حمامات ياكو الباسلة

شوقي كريم حسن

ليس من الحكمة بشيء ،ان تنظر الى السماء بكل سعتها وموجوداتها المتناثرة بانتظام مدهش، فلا تجد غير سحب تهشها رياح مدوية تدور باحثة عن استقرار المحال ، فراغات خالية من المعاني الموحية بالابتهاج،السماء امتداد يوحي بالعظمة والادهاش ،لكنه لايمنح غير غبار الاسئلة الحائرة التي تلوث العقول بالمستحيل، اعلان العجز المصحوب بالريبة والتكاسل.. السماء غطاء اوهام وسفالات،ومركب ضياع مدحور كلما حاولت التقرب منه، الامواج الى خوالي الابتعاد ،دون ان يترك اثراً يمكن الاستدلال اليه…السماء حكاية ليل طويلة اطعمتنا هواجس وخيالات..وتجوال لايقر بالانتهاء،مصحوباً بضحكات رغباتنا المرة،وانيننا الملتاث برغبة الاستحواذ..
نمسك خلوتنا المستباحة بفرح طاغ.. نرسمه بعفوية وامتنان..
السماء، أغنية حنجرة عاشقة ،تحاول تمزيق ستائر الليل الكثيفة،من اجل الوصول الى ماتروم وصوله
«ياليل ،صدك ما اطخلك رأس واشكيلك حزن» كلما تجرأت حماقتي المعلنة والمعتادة التي تسميها زوجتي الفطنة الكثيرة التشكي ،( بمزح سذاجتي التافهة)،ورفعت رأسي المغبر المليء بالغيظ والانكسار، مراقباً حركاته المسرحية الموحية بالفطنة والغرابة،رأيته يشير اليَّ امراً بطرف اصبعه المبتور، بإن غض الطرف ،والابقاء على رقبتي مططئة، تَحسبُ بتخاذلٍ وقح ذرات التراب النافرة،المغطاة ببقايا روث الابقار والجياد، وذروق الدجاج، والاشياء المتروكة منذ ازمنة مهجورة الاتصال ،ثمة تمثالان رخاميان شديدا السواد لانثى تتشح بغطاء رأس زهري موشى بزهور الاقحوان ،ورجل ابله شديد الاضطراب يرتدي قبعة دائرية تميل الى يمين عينيه //المشهد محفور بعمق ذاكرة الخطيئة..تكرره كلما شعرت. بالحاجة اليه ،يقف قبالتها مرتجف الاوصال،تجلده سياط توحشه ونذالات احلامة الغارقة بانهار دم،تنظره بعينين خضراوين،شديدتي القتامة، لائمة وقاحته المتمادية ،.
هي/ما كان عليك الانتظار اللحظات سيف تجرده عن غمده ساعة يحتاج الحال اليه.
هو/ويل نفسي التي ملت اللوم وماعادت تعرف مالذي تريد ومالاتريد..لشدما شعرت بالضجر ..الارتماء في احضان الخديعة خيانة روح..
هي/ كان عليك الاختيار،،عرش وجمجمة
وسيف ،، قوائم لعبة عذراء ..لاتقبل سوى رهان مضمخ بعطور الفجيعة..
هو/ اتعرفين سيدتي معنى ان يكون رجلاً مثلي مرتدياً ثياب الخيانة..
هي/أنت من اخترت الدرب الذي اخذتني اليه..عرش سورته مطامح رضاك!!
هو/ مذ كان صباي يمر امام هذا القصر كتوم الحكايات والاحلام.. تشرئب رقبتي الى حيث العرش،،، متابعة كبريائه وزهوه.. صباي المشاكس اختار الطريق اليه،
هي/ماكنت لتصل لولا وجودي الذي ارتمى عند طموحات وجودك/›
الرؤيا لم تعد صالحة لمراميه ،اغمض عينيه سليلتي الاحزان، محاولاً تجاوز بلواه لكن روحه المشاكسة اجهشت بعويل اثار فضول المارة، فجاءوا اليه متوسلين صمته/ هو/ النسيان قحط الارواح واداة تعذيبها ..لاخلاص مادامت خطواتي ترى كل المآسي بوضوح ودقة،،من اين يأتي النسيان والدم المراق يصرخ طالباً ثاره..
هي/ليتك تكف عن وساوسك هذه.. لادم مراق،،ولا ثأر يطلب!!
هو/ ليتني استطيع الامساك بيقينك هذا.. احلامي مستباحة واثامي انتظار يتبدد..كلما رأيته ملوحاً صوبي،،غمرتني كدرة الانتظار..
الاب/مالذي تنتظر،،وانت ترى روحي معلقة بين فراغين من الم وخوف.
