بغداد ـ وداد ابراهيم:
هل هي حكاية تشبه في مضمونها (التوت والنبوت) للكاتب الكبير نجيب محفوظ، ام انها تحمل الاسم فقط.
( القوت والياقوت) نفذت إنتاجه شركة فنون الشرق الاوسط للانتاج والتوزيع الفني التي سبق لها انتاج العشرات من المسلسلات العراقية الناجحة شكلا ومضمونا .
للكاتب الكبير صباح عطوان والذي قدم لنا من خلال العديد من اعماله الدرامية اجمل واروع المسلسلات، والتي علقت في ذاكرة العائلة العراقية، مثل( فتاة في العشرين)، ليعود لنا هذا الكاتب الكبير في ملحمة انسانية تعد حكاية شعب باكملة، بل هي حكاية شعب مستلة من حكاية اسرة عراقية لها معاناة كبيرة جراء الظلم والقهر والعنف الذي يتعرض له المواطن من الحكم الاستبدادي انذاك..
ووقفة مع دراما جديدة اوسع من مفهوم الدراما البوليسية، واعمق من ان تكون دراما سياسية وبنظرة شمولية أعمق، وفي اطار المفهوم البشع والقاسي للنظام الدكتاتوري البائد، يقف حشد من كبار الفنانين العراقيين وفي مواجهة مع الكاميرا السينمائية لتجسيد احداث وقعت في بغداد والعمارة والاهوار، ينتقل بها المواطن ويحمل معه معاناة نظام لايعرف قيمة للانسان والانسانية.
هذا المسلسل يعمل بإتجاه تحويل المفهوم الشخصي الى مفهوم عام، ومن خلال وثيقة درامية خطرة تعكس مرحلة مهمة من تأريخ ونضالات الشعب العراقي ضد الديكتاتورية والاستبداد، حيث تدور هذه الاحداث بين صفحات الكاتب صباح عطوان وكاميرا المخرج الاردني ايمن ناصر الدين، في مواجهة مع الفنانة المبدعة الاء حسين حيث تجسد معاناة المرأة حين تتعرض عائلتها للسجن والتهجير وتقف في مواجهة مؤلمة للحفاظ على بيتها واطفالها.
حيث تجسد شخصية (براق) زوجة قائد الفرقة المدرعة ,في تسعينيات القرن الماضي, ولديها أخ طالب كلية وأخت شابة وأم . الاخ يتم إعتقاله مع مجموعة من طلبة الجامعة التي يدرس فيها, بتهمة الاشتراك في التفجير الذي حصل فيها ,لذلك تحاول إنقاذه عن طريق زوجها ,لكن زوجها لا يساعدها على ذلك , فتلجأ إلى طرق أخرى غير قانونية للمحافظة على سلامة أخيها ,لذلك تتعرض أمها وأختها للخطر ,والوقوع بأيدي ضباط الامن العامة «.
لتعيش هذه المرأة بين معاناة ان تحافظ على زوجها واولادها او تحاول ان تنقذ عائلتها والتي انتمت لطائفة دينية تحمل اسم عائلة زين العابدين والتي كانت تعد من قبل النظام، من العوائل الغير مقبولة لاعتبارات طائفية رسخها النظام السابق.
فيما يجد الكاتب الكبير صباح عطوان ان هذا العمل تنبع فكرته او الاحداث التي نصنعها من رحم الواقع، وإبراز القيم المراد ايصالها للناس ، وهذا لايتم من دون توسيع الحدث، وترصين الموضوعة،وتطوير وتوسيع دائرة الناس والحكاية،بإغنائها بالأحداث والمواقف،وتظهير،وتحليل،وابرازاطراف الصراع، وهو ماذهبنا اليه في تناولنا لمرحلة مجتزأة، لكنها تضيئ مرحلة أجيال بإكملها ،فنحن هنا لانكتب التاريخ، انما نؤرخ له بنماذج من احداثه ،عبر حكايات عفوية، عميقة الدلالة.
القوت والياقوت ووقفة في مواجهة امرأة من زمن أدبر
التعليقات مغلقة