روعة الأزياء العراقية وما ارتدى ملوكنا وملكاتنا في متحف

وداد إبراهيم
متحف الأزياء، صرح حضاري، لأزياء الملوك، والملكات، خلال العهود السومرية، والاشورية، والبابلية إضافة الى الأزياء التراثية، وازياء الطوائف العديدة في العراق، لكن اوليس ثمة غرابة في التسمية، ” متحف الأزياء؟
تجيب تمارا فهمي الخفاف مسؤولة قسم المتحف (متحف الأزياء) في قسم العروض في دار الأزياء العراقية:

  • كانت قطع الأزياء التي تلبسها العارضات لسنوات غير صالحة للعرض، أي قطعة متحفية مثلما يطلق عليها، وتحفظ في مخازن معزولة، وهذا الاجراء معمول به منذ تأسيس الدار في سبعينيات القرن الماضي، حتى كان هذا المتحف، اذ تم اخراج كل الأزياء من المخازن وعرضها في هذا المتحف، الذي اصبح جزءاً مهماً، وحيوياً في قسم العروض بما يتضمن من أزياء غاية في الأهمية، وذات قيمة عالية جدا، حيث نجد فيه قطعاً عمرها اكثر من 40 سنة، صنعت في الدار لغرض العرض في بداية التأسيس.
    وتابعت: يزور المتحف، وبنحو يومي عدد كبير من الزائرين، ومنهم شخصيات دبلوماسية، واجتماعية منهم، مثلا سفراء الدول في العراق، وملكة جمال بلجيكا التي اعجبت بأزياء الملكات في كل العهود، ولفت انتباهها ملابس زبيدة زوجة هارون الرشيد.
    وعن أزياء المكونات، والطيف العراقي قالت: هذه الأزياء تأتي للمتحف هدية من بعض المكونات مثل اليزيدية، والسريانية، والاشورية، ونحن بصدد تسلم زي خاص بسهل نينوى، وتسلمنا من احد المهتمين بالتراث ما يسمى( جاروكات) (زي خاص بالمكون المسيحي لنساء نينوى ويصنع يدويا). واهدتنا السيدة (زهرة زنكنة) رئيسة منظمة مجتمع مدني ملابس تخص سكان الشريط الحدودي بين العراق، وايران، وهي قطع اصلية عمرها اكثر من خمسين سنة، وبالإمكان استعمالها للعرض، والمعروف ان العراق فيه تنوع حضاري، وثقافي، وفلكلوري، وتراثي كبير، ومتشابك، لذا فهناك تشابها كبيرا بين الأزياء، مثلا هناك زي اشوري يشبه الى حد كبير الزي السومري، والبابلي مع بعض التغيير، او الإضافات، وما يميز الأزياء في العراق من شماله الى جنوبه انها امتداد بين الثقافات التي عاشت على ارض العراق.
    اما عن مستقبل هذا المتحف فقالت: المتحف وان كان يضم عدداً كبيراً من الأزياء الخاصة بالشعوب، والحضارات، والمكونات الا انه صغير جدا فهو يتضمن ثلاثة أروقة صغيرة، ومتداخلة فيما بينها، لذا نسعى الى توسيع المتحف، على ان يكون لكل مرحلة زمنية رواق خاص، مثلا رواق كامل للأزياء السومرية والاكسسوارات، والأدوات التي كانت تستعمل في المناسبات، والاعياد، والمهرجانات بطريقة تنقل المشاهد الى عمق الحياة الاجتماعية، وهكذا، وحتى بعض المستلزمات الخاصة بالملوك، او الملكات، ونطمح ان يكون هناك رواق خاص بكل مكون، او طيف عراقي، والعام المقبل ستحتفل الدار باليوبيل الذهبي أي مرور 50 عاما على تأسيسها، وقد تشهد تغييرات كثيرة بالمناسبة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة