ملحمة عراقية في الملاعب السعودية
الرياض ـ أحسان المرسومي
ظفر منتخبنا الاولمبي لكرة القدم تحت 23 عام بالبطاقة الاولى عن المجموعة الثانية المؤهلة الى نهائيات اسيا في الصين مطلع العام المقبل بعد ملحمة كروية رائعة قدمها ابناء كتيبة المدرب عبد الغني شهد في ملعب الملك فيصل بن فهد في الرياض انتهت بالفوز ( 2 – 0 ) بحضور رئيس الاتحاد السعودي الدكتور عادل عزت وعدد من الشخصيات الرياضية ورئيس الوفد العراقي الكابتن شرار حيدر وعدد من موظفي السفارة العراقية في الرياض .
اهداف المباراة جاءت في الشوط الاول عن طريق حسين علي وايمن حسين فيما كاد الاخير ان يتسبب بمشكلة للمنتخب بعد ان تم طرده في الدقيقة 65 من المباراة ليكمل الاولمبي بقية الدقائق منقوصا مما تسبب بضغط كبير على لاعبينا الذين كانوا ابطالا بحق لاسيما خط الدفاع مع تالق لافت للحارس احمد باسل الذي ذاد عن مرماه بضراوة ، لتنطلق افراح لاعبي منتخبنا بعد اطلاق صافرة الحكم العماني يعقوب عبد الباقي من الملعب وحتى وصولهم الى مقر اقامتهم في فندق راديسون بلو.
وهنا رئيس الوفد الكابتن شرار حيدر الشعب العراقي والجمهور الرياضي و اعضاء البعثة من مدربين ولاعبين واداريين واعلاميين على انجازهم المهمة على اكمل وجه وقد بذلوا جهودا كبيرة تكللت بحصولهم على صدارة المجموعة الثانية مؤكدا ان الاتحاد قرر تكريم متميز للمنتخب بعد العودة الى بغداد ، وكان من المفترض ان نكرمهم هنا الا ان الوضع المادي للاتحاد واللجنة الاولمبية جعلنا نؤجل التكريم لحين الوصول ، واضاف حيدر « المباراة كانت فاصلة وقوية جدا وزادتها صعوبة طرد اللاعب ايمن حسين ، المنتخب السعودي فريق جيد ومنظم ومعد منذ فترة طويلة ، وقدم لاعبونا ملحمة كروية ستتذكرها الاجيال كثيرا حققوا فيها الفوز على السعودية بين ارضه وجمهوره وهو مالم يتحقق منذ زمن بعيد ، مشيرا الى انه راهن منذ البداية على نوعية اللاعبين والملاك التدريبي الجيد الذي يمتلك اكثر من مفتاح للعب فيما كان البدائل بمستوى المسؤولية وقد تحقق الهدف الاهم وهو التاهل الى النهائيات وبالعلامة الكاملة ، وتابع قائلا « المنتخب الاولمبي سيكون فريق المستقبل وامل الكرة العراقية الولادة ليست فقط باللاعبين بل حتى ايضا بالمدربين ولدينا مدربين من المحافظات سيحفز زملائهم الباقين على الحذو بحذوهم.
بارك المدرب عبد الغني شهد الشعب العراقي على الانجاز الرياضي الجديد والذي يتزامن مع انتصارات قواتنا المسلحة والحشد الشعبي ، وقال للموفد الاعلامي « استعدادنا فقير للبطولة ولم نتجمع الا قبل ايام من انطلاقها ، اختزلنا الوقت ووصلنا بالفريق الى الجهوزية المطلوبة ، رتم الفريق بدأ يتصاعد من مباراة الى اخرى من خلال الانضباط التكتيكي الذي نؤكد عليه خلال التدريبات والمحاضرات اليومية ، لاعبونا كانوا مميزون في المباراة الاخيرة امام السعودية التي اعدت فريقها منذ سنة ولديهم لاعبون مهاريون فضلا عن لعبهم على ارضهم وبين جماهيرهم وبخياري الفوز والتعادل ، لعبنا بواقعية وضيقنا المساحات على لاعبيهم المهاريين في الخطوط الامامية وارتدادنا كان راقيا ومدروسا ، حسمنا النتيجة من الشوط الاول لولا حالة الطرد التي تعرض لها ايمن حسين ونحن المنتخب الوحيد الذي حصد 9 نقاط كاملة من مجموعته ، ودعا شهد الاخوان في الاتحاد الى الاهتمام بالمنتخب الاولمبي لانه يعد نواة للوطني وستكون الابوا ب في الفترة المقبلة مشرعة من اجل التحضير الامثل للادوار المقبلة ، مشيرا الى ان المنتخب ادى بصورة نالت استحسان كل المتابعين اثبتت جدارة الكرة العراقية وهيبتها ، ومنذ فترة طويلة لم نتمكن من الفوز على السعودية في ارضها وهذا يعطي انطباعا اننا سائرون في الطريق الصحيح.
