“فضاءات حرة”.. التشكيل يتغنى جمالا

سمير خليل
افتتح الدكتور عبد الامير الحمداني وزير الثقافة والسياحة والآثار، المعرض التشكيلي لجماعة ازاميل، برعاية نقابة الفنانين العراقيين وبالتعاون مع دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة، وبحضور رسمي وفني واعلامي كبير.
ضم المعرض نحو (368) عملا لـ(350) فنانا وفنانة، من شتى المحافظات، تنوعت اعمالهم بين النحت والخزف، والرسم الذي كانت له حصة الأسد بمشاركة (248) لوحة.
الدكتور علي عويد مدير عام دائرة الفنون العامة في وزارة الثقافة والسياحة والآثار قال: تظاهرة كبيرة، ثمرة جهود كبيرة، استمرت لمدة شهر تمخض عنها هذا المعرض والذي يمثل اضافة كبيرة للفن التشكيلي، وزير الثقافة داعم حقيقي للحركة التشكيلية، ودائرة الفنون تعد داعما اساسا لجمعية التشكيليين العراقيين ونقابة الفنانين العراقيين.
الفنانة الشابة زينب عبد العزيز، مهندسة ميكانيك قادمة من أربيل، تشارك لأول مرة في معرض داخل العراق حيث شاركت مسبقا في معرض عالمي، لوحتها عبارة عن حروف تسبح في بحر الالوان تقول: انا أدمج بين الخط العربي والرسم، لوحتي عنوانها (التفاؤل)، شلال من الحروف الملونة، المشاركة في مثل هذه المعارض تكسبني الخبرة والاطلاع، وفرصة للقاء الفنانين.
وتشارك الفنانة فلورا تركي بلوحتي رسم من المدرسة التعبيرية التجريدية، كل واحدة منهما بقياس 2 مترx 80 سم وتقول عنهما: تتحدثان عن جزء من حضارة العراق وهي الزقورة التي تتألف من تكوينات ثابتة، لكني اضفت لها شيء من رؤيتي، المعرض يدلل على ان الحركة التشكيلية لم تتوقف في البلد، وهي فرصة لزرع البسمة ودعم واحياء للذوق العام”.
الدكتور محمد الكناني شارك بعملين في الرسم، والنحت، يقول: العمل الفني اساسا اعتراض جمالي، اعتراض على جملة اشياء، على الذات، كي تتشاكس مع ذاتك وتحقق اشياء أخرى. الفن معارضة لظاهرة ما، انت تعتقد ان هذا النص البصري قادر ان يختزل ويكتنز في كل لحظة جملة هذه التناقضات. العمل الفني اعادة انتاج الواقع، فالفنان يبني عوالم موازية، اساسها مبني على ان تكون الذات قادرة على ان تتسق مع طبيعة الموجود.
ويتابع: الوجوديون يؤكدون ان الذات المفارقة، الاساس لبناء عالم جمالي، لذلك يقول سارتر: نحن ان لم نعش خيالا حقيقيا لا نستطيع التكيف مع هذا الواقع المتأزم، لذلك نبني عوالم مفارقة، اشبه بعوالم افلاطون الميتافيزيقية، ولكن من نوع آخر، نحن نتعامل مع عزلة واقعية، في حين عاش افلاطون عزلة مثالية، نحن نعيش عزلة واقعية، لكننا ننتج عالما غير واقعي”.
الفنانة الشابة نور عبد علي أسمت لوحتها (ذكريات)، فكرتها تتحدث عن الذكريات التي تراود المرء حين يخلد الى النوم، ذكريات الطفولة واشياء اخرى بعيدة عن تفكيرنا اليومي، تقول عن المعرض: يضيف لنا التطور والخبرة والمنافسة، فانا عندما اشاهد عملا جميلا، فان ذلك يحفزني كي ارسم موضوعات أكثر نضجا”.
اما الفنانة ايمان الطائي التدريسية في معهد الفنون الجميلة للبنات، فكانت ثيمة لوحتها النخلة، وهي مقدسة في حضارة العراق، ولها قيمة دينية واقتصادية واجتماعية وتقول: على سبيل المثال الملك حمورابي كانت مسلته تضم سبع مواد عن النخلة وما يتعلق بزراعتها والحفاظ عليها، ربطت هذا بواقعنا الحالي وما آلت اليه النخلة برمزيتها. صورت عملي مجرد جذوع من دون رؤوس او سعف، ووضعت بجانبها فسائل صغيرة تدلل على ولادة اخرى للنخيل، ولادة اخرى للعراق الجميل بكل تفاصيله، لوحتي تحمل رموزا وكتابات مسمارية، ورقما طينية”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة