يصور البناء السردي في رواية «تسارع الخطى « نمو الحدث وفق بناء سينمائي مُبهر يشُدنا وبشغف لمعرفة المصائر والتحولات ومواجهة اللعبة السردية التي تحكم بها الراوي بإتقان من خلال خبرته بالتجريب والتجديد بالكتابة السردية ويجعل المُتلقي يجري لقراءة ومعرفة مصير بطل الرواية «عبد الله» ويصور الهلع والخوف والكوابيس التي تلاحقه من عصابة الاختطاف بعد هروبه بمساعدة «فاطمة» حتى بعد تغيير أسمه طلباً للنجاة والتمويه وكذلك معرفة الأدوار المُساندة والشخصيات الأخرى (البصري- أبو العز- ابنة أخته هند –فاطمة ) لقد عمد «أحمد خلف « من خلال الرؤية السينمائية البصرية في منتجة وتقطيع تلك الأحداث وربطها لبعضها وضبط إيقاع حركة الشخصيات دون أن تنفلت الأحداث والنهايات وتضيع بؤرة التوتر فقد اجترح خصوصية بالإمساك بخيوط تحريك الأحداث رغم تشعبها بدراية وعناية فائقة وبهذا المشغل التجريبي في سرده أفصح عن التحولات السايكولوجية لشخوصه بخضم تلك الأحداث المُرعبة فالموت والحياة في حالات الاختطاف هو مدى إطلاقة بالرأس أو القلب وإن حجم الرُعب وأهوال الاختطاف فقد صوّر ببراعة كيف دخلت العصابة وهي تطارده وتلاحقه وحين وجهت رصاص الغدر للأبرياء في ص121:
– إن المهاجمين يطالبون برأس رجل اسمه عبد الله استطاع أن يبدل أسمه إلى أسم آخر لا علاقة له بالاسم الأول !!
– حسناً ليخرج لهم من اسمه عبد الله ربما يستطيع التوصل معهم إلى حل مناسب
– كيف لنا أن نعرف أن هذا الرجل اسمه عبد الله؟
لندع أحد المهاجمين يدخل ويعرف من هو طريدته !!
-وكيف نسمح للغرباء أن يطأوا أرضنا أرض الآباء الكرام والأجداد الأشاوس ؟
مناخات مُقرفة مُوحشة لحد الغثيان لحظات العنف والموت يلاحق الجميع من هؤلاء القراصنة عصابات تجوب الطرقات فتزرع الهلع لتحصد رؤوس الأبرياء خطى الموت المُتسارعة هاجس البطل «عبد الله» استكمال كتابة سيناريو ومشاهد مسرحية وهو يَحلُم بتخليد ذكرى (أم عباس) التي كانت تُبيع الملابس لتستلم ببراءة وطيبة الأمهات (صرة) من أحد الإرهابيين بأن تلك ملابس لولدها ثم تحصل المأساة بهذا الفعل الدنيء حينما تنفجر تلك الصرة بالسوق على الأبرياء لتنثر الأجساد وهي مُحترقة مُقطعة في أجواء الانفجار الذي يترك الأجساد مُحترقة بالعراء !!
والمشاهد السريالية التي حدثت بمرارة لبنت أخته «هند» من أحد الشاذين «رياض الأميري» ليفض بكارتها في تلك الخيبات والمرارات والانكسارات والمفاجئات التي تحدث بالمجتمع زمن العنف ولصوص السياسة الرواية رافعة ليافطة الاحتجاج بعد التشاؤم من قبائح العصابات فيما الجميع يرنو للتفاؤل وتجاوز تلك المحن اليومية بحياتنا السريالية في تلك المسرحية التي تمور أحداثها وفق لعبة الزيف وانعدام الإنسانية وهدر الكرامة أراد «الشاهد والمشاهد « بروايته الدعوة إلى نبذ العنف والسلام بالوئام والتصالح والتشارك وتحقيق المصالح بدلاً من العنف
صباح محسن كاظم
أحمد خلف الشاهد والمُشاهد (2-2)
التعليقات مغلقة