من جهته اشاد الدكتور عادل عزت رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم بالفوز العراقي ، وقال في تصريح بعد انتهاء المباراة ان المنتخب العراقي استحق الفوز لانه كان الطرف الافضل في المباراة وكان ندا قويا ، متمنيا ان يتواجد المنتخبان في الادوار النهائية لكاس اسيا في الصين .
وقدم مهاجم منتخبنا ايمن حسين اعتذاره للملاك التدريبي والشعب العراقي عن التصرف الذي قام به اثناء المباراة وادت الى طرده منها ، قائلا « عادة ماالعب بهدوء خلال المباريات ، ولم اسعى ابدا الى المشاكل كما لاحظني الجميع في المباراتين السابقتين ، الا ان المدافع السعودي استفزني ببعض الكلمات ولم اقصد ابدا دفع اللاعب الذي بالغ بسقوطه ومثل على الحكم ، واضاف ايمن حسين الذي حصد لقب هداف التصفيات بمجموع 6 جاءت خمسة في مرمى افغانستان وواحد في مرمى السعودية « انه تعلم كثيرا من هذا الدرس وسيكون اكثر انضباطا في المنافسات المقبلة « .
قبل ان نسدل الستار عن اخر فصول رحلة الاسود للتصفيات الاولمبية ، لابد من الاشادة بكل اعضاء الوفد الذين عكسوا صورة رائعة عن العراق من خلال التزامهم وانضباطهم العالي اينما تواجدو سواء في الفندق ام في ملعب التدريب وبشهادة الجميع ومنهم الاخوة من السعودية ، كما ان الفوز بالبطاقة ابدا لم يات اعتباطا ، بل جاء عن جهد كبير وتكاتف الجميع بدءا من رئيس الوفد الكابتن شرار حيدر وتعامله الراقي مع الجميع والمدرب التربوي الرائع عبد الغني شهد ومساعديه الحريصين حيدر نجم وعباس عبيد ومدرب الحراس المجتهد عبد الكريم ناعم ومدير المنتخب الدكتور عبد الكريم فرحان الذي لم تفته شاردة ولا واردة في تهيئة الامور الادارية على افضل وجه ، ومدرب اللياقة الاسباني غونزالو الذي يعد مكملا لعائلة الاولمبي بعد العلاقة الوطيدة والحميمة مع الجميع ، وحتى لانبخس حق الاخرين لابد من ان نشيد بعمل المنسق الاعلامي حسين الخرساني الذي تابع الامور الاعلامية باهتمام كبير وايضا بجهود منسق اتحاد الكرة في السعودية محمد ابراهيم الذي سهل امور الوفد العراقي منذ وصوله وحتى مغادرته ، كما لاننسى عمل الفريق الطبي للمنتخب الذي بذل جهودا جبارة خلال فترة الاقامة في عمان والرياض من خلال السهر على راحة اللاعبين وتجهيزهم بصورة كاملة للمباريات برغم الاصابات العديدة التي تعرض لها اللاعبون وهم كل من الدكتور غالب الموسوي والمعالجين فارس عبد الله وصالح طرار ، وعمل الاداريين الاخرين اللذين لم يهنا لهما بال الا على راحة اللاعبين وتوفير كل مايحتاجه الفريق من تجهيزات رياضية وامور عديدة وهما طالب منشد وصباح مجيد.
بارك الله فيكم ونتمنى ان نكون قد وفقنا في نقل الحقيقة كما هي من احداث جرت في رحلة المنتخب الى التصفيات الاولمبية في الرياض عبر اثنتي عشر رسالة يومية بدأت من بغداد وانتهت في الرياض.
* موفد الاتحاد العراقي للاعلام الرياضي