الصباح الجديد.. صديقة العراقيين في عمّان

في حفل استقبال نظمته احدى العائلات العراقية المقيمة في عمان ، بمناسبة الانتصارات التي حققتها قواتنا البطلة على داعش وتحرير الموصل، وكنت من بين المدعوين اضافة الى مجموعة طيبة من الشخصيات والنخب الاجتماعية ، وفي اجواء اتسمت بملامح الفرح والتطلع الى غد عراقي مزدهر ومستقر ، كانت مجمل الاحاديث تنصب على بعض من الذكريات المؤلمة التي كانت تعتصر القلوب وهي تحمل بين طياتها الاسف والامتعاض لما حل ببعض مدن العراق عندما دنستها عصابات داعش المجرمة ، وروى بعض الحضور روايات من متابعاتهم لسير المعارك وما يحصل من تفجيرات وقتل وخطف الخ.. من جرائم داعش المروعة .
مالفت انتباهي وفاجأني بنحو مباشر ، اشارة العديد من الحضور الى ان متابعاتهم كانت تستقي معلوماتها من خلال صحيفة ” الصباح الجديد ” ، من دون ان يعرف هذا البعض انني من اسرة ” الصباح الجديد” ، وبرروا ذلك بأن ما كان ينشر او يبث من بعض الفضائيات لم يكن دقيقاً ، في حين كنا نجد دقة المعلومات فيما تنشره الصباح الجديد ، ـ والكلام لبعض المتحدثين ـ وهنا تدخلت متسائلا : وكيف تحصلون على الصباح الجديد في عمان ، وسريعاً جاءني الجواب من احدهم، “نحن نتابع موقعها الالكتروني يوميا” ، واضاف آخر “انه موقع ممتاز ويدخله مئات الالاف من القراء” ، وقال ثالث ” انا مدمن على قراءة الصحف ـ وهو رجل سبعيني ـ والصباح الجديد صحيفتي المفضلة ، لأنني اجد فيها مهنية صحفية عالية المستوى ، وحيادية وطنية غير مسيسة ، لكن ما يزعجني هو قراءتها الكترونيا ، لأنني ادمنت طيلة مدة حياتي على قراءة الصحف الورقية ، فهي متعتي الصباحية .
ومن دون مبالغة ، تناولت احاديث الاخرين اعجابهم بتنوع مواد الصحيفة ، واهتمام البعض الاخر بملاحق زاد الاسبوعية ، واستقرار وهدوء ووضوح التصميم ، في حين وجه العديد من الحضور انتقادات لخروج بعض وسائل الاعلام عن الخطوط المحددة لها وتجاوز اخلاقيات المهنة ، وتبني الخطاب الفئوي واللجوء الى فبركة الاخبار والتقارير التي لا طائل من ورائها سوى زعزعة الاستقرار وتشتيت الاخاء الوطني .
ثمة ملاحظة مهمة اثارها احد الحضور قائلا ” كم تمنيت ان اجد الصحف العراقية الى جانب الصحف الاردنية والعربية في عمان” ،اجبته بلغة الصمت في داخلي ” هذا طموحنا في الصباح الجديد ، نحن نخطط مع الزميل رئيس التحرير للارتقاء بالصحيفة الى المستوى العالمي ، والانتقال بها من الاطر المحلية ، وربما نحتاج بعض الوقت وبعض الامكانات ، لكنه يبقى مشروعنا المستقبلي .
قبل ان اغادر ، تقدمت بالشكر والتقدير لكل الآراء والتقديرات التي قيلت بحق الصباح الجديد ، معبرا عن اعتزازي واحترامي لهذه التقييمات وقلت مخاطبا الجميع :
سأنقل تقييماتكم لأسرة التحرير وللزميل رئيس التحرير، من دون ان اكشف عنواني في الصباح الجديد.
وانا اهم بالخروج، لاحظت علامات الاندهاش ترتسم على وجوه البعض!!!.
رياض عبد الكريم

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة