تقارير عن استعدادات لبناء مصنع مسيّرات إيرانية في روسيا

بهدف إنتاج ستة آلاف منها لمضاعفة التحدي أمام الدفاعات في أوكرانيا

متابعة ـ الصباح الجديد:

كشف مسؤولون في دولة متحالفة مع الولايات المتحدة أن موسكو وطهران تمضيان في خططهما لبناء مصنع جديد في روسيا يمكنه صنع ما لا يقل عن ستة آلاف من الطائرات المسيّرة إيرانية التصميم، ويجري استخدامها على نطاق واسع في أوكرانيا، ما يعد أحدث مؤشر إلى تعميق التعاون بين البلدين.
وأوضح المسؤولون أنه في إطار التعاون العسكري بين موسكو وطهران، توجه وفد إيراني رفيع بقيادة رئيس منظمة الجهاد لأبحاث القوة الجوية والفضائية التابعة لـ”الحرس الثوري” اللواء عبد الله محرابي والرئيس التنفيذي لـ”صناعة طيران القدس” قاسم دماوانديان، إلى روسيا في خمس كانون الثاني الماضي لتفقد الموقع المقرر للمصنع، ولمناقشة تفاصيل البدء في المشروع وتشغيله. ويقع المكان المخطط للمصنع في بلدة ييلابوغا الروسية، على مسافة نحو 600 ميل (960 كيلومتراً) شرق موسكو.
ولفتوا إلى أن البلدين يسعيان إلى إنتاج مسيّرات أسرع يمكن أن تشكل تحدياً جديداً للدفاعات الجوية الأوكرانية. وأكدوا أن المحادثات الروسية – الإيرانية انتقلت إلى خطط ملموسة مع الزيارة التي قام بها المسؤولون الإيرانيون الذين جالوا في الموقع الفارغ، حيث يخطط زعماء البلدين لبناء مصنع جديد يمكنه إنتاج ما لا يقل عن ستة آلاف طائرة مسيّرة في السنوات المقبلة.
وكان البيت الأبيض قد حذر في كانون الأول الماضي من أن موسكو وطهران تدرسان بناء خط إنتاج مشترك للطائرات المسيّرة في روسيا، علماً بأن طهران زودت موسكو بالفعل بمئات المسيّرات التي استخدمتها القوات الروسية لضرب أهداف عسكرية ومدنية في أوكرانيا، في ظل تحذيرات إدارة الرئيس جو بايدن من أن روسيا وإيران تطوران “شراكة دفاعية كاملة”، علماً بأن موسكو تدرب الطيارين الإيرانيين على طائرات حربية روسية يمكن إرسالها إلى طهران بحلول نهاية العام الجاري.
وحتى الآن، زودت إيران روسيا في الغالب بما يسمى “المسيّرات الانتحارية” المعروفة رسمياً باسم “شاهد 136”، التي تحتوي على كمية متواضعة من المتفجرات التي تنفجر عندما تصطدم بأهدافها.
واستخدمت روسيا هذه المسيّرات لاستهداف شبكة الكهرباء الأوكرانية في محاولة لتعطيل إمدادات الكهرباء في البلاد خلال فصل الشتاء البارد، وتقويض الروح المعنوية للأوكرانيين. وبمضي الوقت، نجحت الدفاعات الأوكرانية في تحييد تهديد هذه المسيّرات إلى حد كبير. و”شاهد 136” مسيّرة بطيئة الحركة وصاخبة مزودة بمحركات دافعة، ما يجعل من السهل نسبياً تحديد موقعها وإسقاطها. وبالفعل أسقطت أوكرانيا أكثر من 540 مسيّرة منذ أن بدأت في الظهور فوق سماء البلاد في الخريف الماضي.
وقال المسؤولون إن إيران تعمل الآن مع روسيا لتطوير نموذج جديد يتوقع أن يتضمن محركاً جديداً لجعله يطير بشكل أسرع ولمسافة أبعد. وسينتج المصنع الجديد هذه المسيّرة المتقدمة. ويمكن أن يشكل ذلك تحديات جديدة لأوكرانيا والدول الأخرى التي يمكن أن تكون أهدافاً. وأوضحوا أن المصنع جزء من صفقة قيمتها مليار دولار بين روسيا وإيران، لافتين إلى أن روسيا زودت إيران بأسلحة جرى الاستيلاء عليها في ساحة المعركة في أوكرانيا.
وحذرت الولايات المتحدة من أن إيران وافقت على تزويد روسيا بصواريخ باليستية، علماً بأنه لا توجد حتى الآن مؤشرات إلى أن ذلك حدث بالفعل.
وفي مصادفة واضحة، في 6 يناير، بعد يوم واحد من سفر المسؤولين الإيرانيين إلى روسيا، فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على دماوانديان، الذي تتهمه واشنطن بالإشراف على إمداد روسيا بالمسيّرات الإيرانية. كما فرضت عقوبات على اللواء محرابي عام 2021 بتهمة بناء وشراء محركات للمسيّرات الإيرانية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة