بغداد ـ الصباح الجديد:
انطلقت، امس الاربعاء، أكبر عملية إغاثة لمساعدة النازحين في إقليم كردستان العراق برًا وجوًا وبحرًا، بتمويل من السعودية وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية والسويد والنروج والدنمارك واليابان.
وقال وزير حقوق الإنسان العراقي محمد شياع السوداني في مؤتمر صحفي ببغداد تابعته الصباح الجديد، إن «أكبر عملية لإغاثة النازحين في كردستان انطلقت، اليوم من عمان الى أربيل، إضافة الى قوافل برية أخرى من تركيا، تحمل مساعدات إنسانية للنازحين في الإقليم»، محذرا من أن «حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها العراق اكبر بكثير من قدرة مؤسسات الدولة العراقية».
وتحركت أربع طائرات بوينغ 747 الاربعاء من ميناء العقبة الاردني إلى أربيل عاصمة اقليم كردستان، محمّلة بالمساعدات، إضافة إلى تحرك قوافل برية من تركيا والأردن، وبواخر مساعدات من دبي.
وهذه المساعدات مخصصة للنازحين، الذين يعيشون من دون ماء أو طعام او مساعدات طبية، والأسر الضعيفة التي فرّت من منازلها بدون أية أمتعة خلال الأسابيع الأخيرة.
وتعمل منظمات الأمم المتحدة مع سلطات إقليم كردستان على تقديم المساعدات إلى نحو 200 الف نازح عراقي لجأوا الى المساجد والمنازل المهدمة والمدارس، حيث تقدم المساعدات في 19 منطقة في دهوك وأربيل، وحيث سيقوم الفريق التقني للمفوضية بإقامة الخيام لإيوائهم خلال الأيام القليلة المقبلة.
وتواصل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة عمليات تقديم المساعدات إلى الذين فروا من سنجار إلى شمال شرق سوريا، حيث يوجد 11 الف لاجئ في معسكر نوروز الذي يبعد 60 كيلومترًا عن الحدود العراقية مع سوريا.
وقال ادريان ادواردز المتحدث باسم المفوضية في تصريح صحفي إن «عملية النقل الجوي للخيام والسلع الاخرى تستمر أربعة ايام الى اربيل، تعقبها قوافل برية قادمة من تركيا والاردن وعملية شحن بحري قادمة من دبي عبر ايران خلال الايام العشرة المقبلة».
و اضاف، إن «هذه دفعة اغاثة مهمة للغاية، وبالقطع من اكبر العمليات التي أذكرها لمدة طويلة»، مشيرا الى أن «هذه ازمة انسانية كبرى وكارثة ومستمرة في التأثير على أناس كثيرين».
من جهتها، أعلنت السفارة البريطانية في بغداد عن وصول طائرتين محملتين بالمساعدات الانسانية للنازحين الى مطار اربيل الدولي، وقالت في بيان لها إن «المساعدات تضمنت مجموعة من لوازم الطهي وخياماً وأغطية بلاستيكية وبطانيات».
وبينت أن «الحكومة البريطانية خصصت 13 مليون جنيه استرليني (18 مليون دولار) للنازحين في العراق».
واشارت السفارة الى «أن سلاح الجو الملكي البريطاني نفذ سبع عمليات اسقاط مساعدات بريطانية من الجو على جبل سنجار خلال الفترة الماضية، وشملت عبوات للماء ومصابيح تعمل بالطاقة الشمسية ولوازم لتوفير الظل والمأوى».
وكان رئيس حكومة إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني قد دعا امس دول العالم والمنظمات والمؤسسات الدولية إلى عقد مؤتمر دولي في الإقليم، ليتمكن من استقبال وإغاثة النازحين.. وأكد أن مساعدة النازحين فاقت قدرات حكومة الاقليم.
واعلن وزير الهجرة والمهجرين العراقي ديندار دوسكي أن عدد النازحين في العراق الذين اضطروا لترك منازلهم جراء الاشتباكات مع تنظيم «الدولة الإسلامية» قد بلغ مليوناً و250 ألف شخص. وأشار إلى أن معظم العائلات النازحة لجأت إلى إقليم كردستان، لافتًا الى أن الحكومة العراقية بدأت بتقديم مساعدات مادية إلى جانب الغذائية للنازحين.