نظمت مؤتمرها العلمي الخامس بمشاركة الدكتور لطيف رشيد
السليمانية ـ عباس كاريزي:
تحت شعار “التصحر في العراق بين شحة المياه والتغيّر المناخي» نظمت جمعية البيئة والصحة العراقية في المملكة المتحدة مؤتمرها العلمي الخامس، بالتعاون مع سفارة الجمهورية العراقية في لندن.
وشارك في المؤتمر نخبة من العلماء والخبراء العراقيين في موضوع التصحر والمياه والبيئة والصحة، والمكرس لهذا الموضوع الحيوي المهم الذي له تبعات خطيرة تهدد أمن جميع بلدان الشرق الأوسط و العراق الوطني والاقتصادي والزراعي.
وعقد المؤتمر في جامعة اليوسيل ( UCL) في لندن، يوم الأحد الماضي، في قاعة كروسفورم، وعرضت خلاله مختارات من الملصقات الجدارية العلمية التي قام بعرضها عدد من العلماء والباحثين والأطباء والمهندسين.
شارك وزير الموارد المائية السابق الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد في أعمال المؤتمر بإلقاء ثلاث محاضرات، تناولت أزمة التصحر في العراق بين الأسباب والمعالجات والوضع المائي في العراق والموارد المائية الواقع والآفاق.
واشار رشيد الى ان التصحر هو عبارة عن تدهور تربة الارض في المناطق الجافة وغير الجافة، وهو ناتج عن نشاط إنساني غير ملائم وتغيرات مناخية سائدة في العالم، وتتسارع في العراق ظاهرة التصحر بنحوٍ مطّرد، وتتراجع معها مساحة الأراضي التي تغطيها الأشجار بسبب إهمال السلطات السابقة لقطاعي الري والزراعة وتعرّض غابات المنطقة الشمالية الى القطع ومارافقه من إحراق آلاف القرى وتجفيف الاهوار وغير ذلك من الأسباب، سواء كان شحة المياه أو في سوء إدارة الموارد المائية.
وعد الدكتور لطيف رشيد شحة المياه من التحديات الكبيرة التي تواجه العالم في الوقت الحاضر والعراق بوجه خاص نتيجة للنقص الشديد في واردات نهري دجلة والفرات وقلة سقوط الامطار والثلوج، مشيرا الى ثلاثة عوامل رئيسة ادت الى بروز أزمة المياه الذي كان لها تأثير كبير على الموارد المائية وعلى اتساع رقعة التصحر في العراق.
واوضح «إن ظاهرة الجفاف تشمل منطقة الشرق الاوسط برمتها وليس العراق فقط، وهي إحدى نتاجات التغير المناخي؛ وقد نتج عنها تناقص كبير في كمية سقوط الأمطار والثلوج وتدنّي واضح في الايرادات المائية لنهري دجلة والفرات خلال السنوات السابقة.
ولفت الى ان العامل السياسي يتعلق بتصرفات دول الجوار المتشاطئة معنا على نهري دجلة والفرات، ونقصد بها الخطة التشغيلية لتركيا وسوريا وايران بالنسبة للموارد المائية؛ حيث توجد عدد من السدود المقامة على نهر الفرات داخل تركيا وسوريا ومن خلال خططهما يمكن السيطرة على كميات المياه الواردة اليها وخزنها. أما بالنسبة لروافد نهر دجلة فإنّ ايران قامت – وما تزال – بإنشاء عدد من السدود؛ مما أثّر على بعض روافد نهر دجله اضافة الى تحويل مجرى نهري الكارون والكرخة التي تصب في مجرى شط العرب.
واوضح الدكتور لطيف رشيد ان درء خطر التغيـرات المناخية والحد من خطورة التصحر وآثاره السلبية على المنطقة بصورة خاصّة وأحوال القاطنين فيها من السكان, يتطلب القيام بسلسلة من الإجراءات الأساسية التي تساعد على الحد من نتائجها أو في الأقل التخفيف من آثارها السلبية, الذي اكد ان في مقدمتها يأتي الانتقال من التعامل مع الجفاف كحالة طارئة الى خطة عمل طويلة الأمد والقيام بأعمال دائمة لتخفيف التأثيرات المضادة لهذه الظاهرة.
– واشار الى ان من الاجراءات التي ينبغي ان تتبع يأتي كذلك المساعدة أيضا في إقامة المشاريع التي تخص التغيرات المناخية والبيئية وتقوية الحكومات وجهود الجاهزية بمساعدة المنظمات العالمية والأمم المتحدة وبرنامج البيئة والتربية التابعين لها والمراكز العربية لدراسات مناطق أريد والاراضي الجافة.
واضاف ان العمل مع منظمات مثل الصندوق الدولي للتنمية الزراعية والبنك الدولي والصناديق العربية زائداً الاتحاد الأوروبي واقامة الخطوط الدالّة لإسناد الدول في الاستعداد لبرامج عمل وطنية لتطوير فرص دعم مالي جديدة وتجهيز الخدمات التدريبية للكوادر الوطنية من أجل بناء القدرات الجاهزية لمواجهة الجفاف والأزمات المناخية.
اضافة الى ضرورة تجهيز وتدريب القدرات الوطنية على شبكة (Network) والمكننة فيما يخص الجفاف والتصحّر والتغيرات المناخية.
وتأسيس نظام إنذار مبكّر للفيضانات والكوارث المحتملة والجفاف والتصحّر, مثل العناصر الأساسية لخطط تخفيف آثار الجفاف والجاهزية لمواجهة هذه الأحداث.
تقديم الدعم لنقل التكنولوجيا والبحث ذي الصلة بنشاطات تخفيف الجفاف وتأثيراته المناخية فيما يتعلق مثلاً بالتربية الحيوانية والأمراض والتكنولوجيا الحياتية, وبناء القدرات, وتطوير المصادر البشرية.
وأشار رشيد اضافة الى ما ذكر فانّ الخطر الأكبر يكمن في هيمنة الدول على مصادر المياه والتي عادةً ما تكون هي الأقوى سياسياً أو اقتصاديا وذات إمكانية أقوى من دول المصب.