عيد أمي

أيام وليال سهرت وربت نثرت سنوات عمرها على امتداد طريق أبنائها وهم يمرون بجميع مراحلهم العمرية، أما هي تظل بذات الروح والعمر الذي لا يفنى ولا يمكن ان ينتهي كل ما نظرت الى أولادها وبناتها فهي المسعف والمربي والمدرس والطبيب .. وباب بث الشكوى بعد رب العالمين.
هي باختصار أم اكتفت بحرفين واستغنت بهما عن الكون بأسره هي الحنان والطيبة والأمان والسند والحب.
فكل يوم هو عيدها وكل عيد هو لها وبها، سيما الام العراقية التي كانت مصدر فخر وعزة لأبنائها المضحين بدمائهم الطاهرة للدفاع عن ارض وطنهم من دنس شذاذ الافاق ومجرمي العصر، وأعلنوا الانتصار بفضل ما غرسن بداخلهم تلك الأمهات من حب وتقديس للعرض والأرض.
فكانت مصدرا لبث جرعات الدعم والتشجيع المستمر واساساً لصمودهم في جبهات القتال وهي ذاتها التي سهرت بجانب أبنائها وبناتها ليالي الامتحانات وهم يدرسون ويتهيئون لخوض الامتحانات، كانت ترفع يدها للسماء طالبة من الباري عز وجل ان يسدد خطاهم.
الام عمود البيت واساسه والخيمة التي تضم بين ثناياها احبتها وأولادها من دون ان تفرق بينهم او تفضل أحدهم على الاخر فقلبها ميزان لا يخطئ وعينها بوصلة لطريق أبنائها ودعاؤها سلاحها لحمايتهم من كل شر او اذى.
فهي الدمعة التي تسقط لحزنهم والضماد لجرحهم والأمان في لحظات ضعفهم وضياعهم.
فكل لحظة وهي بألف خير ومحبة تشع نوراً لدرب كل محبيها وابنائها وبناتها.
كل عيد ام وهي الام والأب ومصدر السعادة والأمان أينما حلت وارتحلت، ابعد الله عن جميع الأمهات كل سوء ومرض. لتظل الملاذ الذي يلجأ اليه فلذات اكبادها ومهربهم من الاحزان والمحن ومتاعب الأيام.
كل عام وانتِ جميلة معافاة تحملين ذلك القلب الذي يتسع للكون ولا يمكن لاحد ان يسعه , كل عام وانت الجنة وخلافكِ النار التي لا يعرف جحيمها الا من فقد أمه وحرم من حنانها وسماع صوتها .
زينب الحسني

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة