المدينة العراقية المعروفة بتنوعها الديني
الموصل – وكالات :
وسط جدران مايزال بعضها مدمرة وانقاض كثيرة ، يبدأ وسام غانم يوماً رتيباً لبيع الفودكا والوسكي في بلدته بعشيقة التي دمرها الارهابيون الدواعش عندما سيطروا عليها في حزيران عام 2014.
والان تحاول هذا المدينة ان تنفض الغبار وتنهض من جديد مستبشرة بغداً أفضل بعد ان استعادت القوات العراقية المدينة من جرذان داعش .
تقع بعشيقة على بعد 20 كلم شمال شرق الموصل , وقد عرفت بتنوعها الاثني والديني كما انها شهيرة بانتاج الكحول. ويعد انتاج العرق بطعم اليانسون من ابرز منتجاتها.
وقال غانم بينما كان في محله الضيق مرتدياً السروال الفضفاض التقليدي ان «اربعون عائلة فقط عادت، والخدمات ماتزال غير متوفرة .
وغانم هو احد ابناء الاقلية الايزيدية التي كانت تشكل الغالبية في بعشيقة قبل اجتياح تنظيم داعش الارهاربي .
وقد ارتكب الارهابيون الدواعش بحق الايزيديين أبشع الجرائم وصفتها الامم المتحدة بانها ابادة جماعية.
ولم يتردد غانم وعائلته الذين نزحوا لاكثر من عامين بالعودة الى بعشيقة بعد ان تمكنت قوات العراقية من الحاق الهزيمة بتنظيم داعش الارهابي واستعادة السيطرة على البلدة.
وتابع غانم قوله : ان عناصر «داعش احرقوا محلي، ونهبوا بيتي وازالوا جميع العلامات التجارية للكحول من واجهات المتجر باسم الدين الذي يزعمون به «.
واضاف «لكن عندما عدنا عثرنا على زجاجات كحول فتحت حديثاً في منازلنا، وكذلك علب سجائر مفتوحة واعقاب سجائر, اللارهابيون الدواعش حيث كانوا يدخنون ويحتسون الخمر».
هذا وعلى بعد بضع مئات من الامتار عن محل غانم، يدير باسم عبد المحمود محلًا تجارياً يحوي المواد الاساسية.
ويقول ان «مبيعات المشروبات الروحية تشكل 50 بالمئة» من تجارته.
ويفتح عبدالمحمود محله من الساعة الثامنة صباحًا حتى الثامنة مساءً، برغم ندرة الزبائن والطقس البارد ما يحيل عودته الى مسقط رأسه اكثر صعوبة.
بدوره، يقول جلال خليل وهو ابن عم غانم، « ، عناصر داعش فخخوا منازلنا وفجروا اماكن العبادة. وجدران البلدة ما زالت مغطاة بعبارات تمجد دولتهم الارهابية «
وقد فر سكان بلدة بعشيقة عندما استولى تنظيم داعش عليها عند استعمالهم اسلحة ثقيلة لم تبق الكثير من المباني على حالها.
وتمت ازالة المنازل المدمرة وتم تكديس الركام بنحو مرتب على جانبي الشارع.
من جانبه، يقول مراد خيري وهو طالب هندسة معمارية، «نحن من بعشيقة، لكننا ما نزال في بلدة مجاورة حيث حصلنا على مأوى».
واضاف وعلى وجهه ابتسامة كبيرة بينما كان يقوم بطلاء عبارات تنظيم داعش الارهاربي على الجدران باللون الابيض « انا مع مجموعة من الاصدقاء كل جمعة نأتي للاعتناء ببلدتنا منذ ان حررت من دنس الارهارب «.
وبعد منتصف الظهر، بدأت أول مجموعة من الزبائن تصل الى محل غانم.
ويستغرب غانم من وجود تقويم ترويجي يعود لعام 2011، لاحد العلامات التجارية الاوروبية الكبرى لصناعة البيرة ويحمل كذلك صوراً لعارضات يرتدين البكيني ,الا ان داعش لم تقم بأزالته برغم من سيطرتها على المحل مما يعني انهم كانوا مرتزقه لا دين لهم .