هي/ صبي وقح مهذار..لاتجيد غير تشييد حصون محكمة من الاكاذيب
غاياتك حطام..وحضورك لامعنى!!
اشعر معه مذ كنا صغار تلاعبنا جنيات البحر، بالالفة والاستكانة،رغم قسوته الشديدة الوطأة على من يقترب منه،سنواتنا مرت بعسر ممزوج بالقلق ،تعثرت بنا مثل عجوز كسيحة تاركة اثارها فوق ظهورنا الاخذة بالانحناء،لكنه دوماً،لايكترث لالام مصاحبيه، ولا الى استغاثاتهم الفجة
مادامت الحياة مستمرة على قبحها،رافضة الاذعان للجمال،كما يقول،،شدته لحظات اكتشافه لاثامها الفاضحة ،تمسك بذيالها متوسلاً البقاء.يجالس وحدته راسماً بدقة فنان ماهر،الدروب والازقة والامكنة التي توجب عليه ارتيادها، يهمس لذاته الملطخة برذاذ الوجع والرذيلة/ماكان عليها فعل ذلك..دورب الخطيئة مشينة /وركوب جيادها الجامحة فعلة وقاحة./.لايجب ان تمزق رايات الفضيلة وتداس / .
—٢—
( الانكماش داخل رحم الفجيعة المحاط بالاقاويل والشاذ من الحكايات التي تحاول الهروب من الخيال لتصنع امجاداً من الاكاذيب ،واتخاذ الهذيانات الحافرة لبقايا مدافن الوقاحات ملاذات تستتر خلفها مجاميع من السائلين لكيفيات ما يكون عليه الخلاص، لن توصل لغير التأمل الشديد القتامة، والقسوة،.لعبة ماكرة بين مهرج مجبول على صنع التفاهات،وملك لايجيد سوى القبض بكل ما يستطيع من قوة على مقبض عرشه،.
—-مالذي تبقى سوى هذا الهشيم الطاعن بالخراب.. وهل يمكن لهذه البقايا اعادة تكوين ماتدمر داخل نفس تسربلت ثياب العجز والهزيمة..وامنت بكل مامتوفر ان الخنوع وطأطأة الرقاب،والتصفيق ،هي اهم طرق السلامة والنجاة والحفاظ على مابين الرأس والرقبة،.يدور السؤال داخل دوارق الافئدة الدائخة بالبحث الفائق الاستحالة بين انقاض الحيرة وركام الانتظارات، يجلس غير مكترث لتوهجات اوجاعه،المتصاعدة مثل لهب كانون،محاولا قدر مايستطيع الامساك بجوامح متخيلاته التي لاتقبل الترويض،يروح مجتازاً اسيجة لهوهه باحثاً عن طريق يضعه عند مشارف الحقيقة/أيها الليل السادر في غيه ،معناي خديعة ،/وحضوري اثم../ماكان يجب عليَّ اتباع حمائم فوضاي/لاشيء يحقق معاني الاشي/وحدي تائه منسي بين جدران عالية صماء/، واصوات طبول تقرع/هي لحظات النهاية ..ام بدايات نهايتي؟/
الاجابات كسيحة،لاتقدر على فهم مايجول بخاطري ،من اثامٍ ،وينابيع مياه حمراء ، حاولت مراراً التخلص من وجعي وانهياري،
لكن الايادي السود تسحبني بعنف لترمي بي الى قاع الاحتراق،
— مالذي جنيت غير بلواك الخادعة؟!!
— ليتني اعرف عن اي بلوى تتحدث واي خديعة ،،الكثر عمى بصيرتي..احالني الى شبح يلهث وراء سراب..دلني ان رأيت غير الذي ارى؟!!
— وعرة دورب مباحثك وصعبة الاجتياز..عد لاجدوى من اللهاث خلف وهم!!
—- اتسمي بحثي عن الحقيقة وهماً..من اين جاءتك تلك التسمية الضارة والعديمة القيمة.. اناي تعرف مالا تعرف انت!!
—الخيانة ارث يتبع خطى الانسان مذ جاء يبحث عن سر وجوده..عد لتحفظ ما بقي من احلام قد تحتاجها يوماً؟!!
— مرة انصتُ الى عراف حاذق يمسك بعصا الرب ..يقول ان القتلة يخافون الاحلام.. ومن اجل هذا يهربون من وسائد الاسرة بعيداً.. القتلة لايرون غير رقاب تشغب انهار دم..!!
— قصص لاغير،،ليتك تكف عن ترديدها ولو لبعض وقت؟!
—ليتني اقدر على تنفيذ ما ترغب،،،دلني على درب اسلكه من اجل خلاصي..!!

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة