أربيل ـ خدر خلات:
بمشاركة نحو 20 صحفيا من محافظة نينوى، أقيمت أولى الورشات التدريبية في فنون الصحافة الاستقصائية في مركز الشرق الأوسط للبحوث (ميري) في أربيل، بدعم من سفارة الولايات المتحدة الأميركية في العراق، إذ من المؤمل إقامة ثماني ورش أخرى تشمل أكبر عدد ممكن من الصحفيين العراقيين ومن شتى الانتماءات القومية والدينية.
الدكتور دلاور علاء الدين مدير مركز الشرق الأوسط للبحوث قال لـ “الصباح الجديد” عن الأهداف والغايات من إقامة هذه الورشة التدريبية أنه “نحن نريد التشجيع على تدريب وتأهيل الصحفيين على الصحافة الاستقصائية، نظرا لأهميتها في تقصي الحقائق وإيصال المعلومات بشكل أدق ومتوازن للمواطنين، لأن الصحفيين بمنزلة جسر بين صناع القرار مع المجتمعات التي تتأثر بهذه القرارات”.
واضاف “يهمنا جدا ان نسهم ببناء هذه الجسور ونشجع على مساعدة الصحافة العراقية لتشجيع الحكم الرشيد لصياغة القرار الصحيح للحكم الرشيد”.
اما عن “الهدف من اختيار هؤلاء الصحفيين للمشاركة بهذه الورشة التدريبية، افاد بالقول “سنجري 9 ورشات عمل للصحفيين من شتى انحاء كردستان ومن شمال العراق، النخبة الحاضرة اليوم من الصحفيين كانت لأبناء المكونات الدينية والعرقية خصوصا الذين في محافظة نينوى الذين لم تتح لهم فرص جيدة سابقا للانخراط في هكذا ورش تدريبية، ونحن اتحنا هذه الفرصة للقاء بهم وتطوير قابلياتهم في اعداد التقارير الصحفية ضمن فن الصحافة الاستقصائية”.
الصحفيون المشاركون في هذه الورشة التدريبية تنوعت انتماءاتهم المهنية، بين العمل في الفضائيات، الاذاعة، الصحافة الورقية، ووكالات الانباء.
وتضمنت الدورة مشاركة السيد طارق جوهر، المتحدث الرسمي باسم رئاسة اقليم كردستان العراق، والذي تحدث للصحفيين المشاركين لنحو ساعة كاملة عن التجربة الصحفية في الاقليم والتشريعات الخاصة بهذا الشأن، كما تطرق الى خلفيات اصدار قانون العمل الصحفي في الاقليم عام 2007، والذي عدّه انجازا جيدا للصحفيين ولحكومة وبرلمان الاقليم، مبينا ان هذا القانون وبالرغم من انه حظي بقبول الاسرة الصحفية في حينها، لكن ينبغي ان يتم اعادة النظر فيه كي يتلاءم مع التغيرات التي طرأت على المجتمع او على الفنون الصحفية بشتى فنونها خاصة مسألة الانتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي، كما كشف عن انه لحد اليوم لا توجد صفحة رسمية لرئاسة برلمان اقليم كردستان في فيسبوك، وانهم يكتفون حاليا بالصفحة الرسمية على الانترنت، كما اجاب على العديد من الاسئلة والمداخلات التي طرحها الصحفيون المشاركون بالورشة.
وخلال اعمال الورشة، تم استضافة الصحفي العراقي دخيل شمو، المغترب في اميركا منذ نحو عقدين من السنين، وتحدث عبر “سكايب” عن تجربته الصحفية في اميركا، كما تطرق لأهمية العمل الصحفي في العالم المعاصر، مشيرا الى ان اللغط حول الدور الروسي المحتمل في التأثير على الانتخابات الاميركية الاخيرة يقف خلفها تقرير صحفي، كما اجاب على عدد من الاسئلة والمداخلات من قبل الصحفيين المشاركين بالورشة.
اما المدرب الدولي خضر دوملي قال لـ “الصباح الجديد” ان “هذه الورشة التدريبية اشتملت على محاضرات عدة كانت تهدف لرفع القابليات الصحفية للصحفيين المشاركين وتطوير امكانياتهم على وفق المتغيرات التي تحصل دائما في شتى الفنون الصحفية، ولان الصحافة الاستقصائية باتت تمثل فنا بحد ذاتها، فان انجاز التقارير الصحفية الاستقصائية يتطلب مهارات لابد من توفرها في الصحفي الذي يروم اعداد هكذا تقارير”.
وحول ما تلقاه الصحفيون المشاركون، افاد دوملي بان “المحاضرات اشتملت على محاضرة في اسس العمل الصحفي، مسؤولية الصحفيين في اختيار المواضيع الخبرية، إعداد تقارير تقصي الحقائق والمتابعات الصحفية الحديثة، الحوار الصحفي، الحصول على المعلومات وتداولها، وتم مناقشة تفاصيل هذه النقاط واعطاء امثلة وتجارب حولها”.
عادا ان “وجود صحفيين محترفين في الورشة ومن شتى المؤسسات الاعلامية في نينوى، سواء من الصحافة المكتوبة او المرئية والمسموعة، اعطى فوائد اخرى لهذه الورشة التدريبية”.