أعرب عن استعداده للقاء «نزيه» مع المحققين
متابعة ـ الصباح الجديد:
اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن نشر صحيفة «نيويورك تايمز» مقال رأي لمسؤول بارز في إدارته، أدى إلى «نتائج عكسية» أمّنت له «كثيراً من الدعم». لكنه رأى في الأمر محاولة لفرض «أجندات سرية، تهدّد الديموقراطية»، فيما شددت السيناتور الديموقراطية إليزابيث وارن، وهي مرشحة محتملة للرئاسة عام 2020، على ضرورة عزل ترامب إذا رأى مسؤولون بارزون أنه عاجز عن ممارسة مهماته.
في الوقت ذاته، أعلن رودي جولياني، المحامي الشخصي للرئيس، أن الأخير لن يجيب عن أسئلة يوجّهها إليه محققون فيديراليون، كتابةً أو شخصياً، في شأن احتمال محاولته منع تحقيق يتولاه روبرت مولر في «تدخل» روسيا في الانتخابات الأميركية عام 2016. وأضاف: «هذا ليس مقبولاً، ولن يحدث. لن تكون هناك أسئلة عن عرقلة» التحقيق.
لكن ترامب أعرب عن استعداده للقاء «نزيه» مع المحققين «في ظروف معينة»، مستدركاً أنه لا يريد أن يقع في «فخ (تقديم) شهادة زور».
وأثار المقال في «نيويورك تايمز» حملة محمومة في البيت الأبيض، بحثاً عن «خائن»، فيما سارع 11 مسؤولاً بارزاً إلى التنصّل منه، بينهم نائب الرئيس مايك بنس ووزراء الخارجية مايك بومبيو والدفاع جيمس ماتيس والطاقة ريك بيري، إضافة إلى مدير الاستخبارات القومية دان كوتس والسفير الأميركي في موسكو جون هانتسمان.
ودعا ترامب وزير العدل جيف سيشنز إلى فتح تحقيق مع «نيويورك تايمز»، معتبراً أن المقال الذي نشرته يشكّل قضية «أمن قومي». وسُئل هل سيتخذ تدبيراً ضد الصحيفة، فأجاب: «سنرى، أدرس ذلك الآن». وتابع: «إذا كان لدى (كاتب المقال) تصريحاً أمنياً بارزاً، لا أريده في اجتماعات» البيت الأبيض.
في السياق ذاته، اعتبر جولياني أنه «سيكون مناسباً» أن يطلب ترامب فتح تحقيق رسمي في هوية كاتب المقال. وأضاف: «لنفترض أنه شخص لديه تصريح أمني. إذا شعروا بأن ذلك مناسب، ربما يشعرون بأن من المناسب كشف أسرار مرتبطة بالأمن القومي أيضاً. يجب كشف ذلك الشخص ووقفه».
وكان المقال بعنوان «أنا جزء من المقاومة داخل إدارة ترامب»، وروى كاتبه كيف يعمل مع آخرين في الإدارة لمواجهة «أسوأ شطحات» رئيس يتمتع بقدرات قيادية «وضيعة» و «متهوّرة» و «غير فاعلة». وتحدث عن «همسات مبكرة داخل الإدارة، تدعو إلى اللجوء للتعديل الخامس والعشرين، لبدء عملية معقدة لإزاحة الرئيس».
وعلّقت إليزابيث وارن، قائلة: «إذا كان مسؤولون بارزون في الإدارة يعتقدون بأن رئيس الولايات المتحدة ليس قادراً على ممارسة مهماته، عليهم تفعيل التعديل الخامس والعشرين». وسألت: «أي أزمة هذه، إذا كان مسؤولون بارزون يعتقدون بأن الرئيس ليس قادراً على ممارسة مهماته، ثم يرفضون اتباع القواعد التي ينصّ عليها الدستور؟ لا يمكنهم فعل الأمرين في آنٍ.
وتطرّق الرئيس الأميركي إلى مقال «نيويورك تايمز»، معتبراً أن نشره «أسفر عن نتائج عكسية»، إذ «نال (الرئيس) كثيراً من الدعم». ورجّح ألا يكون كاتبه «جمهورياً، وقد لا يكون محافظاً، بل ربما شخصاً من الدولة العميقة». ووصفه بأنه «جبان»، وتابع: «لا أحد يعرف مَن يعرف».
وزاد في إشارة إلى خصومه: «لم أمانع عندما وضعوا كتباً وكتبوا أكاذيب، لأنهم خسروا صدقيتهم». واستدرك أن كاتب مقال «نيويورك تايمز» لا يمكن أن يفقد صدقيته، لأن مقاله نُشر من دون توقيع. وسأل: «هل هذا تآمر؟ هل هذه خيانة؟ إنه شيء بشع».
وأضاف أن «العملاء غير المنتخبين الذين يتحدّون الناخبين لفرض أجنداتهم السرية، يشكّلون تهديداً للديموقراطية». واستشهد بالأمن القومي للولايات المتحدة، لمطالبة الصحيفة بأن تكشف «فوراً» كاتب المقال.