قطر خارج أوبك.. قريباً

خبراء: لا تأثير لها على أسواق النفط
متابعة الصباح الجديد:

قررت قطر أمس الإثنين الانسحاب من منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) اعتبارا من كانون الثاني 2019، بحسب وزير الدولة لشؤون الطاقة سعد الكعبي، وذلك للتركيز على صناعة الغاز الطبيعي.
وقال الكعبي في مؤتمر صحافي في الدوحة: جرى إبلاغ المنظمة (الإثنين) بالقرار، مضيفاً أن القرار يعكس «رغبة دولة قطر في تركيز جهودها على تنمية وتطوير صناعة الغاز الطبيعي، وعلى تنفيذ الخطط التي جرى إعلانها أخيرًا لزيادة إنتاج الدولة من الغاز الطبيعي المسال».
وفي 5 يوليو 2017، أعلنت قطر، أكبر مصدر عالمي للغاز الطبيعي المسال، عزمها زيادة إنتاجها من الغاز في حقل الشمال بنسبة 30%، من 77 إلى 100 مليون طن سنويًا، في خضم أزمة مع جيرانها الخليجيين.
وكانت السعودية ومعها الإمارات والبحرين ومصر قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر في 5 يونيو 2017، بعدما اتّهمت الإمارة بدعم تنظيمات متطرفة في الشرق الاوسط، وهو ما نفته الدوحة مرارًا.
وتعدّ قطر، التي تبلغ مساحتها 11 ألفا و600 كم مربع، المنتج والمصدر العالمي الأول للغاز الطبيعي المسال. وقد أسهمت الأرباح التي حصلت عليها الإمارة من قطاع الغاز في جعلها إحدى أغنى دول العالم، وتمكنت من الفوز باستضافة بطولة كأس العالم المقبلة لكرة القدم في العام 2022.
الى ذلك، تباطأت أسعار النفط في الصعود في الأسواق العالمية خلال تداولات أمس إثر الإعلان القطر. وسجل سعر خام «مزيج برنت» العالمي لشهر شباط 2019 ارتفاعا بمقدار 4.49% ليبلغ 62.13 دولار للبرميل.
فيما ارتفع سعر خام WTI لشهر كانون الثاني المقبل بنسبة 4.99% ليبلغ 53.47 دولار في مقابل البرميل.
للمقارنة، قبل إعلان قطر انسحابها من «أوبك» شهدت أسعار «برنت» وWTI ارتفاعا بنسبة 4.8% و5.2% على التوالي، وذلك على خلفية اتفاق روسيا والسعودية على تمديد الاتفاق بشأن تخفيض إنتاج النفط.
وسبق أن أعلن وزير الطاقة القطري، سعد الكعبي، اليوم أن بلاده قررت الانسحاب من منظمة «أوبك» اعتبارا من يناير 2019، لأسباب فنية واستراتيجية تتعلق برغبة البلاد في التركيز على إنتاج الغاز الطبيعي المسال. ويأتي هذا الإعلان قبيل اجتماع منظمة «أوبك» المقرر عقده يوم الخميس المقبل لبحث سياسة الإنتاج.
في السياق، توقع محللون اقتصاديون ألا يؤثر قرار قطر الانسحاب من منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» بصورة ملحوظة على سوق النفط العالمية ومصالح بقية دول التكتل.
وقالت يكاتيرينا غروشيفينكو، الخبيرة في مركز الطاقة التابع لكلية إدارة الأعمال «سكولكوفو» بموسكو، في حديث لوكالة «نوفوستي» أمس الاثنين، إن «خروج قطر من أوبك لن يؤثر، على الأرجح، على هذه المنظمة، نظرا إلى تصريحات الجانب القطري بأنه سيواصل الالتزام بتعهداته خارج أوبك».
وأكدت الخبيرة الروسية أن زيادة قطر إنتاجها النفطي، إن قررت، لن يؤثر سلبا أيضا على السوق العالمية، مشيرة إلى أن البلاد لا تملك ما يكفي من الإمكانيات لزيادة إنتاجها من النفط، إذ أنها التزمت بخفض الإنتاج بكمية 30 ألف برميل يوميا بموجب اتفاق وقعته ضمن أوبك مطلع 2017، وفي أكتوبر الماضي خفضت إنتاجها بمقدار 40 ألف برميل يوميا، «وهو ما يشير إلى وجود صعوبات تواجهها قطر أمام زيادة الإنتاج».
ونقلت صحيفة «إر بي كا» الروسية عن كيريل تكاتشينكو، المحلل في شركة السمسرة «بي كي إس» الروسية، قوله إن قطر لو قررت البقاء في أوبك لاضطرت إلى الالتزام بالمزيد من خفض إنتاج النفط، وهذا الأمر ليس في مصلحة الدوحة التي شكل إنتاجها نسبة 1.85% فقط من إجمالي إنتاج المنظمة، بواقع 609 آلاف برميل يوميا في عام 2017.
واعتبر دميتري أبزالوف، رئيس مركز الاتصالات الستراتيجية، أن قطر التي تعاني من العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من جانب دول المقاطعة وعلى رأسها السعودية، تحاول، من خلال الانسحاب من أوبك، «إزالة القيود أمام زيادة صادراتها للغاز الطبيعي المسال من جهة، وضرب السعودية من جهة ثانية»، قبيل انعقاد قمة «أوبك +» في فيينا التي من المتوقع أن تخرج باتفاق على خفض الإنتاج.
وأكد أبزالوف أن قرار الانسحاب، وبرغم محدودية انعكاسه على أسعار النفط، «سيؤدي إلى تشتت مواقف دول الشرق الأوسط حول أسعار الطاقة، إذ سيكون لدى كل من إيران وقطر والعراق، وحتى فنزويلا مواقف خاصة بها».
وتوقع أبزالوف أن تحتل «الثلاثية الكبرى، أي الولايات المتحدة وروسيا والسعودية، دورا قياديا في سوق النفط العالمية، على حساب الدول الأعضاء في أوبك».
بدوره، شدد رستم تانكاييف، العضو في لجة ستراتيجية الطاقة بغرفة التجارة والصناعة الروسية، في حديث لقناة «زفيزدا»، على ضرورة التفريق بين أوبك واتفاق أوبك+ الذي هو المنظم الرئيسي لأسعار النفط، وظهر بعد تبين عدم فعالية أوبك».
يشار إلى أن قطر، أكبر مصدر عالمي للغاز الطبيعي المسال، قد أعلنت في يوليو 2017 عزمها على زيادة إنتاجها من الغاز في حقل الشمال بنسبة 30%، من 77 إلى 100 مليون طن سنويا، في خضم أزمة مع جيرانها الخليجيين.
والتحقت قطر بعضوية أوبك في 1961 وحلت في المرتبة الـ11 من حيث حجم إنتاج النفط بين أعضاء المنظمة، التي تبقى فيها 14 دولة بعد خروج قطر.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة