عامر القيسي
في قمة الازمة العراقية بمستوياتها الحالية تبدو المواقف أكثر تيهانا من الازمة نفسها ..
على المستوى الداخلي تنوعت المطالبات من حكومة انقاذ الى حالة طوارئ الى الجيوش الرديفة مرورا بفرض الصمت الاعلامي حتى انقشاع غيوم الازمة ، اذا كتب لها ان تنقشع باقل الخسائر!
على المستوى الدولي فان روسيا تبدو اكثر من قال الحقيقة عندما اعلن وزير خارجيتها لافروف “ان ما يحصل في العراق هو نتيجة السياسة الاميركية الخاطئة في العراق” ولا خلاف في ذلك مع الروس، لكنه ليس موقفا مما يجري الآن في العراق، لان حديث الروس كما مثلنا الشعبي “عرب وين طنبوره وين”..
المواقف العربية والاوروبية متوقعة ومعروفة وهي تائهة في عالم الا نشاء وبيع الكلام في حارة الثرثارين ، الموقف الواضح هو رفض اي تدخل عسكري في الازمة ..
الموقف الاميركي يتحدث مرّة عن “وضع مائع” وعن “خيارات مفتوحة” و” العمل العسكري السريع” و “اخطاء المالكي في الحكم ” ..
وكلّها خيارات مائعة خصوصا وان القرار الاميركي ينبغي ان يمر بسلسلة مراجع دستورية، والوضع العراقي من وجهة نظر اميركية خارج دائرة الأوضاع الطارئة التي يستعمل فيها الرئيس الاميركي صلاحياته الاستثنائية في حالات الطوارئ ..
لاخيار واقعي امامنا الا انفسنا ، ومن يراهن على قوات اميركية يمنح الجميع مشروعية رفع السلاح ونعود للقصة القديمة عن مقاومة شريفة واخرى غير شريقة وتختلط الامور بتداخل الارهابي مع غيره ، وتدخل الازمة الخانقة في خانق جديد لها ..
بيدنا وحدنا امكانيات فعلية وحقيقية لحل وحلحلة الازمة برغم خطورتها وانفتاحها على خيارات صعبة ومؤلمة كالحرب الاهلية والتقسيم وتشظي البلاد، وهي امكانية تحتاج الى تبديل اسلوب وطريقة التعامل مع الازمة وعدم تكرار الاخطاء في اعتبار المعركة عسكرية، فاعادة تنظيم الوضع العسكري الحكومي يمكن ان يعيد المحافظات التي سقطت بيد داعش وغيرها من التنظيمات المسلحة، لكنه لن يكون قادرا على ان يعيد انتاج الحالة في اي لحظة ما دام جذرها في الارض من دون حلول تقلعه وتحول دون اعادة انتاح مثل هذه الازمة ..
نقولها صراحة ان الطبقة السياسية الحالية الحاكمة والمتنفذة والسيد المالكي بوصفه رئيسا للوزراء واكثرالمتنفذين حكوميا ،تتحمل المسؤولية الكاملة عن تيهان العراق وضياعه وسط خلافاتهم وركوبهم الجياد العالية وممارساتهم للي الاذرع والارادات..
ربما نكرر بعض الاقكار لكننا نعتقد ان التذكيرمهم والاعادة فيها افادة حتى تتفتح العقول ليس على المصالحح وانما على الاخطار المحدقة في العراق..
الاغاني والهوسات ما صنعت نصرا ..
والعناد السياسي ما خلق سياسيا محترما ولا محترفا ..
والتطوع الاعمى الذي يزيد التأزم الطائفي ويوتره ليس الا اغراقا في الازمة ..
افكار الانقاذ كثيرة ومتوافرة لكنها تحتاج الى سياسيين يتعاملون معها ، وارادات سياسية حقيقية، ونمط من الرجال يخشى ان يسجل تأريخهم انهم كانوا سببا في اغراق البلاد بالدم وتقسيمها الى دويلات منبوذة !!