الروائي أحمد الخزاعي ضيفاً على قاعة النخب للتبادل الفكري، في شارع المتنبي وحفل توقيع رواية الحشر

أحلام يوسف

«(الحشر)ومن صفحاتها الاولى وجدتني سعيدا بها، بموضوعها، بلغتها، بإيقاعها، برغم مناخ الرواية الموجع..وجدتها ضدا لكتابات تغزلت بالهور وجماله الأخاذ كتبها عشاق بارعين، ولكنهم من خارج المكان(كافن يونغ، ثيسيغر)..صورت الرواية الهور وناسه من داخله، حيث الظلام الذي يلف الأمكنة ولم يكن(اجمل فهو يحتضن العراق)الأمكنة التي حاربتها السماء والأرض بسوء حظ لازمها لعقود ومازال الحزن الشاقّ، والظلم الذي يتسع الى اقصى مدى، ظلم المٙحٙفوظ والجراد، والمرض، ظلم يفتك بالجميع سوى الشيخ وحاشيته، وبدون رحمة، وكأنه فصل من العالم السفلي حيث اللعنة الأبدية وغضب الآلهة، حيث يكون (الموت) هبة السماء للفقراء والمحرومين، وحقيقة ابدية نختم بها وجودنا، انه سر تفصح لنا الحياة عنه متأخرة وتمنحنا إياه دون مقابل..ص،١٢٩)ملحمة ألم لا متناهي، لا افق لحل ولا نهاية لعناء او ضيم..»، هذا ما بدا به القاص محمد عواد كلمته كمدير للجلسة التي احتضنت رواية الحشر للكاتب أحمد الخزاعي، وهي رؤية للأستاذ مصدق يوسف حول الرواية، الجلسة الاحتفائية والخاصة بتوقيع الرواية، أقيمت في قاعة النخب الثقافية في شارع المتنبي، بحضور عدد من الادباء والمثقفين، شارك بها الروائي خضير الزيدي الذي تحدث عن اللغة داخل الحوارات، ومن وجهة نظره يجد ان ابن الهور يجب ان يتحدث في قلب الصفحات بلهجته الجنوبية ولا يلجأ الكاتب الى حوارات باللغة العربية الفصحى، كما شارك الناقد طالب الدراجي بحديث عن الرواية واحداثها، وقد اختلف مع الزيدي بان للروائي الحق والحرية باختيار اللغة التي يجدها تتلاءم مع الاحداث ولكي تصل الى دائرة أوسع من المحلية يلجأ الكاتب أحيانا باللغة الفصحى كي تصل بسهولة الى القارئ العربي.
تحدثت الشاعرة حذام يوسف عن الرواية مؤكدة عمق الوجع الجنوبي الذي مازال رفيق للعراقي أينما حل:» الحشر قدر العراقيين كما يبدو، ففي كل مكان نلمس (الحشر) بيقين كأنه فعلا قدرنا كعراقيين . حشر على دائرة التقاعد .. حشر على ابواب الجامعات ودوائر التعيين .. حشر حتى على صالات السينما في المولات!، الرواية ربما تكون من المطبوعات القليلة التي تناولت حياة الجنوبيين المنكوبين بتاريخهم، فلم ينصَفوا حتى من الكتاب .. قلة قليلة منهم تناول حكايات سكان الهور بطريقة تكشف خيانة القادة لهم.
احمد الخزاعي دخل في تفاصيل سمعنا بها قصص مر عليها الجميع، لكن بتجارب خجولة، دخل في تفاصيل الحياة وسكان الاهوار ومعاناتهم مع الاقطاع وعبيدهم، عبر الوقوف على اكثر من حكاية، يتنقل الكاتب بمهارة بين الذاكرة والواقع عبر قصص ريسان وهربه من الحشر، وقسوة الشيوخ واتباعهم، وقصه حرب ابو ضفيرة وتحديه للواقع المرير الذي يعيشونه، هي حكايات اشترك بها اهل الاهوار واهل الجنوب عموما، ومحاولاتهم للهجرة الى بغداد، برغم المصير المجهول الذي ينتظرهم.
اليوم نحن ايضا نعيش في الحشر داخل دوائر تلفنا مرغمين ان نكون جزءا من لعبة الحشر بنسخة جديدة، فالمحَفوظ ما زال قويا، متسيدا، متسلطا على رقاب المكاريد، المحفوظ نراه اليوم في كل ارباب العمل بالمؤسسات الحكومية و الاهلية، وريسان ما زال يبحث عن مهرب عبر المحيطات التي غرق بها الاف يشبهونه، حكاية الحشر اذن لم تنتهي، وما زالت الاجيال تنسج الف حكاية وحكاية مع (الحشر )، لكن مع تغيير طفيف بالسيناريو، انما الجور والاكتواء، ما زال سوطه يسقط بقسوة على ظهورهم، ربما حبهم للحياة هو من يجعل الاخر يقف مشدوها امامهم ويحسدهم على هذه الطاقة الغريبة في حب الحياة ..».
في ختام الجلسة قدم منتدى النخب للتبادل الفكري شهادة تقديرية للضيف الخزاعي وتم توقيع وتوزيعها الرواية على الحضور.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة