التغيير في حياتنا شجاعة لا نتنازل عنها

أحلام يوسف
تقول الروائية الإنجليزية جورج اليوت، “ليس هناك أي وقت متأخر لبداية تحقيق ما تريده، ابدأ من أي نقطة”.
تحاكي هذه المقولة احدى قواعد العشق الاربعون التي دعا اليها الصوفي الزاهد شمس التبريزي والتي يقول فيها:
ليس من المتأخر مطلقًا أن تسأل نفسك، هل أنا مستعد لتغيير الحياة التي أحياها؟ هل أنا مستعد لتغيير نفسي من الداخل؟ وحتى ولو كان قد تبقى من حياتك يوما واحدا يشبه اليوم الذي سبقه، ففي كل لحظة ومع كل نفس جديد، يجب على المرء أن يتجدد ويتجدد ثانية.
تلك الدعوات الى فعل شيء جديد في حياتنا، والاقدام على ما نريد من دون خوف غير مبرر، تحتاج الى شجاعة وثقة بالنفس، كم منا فكر بتغيير حياته، او النمط الذي يعيش عليه، وما الحاجز الذي يمنعنا من تغيير، نطمح اليه ونحلم به؟
حسن الجبوري الباحث في علم الاجتماع يقول: لا شيء يمنع من الاقدام على تغيير حياتنا، الا عامل الخوف، هناك بعض الأشخاص يخشون التغيير لأنهم يخافون المجهول، واي تغيير في حياتهم حتى ولو كان بشيء بسيط لا يقدمون عليه، هؤلاء يؤثرون الروتين وتجدينهم مستسلمين له بنحو تام، لأنهم يفضلون القيام بما اعتادوا عليه، ولو كان مملا، لأنهم يجدون سلامهم فيه.
هل يمكن لاحد ان يخاف المجهول الى هذه الدرجة؟ كيف يمكن ان نخلصهم من هذا الإحساس؟ وهل الموضوع يتعلق بعامل نفسي مضطرب ام انه مجرد خوف طبيعي تعززه بعض الظروف؟
تقول عشتار مشني الباحثة بعلم النفس والمقيمة في هولندا: كل شيء يزيد عن الحد الطبيعي يعد اضطرابا نفسيا، من يخاف التغيير للدرجة التي تجعله يحب الروتين، لديه اضطراب نفسي لكن بدرجة بسيطة، لان الانسان بطبيعته ملول، يبحث عن أي جديد، عن أي تغيير يمكن ان يقوم به، ولو سألت أي شخص عن طبيعة حياته سيجيبك بانزعاج انه الملل والروتين الذي لا يعرف كيف يقضي عليه! طبعا شرط ان لا يعاني الفاقة لان هؤلاء مشكلاتهم أكبر وأعمق.
طرحنا السؤال على أحد الأشخاص الدكتور أكرم الجنابي، هل يطمح الى تغيير حياته وما الذي يمكن ان يقف حائلا بينه وبين تحقيق ارادته؟ فذكر ان موضوع التغيير يتعلق بأمور عدة، لأني يمكن ان اغير من طباعي، وصفاتي التي اجدها سيئة، وهذا التغيير بالضرورة سيؤثر على حياتي بنحو عام، يمكن أيضا ان أفكر واخطط لتغيير نمط حياتي، لكن ذلك يحتاج الى الاخذ بعين الاعتبار حالتي الاجتماعية ان كنت مسؤولا عن عائلة، ام حرا.
بعض التغييرات في حياتنا لا تحتاج منا سوى قرار، واتخاذ القرار يحتاج الى وعي وإدراك نتائجه وتأثيرها على حياتنا، حتى وان كنا مترددين بشأن الموضوع، فيمكن ان نستعين بصديق او فرد من العائلة ليساعدنا باختيار القرار الصحيح، وقد نلهمه بفكرة التغيير هو أيضا.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة