عراقية بين أشجع 10 نساء في العالم لعام 2018

أنقذت 58 شاباً من عصابات داعش الإرهابية
بغداد – الصباح الجديد:
منحت الولايات المتحدة العراقية « ام قصي « لقب واحدة من أشجع عشر نساء في العالم لعام 2018 لإنقاذها 58 شابًا عراقيًا من مجزرة نفذتها عصابات داعش الاجرامي في شمال غرب بغداد عام 2014 وراح ضحيتها 1700 طالب عسكري والتي عرفت بمجزرة «سبايكر».
وعدت وزارة الخارجية الأميركية الحاجة العراقية «عليا خلف صالح» المعروفة بـ « أم قصي «من محافظة صلاح الدين ضمن أشجع عشر نساء في العالم لعام 2018، وذلك ضمن جائزة «آي دبليو أو سي» التي تمنحها الوزارة للنساء اللواتي أظهرن شجاعة وقيادة استثنائية وأسهمن في تحقيق السلام والعدالة والحفاظ على حقوق الإنسان.
وتضمنت القائمة الدولية لهذا العام كلاً من : رويا السادات من أفغانستان وأورا إيلينا فارفان من غواتيمالا وجوليسا فيلانويفا من هندوراس وعليا خلف صالح من العراق وماريا إيلينا بيريني من إيطاليا وإيمان عمروفا من كازاخستان وفريدي روشيتي من كوسوفو ومعلومة سعيد من موريتانيا وكودلف موكاساراسي من رواندا وسيريكان كارونسيري من تايلاند.
وكرمت السيدة الأولى في الولايات المتحدة ميلانيا ترمب أم قصي بالجائزة العالمية لموقفها البطولي في حماية أكثر من 58 شاباً من المجزرة التي ارتكبها تنظيم داعش في يونيو عام 2014 لدى سيطرته على محافظة صلاح الدين ومركزها تكريت حيث تناوب عناصره على قتل 1700 طالب يدرسون في كلية عسكرية قرب المدينة واثارت ضجة استياء في العالم.
وقد نجحت العراقية من انقاذ 85 طالباً من بينهم لدى نجاحها في ايوائهم بمنزلها وانقاذهم من الوقوع في قبضة داعش كما رتبت لهم خروجًا آمنًا من المنطقة التي كانت تحت سيطرتهم ليصلوا إلى عائلاتهم في جنوب البلاد سالمين.

شجاعة « ام قصي «
كرم رئيس الوزراء حيدر العبادي في يونيو عام 2015 أم قصي وهي سنية من أهالي ناحية العلم التي أمست رمزًا وطنياً بعد انقاذها للشبان العراقيين الشيعة، وذلك تثميناً لعملها الوطني وتأكيدًا على الوحدة الوطنية.
وقد منح العبادي ام قصي وسام الوطن ووجه أن تؤدي أم قصي فريضة الحج ذلك العام على نفقة الدولة وقال لها «إن «العمل الذي قمت به يعد مثالاً للام العراقية الطيبة والشجاعة، وهو نابع عن الأصالة والأخلاق والإنسانية والاعتزاز ببلدنا». وأضاف أن «صمودكم حقق النصر في تكريت وهذه المعاني الكبيرة من الفداء انتصار لنا فالأعداء يحاولون أن يفرقونا، لكن هذه المواقف تدحضهم».
وردًّا للجميل الذي غمرتهم به ام قصي ووفاء لأمومتها، زار الناجون من مجزرة سبايكر هذه المرأة في رمضان الماضي وتناولوا معها الإفطار للتأكيد على وحدة العراق ونبذاً للطائفية.

العراق واحد
وتقول أم قصي في مقابلات صحافية وتلفزيونية : انها عندما سمعت من الناس ان تنظيم داعش بدأ في اعدام طلبة قاعدة سبايكر ،وان هناك طلاباً آخرين هربوا من قبضة الارهابيين الدواعش في تكريت وخلال تجوالي في ناحية العلم تصادفت بالشبان وهم يطلبون النجدة والحماية من ملاحقة الارهابيين لهم فقامت بإيوائهم بمنزلها طوال 15 يوما لحمايتهم لحين وجدت طريقة لتأمين عودتهم الى منازلهم واهلهم في الجنوب سالمين.
وتؤكد قائلة «لم اسأل الطلاب عن طائفتهم مطلقًا، فهم عراقيون مثلنا وهذا يكفي والحقيقة ان طلبة « سبايكر» عرفوا عن انفسهم والمحافظات التي ينتمون اليها وعلى الرغم من ذلك لم تكن الطائفة او الدين او المحافظة عائقاً امام احتضاني لهؤلاء الشباب وحمايتهم من خطر داعش.
وتابعت «إن منطقة العلم والحمد لله في ذلك الوقت كانت بيد العشائر والمتطوعين من ابناء عشائر الجبور لذلك كان الطلاب في مأمن من داعش وجميع اهالي العلم بمن فيهم اولادي السبعة يقاتلون داعش على السواتر والطلبة في المنزل يترقبون موعد رحيلهم الى ديارهم ويتساءلون عن مصير زملائهم، اما عن خوفي على الطلبة فقد خشيت عليهم من جواسيس داعش في العلم وكنت اراقب الطريق على مدار اليوم حتى اتت اللحظة المناسبة وعاد الطلبة الى ديارهم».
وأضافت ام قصي ان «الاتصال كان متواصلا بالطلبة منذ خروجهم من بيتي وحتى وصولهم الى منازلهم في محافظاتهم الجنوبية».. مبينة أن «بعد رحيل الطلبة بدأت خطوط دفاع العلم في الانهيار نتيجة قلة الاسلحة وبعد ايام قليلة استشهد احد ابنائي خلال المعارك مع الارهابيين ودخل الدواعش الى البلدة فقمت بتهريب اولادي الى سامراء و منعوني الدواعش من الخروج من ناحية العلم، فقلت لهم أني سأذهب الى بغداد لتكملة معاملة زوجي التقاعدية حتى نعيش وخرجت من العلم والتحقت بأبنائي في سامراء».

فرحة « ام قصي «
وتتابع المرأة العراقية الشجاعة : عندما وصلت الى سامراء فرحت برؤية اولادي سالمين لكن بالوقت ذاته انبتهم عندما رأيت ابناء الجنوب يقاتلون عن مدننا وهم يذهبون بحثا عن المساعدات فكانت تلك اللحظة مصيرية بعد ان التحق ابنائي في صفوف المتطوعين لقتال داعش، فخاضوا معارك ضد الارهابيين في بيجي وشاركوا في تحرير ناحية العلم من سيطرة الدواعش الارهابيين».
وعن مدى تواصلها مع طلبة سبايكر الذين أوتهم في منزلها قالت ام قصي ان «اتصالي بالطلبة لم ينقطع طوال الفترة الماضية، لذلك عندما عدت الى منزلي اتصلت بهم، وزاروني وفطروا معي في احد ايام رمضان وبعدها تم تداول صورة الفطور حتى وصلت الى كل الناس ومنهم المسؤولون».
وكانت السلطات العراقية قد اعلنت في 24 سبتمبر عام 2016 عن تحرير محافظة صلاح الدين بالكامل من قبضة داعش.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة