الصباح الجديد ـ وكالات :
ووري الثرى امس الثلاثاء جثمان الرئيس المصري السابق محمد مرسي الذي توفي الاثنين أثناء جلسة محاكمته في قضية تخابر مع جهات أجنبية. وكان محمد مرسي، الذي دفن من دون أية مراسم تشييع، قد غاب عن الوعي خلال جلسة المحاكمة بعد أن تحدث أمام المحكمة لمدة 20 دقيقة وانفعل ثم أغشي عليه ونقل إلى المستشفى حيث توفي» عن عمر ناهز 68 عاما. وقال محامي الرئيس السابق عبد المنعم عبد المقصود لوكالة الأنباء الفرنسية إن مرسي «تم دفنه بحضور أسرته في مدينة نصر في القاهرة بعد تأدية صلاة الجنازة عقب صلاة الفجر في مستشفى سجن طرة» حيث نقل عقب وفاته أثناء حضوره إحدى جلسات محاكمته.
وقال صحفي من وكالة الأنباء الفرنسية إن الشرطة أخرجت كل الصحفيين من المقابر ولم تسمح لهم بتغطية الدفن، فيما كشف الباحث المصري في شؤون الإسلام السياسي، عمرو فاروق، تفاصيل عن المقبرة التي دفن فيها الرئيس الأسبق محمد مرسي والتي تقع بمدينة نصر، ويطلق عليها «الإخوان المسلمون» «مقبرة المرشدين».
وقال فاروق إن «مقبرة المرشدين مخصصة لدفن كبار قيادات الإخوان وصفوتهم، وتم تأسيسها لهذا الغرض تحديدا كنوع من تكريس القداسة لزعمائهم».
وأوضح فاروق أن «مقبرة المرشدين»، أسست في عهد مرشد جماعة الإخوان الثالث عمر التلمساني وكان أول من دفن بها، واشتراها مصطفى مشهور عندما كان عضوا في مكتب الإرشاد، عام 1985، وتقع على مساحة 120 مترا على أطراف القاهرة في مقابر «الوفاء والأمل» في مدينة نصر.
وفي بيان بعنوان «اغتيال الرئيس محمد مرسي» نشرته امس الاول الاثنين على الموقع الإلكتروني لحزب الحرية والعدالة المنبثق عنها، اتهمت جماعة الإخوان المسلمين التي كان ينتمي إليها مرسي، السلطات المصرية «بقتله ببطء».
وفي إشارة إلى ظروف السجن القاسية التي تعرض لها مرسي، قال البيان «وضعوه في زنزانة انفرادية طوال مدة اعتقاله التي تخطت خمس سنوات، ومنعوا عنه الدواء وقدموا له طعاما سيئا ومنعوا عنه الأطباء والمحامين وحتى التواصل مع الأهل، منعوه من أبسط حقوقه الإنسانية، فقد كان الهدف قتله بالبطيء».
وكان النائب العام المصري نبيل صادق ذكر في بيان أنّ «النيابة العامة أخطرت بوفاة مرسي أثناء حضوره جلسة» محاكمته في القضية المتهم فيها بالتخابر مع قوى أجنبية. وأوضح أن مرسي الذي يعدّ أول رئيس منتخب ديمقراطياً في مصر، طلب الكلمة أثناء الجلسة وتحدث بالفعل «لمدة خمس دقائق وعقب انتهائه من كلمته رفعت المحكمة الجلسة للمداولة».
وأضاف البيان أنه أثناء وجود مرسي وباقي المتهمين «في القفص سقط مغشياً عليه ونقل على الفور إلى المستشفى حيث تبيّنت وفاته». وأكد البيان أنّ مرسي «وصل متوفياً إلى المستشفى في تمام الساعة الرابعة وخمسين دقيقة
بعيد منتصف الليل أكد التلفزيون المصري الرسمي أن محمد مرسي توفي نتيجة «سكتة قلبية». وعندما توفي، كان مرسي يحضر جلسة محاكمة في القضية التي يواجه فيها اتّهامات بـ»التخابر مع قوى أجنبية» من بينها حماس وقطر. وقد صدر بحقّه حكم بالسجن المؤبّد في المحاكمة الأولى في حزيران 2015 إلا أن محكمة النقض ألغت الحكم وأمرت باعادة المحاكمة.
ويعد مرسي، الذي تولى الرئاسة في العام 2012 بعد أكثر من عام من الثورة التي أطاحت سلفه حسني مبارك، أول رئيس انتخب ديمقراطيا في مصر. وأطاح الجيش في الثالث من تموز 2013 مرسي عقب تظاهرات ضخمة طالبت برحيله، وتم احتجازه ثم أحيل إلى المحاكمة في قضايا عدة.
وألغت محكمة النقض في تشرين الثاني 2016 حكما بإعدامه في قضية أخرى تعرف «بالهروب من السجن» وقررت إعادة محاكمته.
وأطلقت عملية الإطاحة بمرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين حملة قمع واسعة قتل فيها مئات من أنصاره ومثلت ضربة موجعة للجماعة.
ومرسي ليس أول قيادي في جماعة الإخوان المسلمين يموت في السجن، إذ توفي المرشد السابق للجماعة مهدي عاكف في أيلول 2017، وفريد إسماعيل القيادي بالجماعة ووكيل لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان في أيار 2015.