عصر العولمة الذي نعيش فيه يقدم لنا المعرفة ويكسر من امامنا الحواجز بفضل التكنولوجيا المتطورة ، فهو يقدم لنا التوجيه والثقافة من ناحية ، وينقل لنا المعلومات العلمية والادبية والاجتماعية والسياسية التي تدور حولنا وما يحدث حول العالم من ناحية اخرى .
ان الاهداف التي تسعى اليها وسائل الاعلام هي التأثير في الآراء والأفكار من خلال تشكيل البناء الادراكى والمعرفي للفرد والمجتمع تجاه العديد من القضايا والقدرة على تحليلها واستيعابها ، لنجد بأن وسائل الاعلام قادرة على تغيير سلوكيات الافراد وأنماط المجتمع.
الانترنت اسهم بايصال المعلومة بنحو اسرع ، ولكننا احيانا نجدها منقوصة واخرى تكون رديئة مما يتناقض مع الواقع ويسبب انحرافا للصورة مما يؤثر على البنية الاعلامية التي تمارس من خلالها وظيفة الالهاء ، والعتب عندها يعود على ثقافة الفرد الذي يقوم بتصديق الخبر ونقله من دون التأكد من صحته لعدم قدرته على استيعاب الامور وكل ما يدور حوله.
فنجد بأن التلوث الاعلامي يسهم بصورة غير مباشرة بتشويش وتضليل وتعتيم على الحقائق التي تسهم في تدمير العقول من دون اي رقيب او حسيب وهذا ما يشعرنا بالخوف حول مستقبل الاجيال وخاصة عندما تتعلق الامور بالجوانب الاخلاقية والادبية التي تبثها شاشات التلفزة لا سيما الفضائية منها.
هناك بعض وسائل البث تسعى لتزوير الحقائق واخفائها، بتحوّيل الحق الى باطل ، ومن خلال تعتيم اعلامي بالكامل وذلك بتكرير الاخبار الكاذبة لكي تصبح مع الوقت راسخة في العقل كحقيقة ثابتة ، احيانا» تكون متعمدة لدّس السموم وتشويه الخبر.
يؤكد بعض علماء الاعلام أن عددا» كبيرا» من الدول والانظمة السياسة تسعى للهيمنة على وسائل الاعلام لتبث من خلالها أفكارا واتجاهات بغرض التأثير على الجمهور لصالح النظام السياسى ، مما يضلل تفكير الافراد ويوجههم لصالح الدولة أو النظام ، من هنا تبدأ وظيفة الفرد بالوعي والقدرة على ترجمة الاحداث ومعرفة ما إذا كان الاعلام يعبر عن واقع فعلي يعيشه المواطن ويعبر عن قضاياه الأساسية من خلال ايجاد حلول لأموره المعيشية ، وتوعيتة للارتقاء والوصول الى الحرية والمساواة ، وبناء أنماط فكرية اجتماعية لتحقيق التطور والتقدم الذي يرفع من مستوى البلاد.
ان المؤسسة الإعلامية أمانة ومسؤولية من حيث تأثيرها على البنية الاجتماعية وذلك من خلال ما تقدمه من توجيه لشبابنا في القضايا الحياتية الصحيحة والأمور المصيرية لما يعود بالخير والنفع على مجتمعاتنا وسط عالم يمر بالمتغيرات.
*كاتبة لبنانية
ايمان عبد الملك