زين الدين زيدان.. “عبقري” أبكى بلاد العباقرة مرتين

دبي ـ وكالات:

في المباراة النهائية لمونديال ،1998 كانت البرازيل حاملة اللقب وبقيادة رونالدو تتصور أنها ضامنة الفوز باللقب على حساب فرنسا التي لم يسبق لها حتى ذلك التاريخ رفع الكأس الغالية . ولكنها تلقت درساً في فنون اللعبة وخسارة مذلة (صفر-3) بفضل ثنائية بالرأس لزيدان . كانت الخسارة الثانية للبرازيل في نهائي العرس القاري بعد انتكاسة ماراكانا عام 1950 أمام الأوروغواي .

وفي الدور ربع النهائي لمونديال 2006 مرة أخرى التقت البرازيل حاملة اللقب مع فرنسا، وصبت الترشيحات في مصلحة السيليساو ونجومه رونالدو وكاكا وجونينيو وغيرهم . للثأر من المنتخب الفرنسي وزيدان الذي كان في ختام مسيرته الكروية، حتى أن صحيفة برازيلية نشرت كاريكاتوراً لزيدان مشيراً إلى صناديق التقاعد، النتيجة: فازت فرنسا 1-صفر سجله تييري هنري، إثر تمريرة حاسمة من زيدان الذي خاض بالمناسبة إحدى أفضل المباريات في مسيرته الاحترافية .

وكتب وقتها أحد المعلقين الرياضيين الأكثر احتراماً في البرازيل جوكا كفوري غداة الخسارة: “اعتبر نفسي سعيداً كوني أحد الشهود في الملعب على أحد افضل العروض الفردية في التاريخ للاعب عبقري”، في إشارة إلى زيدان .

بيليه، رونالدو، روبرتو كارلوس والبرازيل بأكملها التي عرفت دائماً بنجومها العباقرة لم تبخل بالإشادة بزيدان، في حديث للفيفا، أعرب زيدان عن تأثره بمديح زاغالو (بطل العالم كلاعب ومدرب مع البرازيل ومديرها الفني عام 1998)، “عندما قال لي: إذا كان يتعين علينا اختيار لاعب من خارج البرازيل للدفاع عن ألوان المنتخب، فسأختارك” .

لأن زيدان لا يفرض احترامه فقط من خلال انتصاراته، ولكن أيضاً وعلى الأرجح بالخصوص لموهبته الفنية وأسلوب اللعب الذي يضعه البرازيليون دائماً أهم من النتائج .

ويطلق لقب “زيدان”، الذي ينطق البرازيليون اسمه ب”زيداني”، في الساحات العامة، يعني أن تكون “ساحراً”، للدلالة على موهبة هذا اللاعب أو ذاك .

وزيدان نفسه اعترف في حديثه للفيفا بأنه “استوحى” و”أشبع” باللمسات الفنية للاعبين البرازيليين، عندما كان يلعب كرة القدم في الصغر: “عندما كنت صغيراً، وعندما كنت ألعب مع رفاقي في الحارة، كنا ننظم كؤوس عالم وهمية، ما المنتخب الذي كنا نرغب في تمثيله كل مرة؟ البرازيل”، مشيراً إلى أنه قدم دائماً مباريات ناجحة ضد البرازيل .

وقال: “أمام البرازيل، نجحت دائماً في رفع مستوى أسلوب لعبي وزملائي أيضاً . في كل مرة واجهنا السيليساو، كنا نعرف بأننا قادرون على فعل كل شيء . لم نكن أبداً مرشحين، وفي مثل هذه الحالات دائماً نحقق أفضل الأشياء” . وأكد النجم الفرنسي أنه على الرغم من ذلك يحظى باستقبال جيد دائماً في البرازيل، وقال “لم أشعر أبداً بأنهم يرغبون النيل مني . كلما جئت إلى هنا، يعطيني الأشخاض انطباعاً بإعجابهم الكبير بما قدمته أمام منتخب بلادهم، في الوقت الذي كنا نفكر في أننا سنستقبل بالضرب بالحجارة” .

ولكن البرازيليين يعرفون أيضاً لعب دور النكتة . وهكذا، وفي دعاية نشرت مؤخراً في البرازيل، نرى رجلاً يحلق لحيته عند حلاق برازيلي، ولحظة الدفع، اكتشف الحلاق من بطاقة الائتمان أن الزبون هو باولو روسي صاحب الثلاثية “هاتريك” التي أقصت المنتخب الرائع للسيليساو (زيكو، سقراطيس، جونيور، فالكاو . . .) عام 1982 . وبعدما تذكر الخسارة المؤلمة التي كانت بمثابة فشل اللعب الجميل أمام الواقعية، رأى الحلاق أن زبوناً آخر يدخل محله: زين الدين زيدان.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة