة بالطاعة هو من أهم المفردات في جدول الأعمال المباركة ..

حسين الصدر

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة