المسامحة صدقة أيضاً بحق نفسك والآخرين

أحلام يوسف
معروف اننا في حال تعرضنا لوعكة صحية، نبحث عن وسيلة للشفاء منها والعودة الى حالتنا الطبيعية المتوازنة.
عملية الشفاء ليست حصرا على الصحة الجسدية، بل ان الصحة النفسية اهم وأخطر، وبالتالي فالأجدى ان نصب اهتمامنا ونركز عليها أكثر بوسائل عدة.
ان تشفي نفسك من بعض الحالات مثل الحزن والالم والاحساس بالعجز، والإحساس بالرغبة في الانتقام من أحد ما، الى آخره من المشاعر والاحاسيس التي يمكن ان تؤثر على صحتنا النفسية سلبا، وبالضرورة ستنجر صحتنا الجسدية الى هاوية العلة.
منار مشني الباحثة بعلم النفس تقول ان الابتسامة اهم وأسهل طريقة للشفاء، إضافة الى مبدأ التسامح، ان نسير على وفق هذا النهج، نسامح وان غضبنا بسبب فعل معين، نبتسم وان أحزننا موقف معين، تلك الطريقة ليست صعبة بل تحتاج الى قرار منا، علينا ان نبسط وجهنا للآخرين، فالكلمة الطيبة ليست صدقة فحسب بل هي دليل على قوتك، فان تبادر بالكلمة الطيبة مع من اساء اليك فإنك بذا اثبت أنك أفضل واقوى منه.
من منا يستطيع ان يسير على وفق نهج التسامح مع من اساء اليه بشكل او بشكل اخر؟ وبالمقابل ماهي الصعوبة في ذلك؟ تقول زاهرة الالوسي أستاذة متقاعدة: المسامحة لا يستطيعها الى ذوي القلوب الطيبة والشفافة، وهي حالة يمكن ان تقلب المعادلات رأسا على عقب، فانا التي اتحدث اليك كنت اسيء معاملتي لزوجة ابني في بداية زواجهما، لكنها كانت رائعة معي، كنت منزعجة من عشق ابني لها المبالغ به، لكني فيما بعد وجدته محقا بمحبته وان كانت مبالغة، كانت ترد كل إساءة مني بمسامحة عن طيب خاطر، الى ان استطاعت ان تؤدبني، نعم لقد ادبتني وعلمتني ان الكبير هو المسامح وليس من يتفوق عمرا، والكريم هو المسامح، وليس من يبذخ المال.
كثيرا من احزاننا لو أمعنا النظر داخلنا لوجدنا ان التخلص منها ونفض غبارها لا يحتاج منا سوى المسامحة، مسامحة من اساء الينا، مسامحة من اغضبنا بردة فعل او فعل لم يعجبنا او انه جاء خلافا لتوقعاتنا، التسامح للآخرين وللنفس أيضا، فان كنت انوي المصالحة فيجب ان ابدأ مع نفسي، اصالحها واسامحها واعدها ان لا اكرر فعل الخطأ او الشر الذي اغضبني منها.
تبدأ السعادة والراحة والسكينة عندما نحصي ما استطعنا الوصول اليه، ونحصي النعم التي نمتلكها بدلا عن النعم التي ما زلنا نجاهد للوصول اليها.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة