صحفيون موصليون يعدّون برنامجاً لمواجهة خطاب الكراهية

برعاية منظمة دعم الإعلام الدولي ( IMS)
اربيل ـ خدر خلات:

برعاية منظمة دعم الاعلام الدولي ( IMS)، وبحضور نحو 25 صحفياً من شتى الانتماءات القومية والدينية والمذهبية، بضمنهم مراسل “الصباح الجديد” بنينوى تم عقد جلسة حوار مطولة، تم فيها مناقشة الكثير من القضايا التي تخص محافظة نينوى، بضمنها الواقع الاعلامي المضطرب، ومخلفات تنظيم داعش الارهابي الفكرية، وتم الاتفاق على تأسيس ملتقى تحت اسم (صحفيو الموصل لدعم السلام) لمواجهة خطاب الكراهية والنهوض بالواقع الاعلامي ومواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية في سبيل فتح فضاءات للوئام والتسامح ونبذ الكراهية والطائفية التي سعى التنظيم المتطرف الى زرعها في نفوس عموم اهالي نينوى.
الجلسة التي ادارها الصحفي خضر دوملي، تحدث وقال “وفقاً للمنهاج الذي تم وضعه لجلسة صحفيي محافظة نينوى، من قبل منظمة دعم الاعلام الدولي (IMS)، بدأت الجلسة بالترحيب بالحاضرين من قبل السيد اسامة الهاهبة مسؤول برنامج العراق، الذي قدم نبذة عن المنظمة ومشاريعها في شتى دول العالم وخاصة العراق، ثم تطرق الى هذه المرحلة المهمة التي تمر بها محافظة نينوى – الموصل على ضوء محاربة داعش، وما تركه التنظيم من ثقافة لا يمكن التخلص منها بسهولة، وهو ما يتطلب دوراً فاعلا للإعلام في المرحلة التي تعقب القضاء على تنظيم داعش عسكرياً، وضرورة ان يسهم الاعلام والاعلاميون والنشطاء المختصون في السوشيال ميديا بدورهم في اعلام يسهم في بث روح التسامح والتعايش والسلام، وكيف يمكن ان يتم بناء قاعدة لاعلام مهني يتخذ من الاسس المهنية للانطلاق بالاهتمام بمبادئ السلام وفقاً لأهتمامات المشاركين وتخصصاتهم وانتماءاتهم، وأكد السيد اسامة على ضرورة ان يكون هذا الملتقى بداية لتعزيز الثقة والتعاون بين الاعلاميين أنفسهم لكي يسهموا في بناء هذه الثقة بين مكونات محافظة نينوى ويهتموا بقضاياهم والتحديات التي يواجهونها بعضهم مع بعض”.
واضاف “مع بدء النقاشات قدم الحاضرون الـ 25 شخصاً الذين كانوا من الموصل و الاقضية والبلدات التابعة لها من شتى المكونات القومية – الدينية والمذهبية – قدموا رؤية للواقع الذي مرت به الموصل منذ 2003 والى ان سيطر تنظيم داعش على المنطقة، منطلقين من تلك الصورة السلبية والدور السلبي الذي لعبته بعض وسائل الاعلام للترويج للعنف والكراهية، وما اسفر عن وقوع الكثير من الضحايا من الصحفيين بسبب عدم وجود مؤسسات اعلامية تساعد وتساند الصحفيين الذين اصبحوا ضحية الصراعات وضحية عملهم المهني في نقل واقع المحافظة”.
ولفت دوملي الى ان “الجانب الثالث من النقاشات تم فيه التركيز على الدور الذي لعبته وسائل الاعلام في نشر العنف ومساهمته في ادارة الحرب الطائفية والتحديات والمشكلات التي مرت به منذ 2003 مؤكدين على انه من الضروري العمل الان على تغيير خارطة ونهج العمل الصحفي في الموصل في ان يكون اكثر مهنية ويسهم في نشر السلام ودوره الان مهم خاصة لمرحلة ما بعد داعش في الموصل على ضوء المسؤولية الاجتماعية والانسانية التي يجب ان يتحلى بها الاعلاميون”.
مبيناً ان “المشاركين اكدوا في النقاش وأيضا السيد اسامة على ان من المهم جداً في البداية ان يكون المسهمون في مشروع ملتقى او منتدى صحفيين او اعلاميي الموصل لدعم السلام ان يؤمنوا بالفكرة والعمل المشترك بعيداً عن التأثر بالانتماءات.وكيف يتم استقطاب الشباب لكي يسهموا في بناء جسور السلام فيما بين جميع مكونات نينوى تتم فيه مراعاة الجندور وتوازن ومساهمة جميع المكونات ايضا”.
مشيراً الى ان “حاكم ازاد نقيب صحفيي كردستان الذي حضر جانباً من الجلسة اكد على أن النقابة مع صحفيي الموصل، ومع دعمهم لهذا المشروع مادياً ومعنوياً بكل جهد يستطيعون القيام به في سبيل ان يستعيد صحفيو الموصل مكانتهم ويكون لهم دور في المرحلة المقبلة”.
وفي نهاية الملتقى صدر بيان تأسيسي جاء فيه “عقد صحفيون ونشطاء من شتى مكونات محافظة نينوى، جلسة حوارية باربيل، برعاية ودعم منظمة دعم الاعلام الدولي (IMS)، تم خلالها مناقشة الواقع الاعلامي والاجتماعي والاداري في المحافظة، وبحث سبل تعزيز دور الاعلام المهني في نشر وتعزيز ثقافة السلام والتعايش والتسامح ومواجهة خطاب الكراهية لمرحلة ما بعد داعش الى جانب كشف المشكلات المفصلية في نينوى.
وأتفق المشاركون على خطة عمل مستقبلية بآليات عملية، لتعزيز الاعلام المهني، تبدأ بانشاء ملتقى للاعلاميين والنشطاء والمدونين من شتى المكونات والمؤثرين في بيئاتهم تحت مسمى (اعلاميو الموصل لدعم السلام) سيطلق صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك تحت عنوان (موصل 2020) وموقع الكتروني، بمساهمات مفتوحة، وتحت الأسم ذاته.
الصفحة والموقع الألكتروني سيكونان بوابة لنشر مواد صحفية وقصص واخبار مؤثرة وداعمة للسلم والتعايش وتشجع على الحوار بين مختلف المكونات، مع الالتزام بقواعد العمل المهنية واخلاقيات العمل الصحفي والأسس القانونية للنشر بما يساعد على تطوير واقع نينوى ودعم السلم الاهلي فيها.
ملتقى (اعلاميو الموصل لدعم السلام) سيكون منصة لتطوير الواقع الاعلامي وللحوار الاعلامي والمجتمعي واتاحة الفرص التدريبية للصحفيين على شتى فنون العمل الصحفي.
الملتقى، الذي يضم حالياً نحو 25 صحفياً وناشطاً بارزًا، ستكون أبوابه مفتوحة أمام الطاقات الصحفية والمدنية التي تؤمن بأهدافه وتدعم تحقيقها، وسيتم تأسيس هيئة لادارته لاحقاً تتولى مهمة تحديد مشاريعه وبرامجه وآلية عمله.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة