بغداد ـ كوكب السياب:
ما زال “علاوي أبو الگص” يعاني من حروق ورضوض في جسده، بسبب تفجير وقع قبل أسابيع في سوق مريدي بمدينة الصدر.
يقول علي جبار، “علاوي أبو الگص”، “إن سيارة ملغمة كانت مركونة على جانب الطريق بالقرب من سوق مريدي المزدحم في مدينة الصدر انفجرت مما ادى الى مقتل 10 مدنيين وجرح 32 اخرين بينهم نساء واطفال”. ويضيف، “كنت أنا من ضمن من تعرض إلى إصابات بليغة في جسدي”.
ومضى إلى القول، “هرعت سيارات الاسعاف وسيارات “الواز” المتواجدة في المنطقة ذاتها لنقل المصابين الى مستشفى الصدر ومستشفى الامام علي القريب من موقع التفجير”.
ومع تلك الآلام التي يعاني منها الشاب ذو (29 عاماً)، غير أنه يحرص على المجيء إلى “الجزرة الوسطية” التي تفجرت بقربها السيارة الملغمّة، والتي تسببت بما يعاني منه اليوم.
يأتي هذا الشاب برفقة مجموعة من الأصدقاء، من المنطقة نفسها، ومنهم “ضياء أبو الموطا” الذي تهدمت واجهة محله بأكملها، فضلاً عن الاضرار الجسيمة التي تعرضت لها سيارته المركونة بالقرب من موقع التفجير، إلى هذا المكان لقضاء بعض الأوقات المعتاد عليها في شهر رمضان، وممارسة لعبة “المحيبس” المحببة لديهم.
وعلى الرغم من أن المكان هذا تعرض إلى أضرار أيضاً، لكنه مازال جميلاً بوصفهم، ومازالت صورة “الشهداء” شاخصة إلى الآن فيه، والشهداء هم ثلاثة شبان رفقاء، سقطوا في في تفجير إرهابي شهدته العاصمة بغداد في العام 2008.
وعن لعبة المحيبس، يقول علي، إنها “اللعبة المحببة لدى العراقيين في شهر رمضان الفضيل، وإن هناك من يقيم بطولات كبرى، تشترك فيها مجموعة من الفرق من مناطق شتى من العراق، تتنافس بقوة على الفوز بلقبها”.
ويضيف، أن “ربما تختلف لعبة المحيبس عن بقية الألعاب الأخرى، ذلك أنها تعتمد على التركيز والحدس وقوة العين في التميّز لمن يُخفي الخاتم او المحبس، وهذا ما يُميزها عن الألعاب الأخرى”.
ووضح، إن “لدينا فريقاً كان ينافس على البطولات التي تنظّم في الكاظمية والشعلة ومدينة الصدر، لكن الأوضاع الأمنية الحالية لم تسعفنا في التنظيم أو المشاركة في هذه البطولات، واقتصر تجمعنا هنا في هذا المكان وممارسة اللعبة مع بعض الأصدقاء من المنطقة ذاتها”.
جدير بالذكر، إن لعبة المحيبس لعبة تراثية، تتصدر الطقوس الرمضانية في الشارع العراقي الشعبي بشكل لافت للنظر وتستهوي آلاف العراقيين من لاعبين ومشجعين، وتمارس في الأحياء والمقاهي الشعبية منذ مئات السنين.
وقد أشتهرت في أقدم المحلات البغدادية القديمة كالكاظمية والأعظمية والجعيفر والرحمانية فتقام مباريات بين أبناء المنطقة الواحدة، وبين المناطق المتجاورة مثل المباريات التي تقام كل عام بين منطقة الكاظمية ومنطقة الأعظمية.
ومن طقوس هذه اللعبة أن يتناول الفريقان والجمهور بعد انتهائها بعض الحلويات العراقية المعروفـة بـ(الزلابية والبقلاوة) التي يتحمل ثمنها الفريق الخاسر.