البيت الثاني

لا يخفى علينا ما تعاني منه مدارس البلاد في شتى المحافظات فحالة المدارس باتت مزرية جداً، وهي بحاجة إلى ترميم وإصلاح، وبعضها يحتاج إلى إعادة بناء من جديد.
خصوصاً بعد ان أغرقت مياه الأمطار التي هطلت بداية الأسبوع أعداداً كبيرة من المدارس في بغداد ومحافظات عدة منها صلاح الدين وواسط وديالى والديوانية وغيرها، وأحاطت المياه بأعداد منها، مما عقد إمكانية وصول التلاميذ إليها ومتابعة دوامهم المعتاد.
اذ انتشرت عدة “فيديوهات ” عبر مواقع التواصل الاجتماعي تبين مدى تأثر بعض المدارس وغرقها بالمياه مما تسبب في تعطيل الدوام فيها، وبينت هذه ” الفيديوهات ” أن أغلب مدارس البلاد متهالكة، وشبكات تصريف المياه فيها معطلة، ما سبب غرقها بفعل مياه الأمطار، فضلاً عن أن الشوارع التي تؤدي إلى الكثير من المدارس تحولت إلى برك للمياه، ويصعب اختراقها.
وقد وجه عدد من رواد ونشطاء هذه المواقع العديد من الانتقادات والمناشدات الى الجهات المعنية بالتفاتِ الى هذهِ المدارس التي تعد البيت الثاني للطالب والحال الذي وصلت له مع العلم ان هذه الامطار تعد الأولى في بداية موسم الشتاء بعد جفاف دام ثلاث سنوات، عانت ما عانت منه البلاد، فكيف إذا استمرت الى عدة أيام؟ ؟
كما اشتكى الأهالي من تعرض حياة أطفالهم للخطر خشية السقوط في المياه الملوثة، فضلاً عن التعرض للإصابة بالأمراض والروائح الكريهة.
وفي وقت سابق أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) عبر بيان لها أن 50% من المدارس “في العراق بحاجة إلى التأهيل والترميم”. وهناك عدد من المدارس الطينية في العراق تجاوز 2000 منتشرة في المناطق الجنوبية، مثل ذي قار والبصرة والعمارة والمثنى والقادسية والنجف، فضلاً عن محافظات كديالى وكركوك وصلاح الدين ونينوى.
من جانبها أكدت وزارة التربية في بيان أن هناك صعوبة في الوصول إلى عدد من المدارس. لكن متحدثا باسمها نفى صحّة خبر وجود عطلة رسميّة للمدارس من قبل الوزارة ، مؤكدا وجود صعوبة للوصول إلى عدد محدود من المدارس بسبب الأمطار وبنطاق ضيّق جداً. أما باقي مدارس العراق، فالدوام طبيعي فيها”.
وبالعودة الى مشكلة غرق المدارس وتهالك بعضها وسقوط أجزاء من البعض الاخر.. متى تكون هناك وقفة حقيقية من قبل الجهات المعنية ليكون البيت الثاني للتلميذ بالمستوى المطلوب كبقية دول العالم التي تحترم العلم والتعليم؟؟

زينب الحسني

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة