نحن والكلاسيكو الإسباني

خلال تاريخها الطويل وحتى يومنا هذا كانت الكرة الأوروبية ومازالت زعيمة الملاعب العالمية ،وجاء هذا التفرد والتفوق بسبب عراقة انديتها ودورياتها وبطولاتها على صعيد الاندية والمنتخبات الوطنية ،هذا التميز أسال لعاب نجوم الكرة من خارج القارة العجوز للتسابق وكسب فرصة الاحتراف واللعب في احد الاندية الاوروبية بل تعدى الامر ووصل حد تجنس بعض هؤلاء النجوم بالجنسية الاوروبية .
وتقف دوريات الكرة في إسبانيا وإنجلترا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا بالاضافة لهولندا في مقدمة دوريات القارة الاوربية ،وبرغم عراقة وتاريخ الكرة الانكليزية الطويل وسيطرة انديتها على ملاعب اوربا بجانب المانيا وايطاليا وهولندا خلال القرن الماضي الا ان القرن الحالي شهد تنامي قوة الكرة الإسبانية وتزعمها للكرة الأوربية والعالمية بعد ان سحبت البساط من تحت نظيراتها الاوربية بفضل انديتها الكروية وعلى رأسها العملاقين الكبيرين ريال مدريد وبرشلونة اللذان خطفا انظار العالم بما يقدمانه من كرة جميلة ،مثيرة ويضمان خيرة نجوم الكرة في إسبانيا والعالم وكسبا جمهورا عالميا كبيرا قياسا بالاندية الاخرى وسيطرا على اعلى نسب المشاهدة في مباريات كرة القدم ويكفي ان نذكر ان المباراة التي جرت في شهر نيسان العام الماضي وصل عدد متابعيها إلى 650 مليون مشاهد من جميع انحاء العالم لنؤكد ذلك كذلك يستقطب الناديان خيرة المدربين في العالم.
ولم يقف هذان العملاقان عند هذا الحد بل شغلا العالم بلقاءاتهما المباشرة في المباريات التي اطلق عليها اسم الكلاسيكو الاسباني أو كلاسيكو الارض او كلاسيكو الكرة الارضية الذي يمر على العالم مرتين في الموسم ضمن مباريات الدوري الاسباني(الليغا) وقد يلتقيان في كأس ملك إسبانيا وكأس السوبر الاسباني ودوري ابطال اوربا وبعد ولادة نادي برشلونة عام 1899 وبعده الريال عام 1902 بدأت سيمفونية الاثارة منذ لقاءهما الاول عام 1902 في كأس كوروناسيون في مدريد ثم في كاس ملك إسبانيا عام 1916 وبداية صراعهما في الدوري الاسباني عام 1929ولغاية كلاسيكو الاحد الماضي والذي حسمه برشلونة بخماسية تاريخية مقابل هدف وحيد والذي شهد ولاول مرة منذ 11 عام غياب ايقونتي الكرة الاسبانية والعالمية الاسطورة الارجنتينية ليونيل ميسي والظاهرة البرتغالية كريستيانو رونالدو ،تواجه العملاقان في 239مباراة منها 177 في الدوري الاسباني فاز الريال في 95 مباراة سجل فيها 402 هدف وبرشلونة في 94 مباراة مسجلا 349 هدفا فيما كان التعادل في 49 مباراة .
وبرغم صفته الرياضية النقية الى ان الكلاسيكو يمثل صراعا آخر ،صراعا سياسيا قوميا بين العاصمة مدة منذ اعوام التي تتغنى باخلاصها لإسبانيا وبرشلونة التي تعتبر الصوت المعبر عن اقليم كاتالونيا الذي يناضل منذ عقود طويلة من اجل الاستقلال والتمتع بحكم خاص،وعلى صعيد الايرادات يعتبر الناديان من اغنى الاندية في العالم وحققا إيرادات هائلة .
ويستقطب الناديان جمهورا عريضا هنا في العراق حيث تزين صور الفريقين ونجومهما المعروفين جدران المقاهي وغرف الشباب والصبيان ويحظيان بمتابعة جماهيرية عراقية ومن مختلف الاعمار حيث تصبح مباريات الكلاسيكو التي يتابعها الجمهور العراقي ساحة للتوتر والمشاحنات والامسيات الجميلة وغالبا ماتنتهي بفرح جانب وحزن جانب آخر.
سمير خليل

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة