باحثون بريطانيون ينفّذون مسوحات لمدينة بناها الاسكندر المقدوني
بغداد ـ الصباح الجديد:
كشفت المسوحات الرادارية عن مبان كثيرة مطمورة تحت الارض داخل مدينة «خاراكس» الاثرية التي بناها الاسكندر المقدوني وهي الغاية التي يحاول العثور عليها فريق من الباحثين البريطانيين من خلال إجراء مسوحات جيوفيزيائية في محافظة البصرة.
في هذا الاطار أعلنت هيئة الآثار والتراث في المحافظة أن فريقاً من الباحثين وعلماء الآثار البريطانيين يواصل البحث في موقع مدينة أثرية كبيرة كان يظن العالم حتى عهد قريب انها مفقودة.
واكد مدير الهيئة في البصرة قحطان العبيد إن المسوحات الرادارية كشفت عن مبانٍ كثيرة مطمورة تحت الأرض منها قصور ومعابد، لافتا الى أن «خاراكس» تشغل مساحة شاسعة لا تقل عن 650 دونماً، والعثور عليها قبل أعوام قليلة يعد اكتشافاً استثنائياً لاقى اهتماماً عالمياً واسعاً، مشيرا الى أن المدينة كانت تضم الميناء الرئيسي للعراق القديم، وكانت لها صلات تجارية واضحة المعالم مع بلدان بعيدة من بينها الصين.
وعد مدير الهيئة أن من أبرز أسباب تأخر اكتشاف المدينة التاريخية أن موقعها كان لغاية عام 1979 مغموراً بالمياه امتداداً للأهوار، وخلال حرب الخليج الأولى حرب الثمانينات كان الموقع مسرحاً لعمليات عسكرية، مؤكدا أن طموح هيئة الآثار والتراث في المحافظة يتجه الى تحويل موقع المدينة الأثرية العظيمة الى منطقة جذب سياحي ذات شهرة عالمية وهذا غير مستحيل.
وتعد مدينة خاراكس من المدن التاريخية التي أنشأها الاسكندر الثالث المقدوني سنة 324 قبل الميلاد وغالبية الآراء كانت تشير الى أن المدينة تقع قرب مدينة المحمرة ضمن محافظة خوزستان الإيرانية، وبعض الآراء كانت تفيد بأنها تقع في محافظة ميسان، وهناك من كان يعتقد انها قرب قضاء أبي الخصيب الواقع جنوب محافظة البصرة.
وكانت هيئة الآثار والتراث في محافظة البصرة قد اعلنت يوم الجمعة الماضي أن فريقاً من الباحثين وعلماء الآثار البريطانيين يواصل إجراء مسوحات جيوفيزيائية في موقع مدينة أثرية كبيرة بناها الاسكندر المقدوني، وكان يظن العالم حتى عهد قريب انها مفقود.
وقال مدير الهيئة إن «بعثة من الباحثين وعلماء الآثار البريطانيين من جامعة مانشستر تتواجد في المحافظة لإجراء مسوحات رادارية (جيوفيزيائية) في موقع مدينة (خاراكس) الأثرية من أجل رسم مخططات متكاملة للمدينة التي بناها الاسكندر المقدوني قبل الميلاد بمئات السنين»، مبيناً أن «المسوحات الرادارية كشفت عن مبانٍ كثيرة مطمورة تحت الأرض، منها قصور ومعابد».
ولفت مدير الهيئة الى أن مدينة «(خاراكس) أكبر المدن الاسكندرية (الاسكندريات) المكتشفة، ومنها الاسكندرية المصرية، حيث تشغل مساحة شاسعة لا تقل عن 650 دونماً، والعثور عليها قبل أعوام قليلة يعد اكتشافاً استثنائياً لاقى اهتماماً عالمياً واسعاً»، مضيفاً أن «المدينة كانت تضم الميناء الرئيس للعراق القديم، وكانت لها صلات تجارية واضحة المعالم مع بلدان بعيدة من بينها الصين».
وأشار العبيد الى أن «في المستقبل القريب من المستبعد اجراء تنقيبات أثرية في الموقع لأسباب متعددة، وما يهمنا حالياً هو انجاز مسوحات علمية متكاملة»، عادا أن «من أبرز أسباب تأخر اكتشاف المدينة التاريخية أن موقعها كان لغاية عام 1979مغموراً بالمياه امتداداً للأهوار، وخلال حرب الخليج الأولى (حرب الثمانينيات) كان الموقع مسرحاً لعمليات عسكرية».
وأكد مدير هيئة الآثار والتراث في المحافظة أن «طموحنا يتجه الى تحويل موقع المدينة الأثرية العظيمة الى منطقة جذب سياحي ذات شهرة عالمية»، موضحاً أن «تحقيق هذا الطموح ليس سهلاً لكنه غير مستحيل».
يشار الى أن (خاراكس) هي مدينة تأريخية أنشأها الاسكندر الثالث المقدوني سنة 324 ق م، وغالبية الآراء كانت تشير الى أن المدينة تقع قرب مدينة المحمرة ضمن محافظة خوزستان الإيرانية، وبعض الآراء كانت تفيد بأنها تقع في محافظة ميسان، وهناك من كان يعتقد انها قرب قضاء أبي الخصيب الواقع جنوب محافظة البصرة، لكن دراسات حديثة نسبياً تضمنت أدلة عملية قوية تفيد بأن (خاراكس) الضائعة تقع في ناحية النشوة التابعة إدارياً لقضاء شط العرب، وتحديداً في قرية قريبة من حقل مجنون النفطي.
وكان الاسكندر أنشأ امبراطورية كبرى امتدت حدودها من سواحل البحر الايوني غربا الى جبال الهيمالايا شرقاً، وأسس عدداً من مدن العالم القديم، بعضها معروفة منذ زمن غير قريب مثل مدينة الاسكندرية في مصر، وأخرى كانت حتى عهد قريب مجهولة الموقع مثل (خاراكس) التي زارها الامبراطور الروماني تراجان سنة 116 ق.م وأبهرته عظمتها، كما تحدثت العديد من المصادر عن حركتها التجارية النشطة، وهذه المدينة اندثرت دون أن تترك أثراً ظاهراً يشير الى موقعها.
فى كل دولة قدم لها “الإسكندر الأكبر المقدونى” قام ببناء مدينة وأطلق عليها اسم “الإسكندرية” تيمناً باسمه، ولتصبح كتوقيعه وكذكرى له وكتخليد وتمجيد لذكراه، وقد كان له بالضبط ما أراد، وقد أبدع الإسكندر فى معمار مدنه، وأصبحت آية من آيات الإبداع والجمال.
وبلغ عددها 17 مدينة فى العالم أطلق عليها بالطبع كلها مدينة الإسكندرية غير أنه لم يبق منها الكثير، ولم تزدهر كلها، فمنها التي ازدهرت وبقيت لتحيى اسمه ومنها اندثرت أو أصبحت مدينة عادية غير ذات قيمة دولية مرموقة ، وعلى مر القرون بنيت مدن أخرى حول العالم وحملت نفس الاسم الشهير ليزيد عددها عن 50 مدينة.
فهناك إسكندرية فى إيران وفى أفغانستان وفى باكستان، وهناك إسكندرية فى العراق، وهناك واحدة في جنوب أسيا، وهناك 3 فى استراليا، وهناك واحدة فى البرازيل، وهناك منطقتين في كندا تحمل نفس الاسم، 22 مدينة ومنطقة فى الولايات المتحدة الأمريكية، و5 في أوروبا وواحدة في جامايكا وأخرى في جنوب أفريقيا ليكون المجموع 38 مدينة ومنطقة مشهورة في العالم تحمل نفس الاسم علماً أن الأشهر تبقى اسكندرية مصر…وقد يكون هناك مناطق أخرى تحمل اسم الاسكندر ولم يتم إشهارها.