عام 2022.. صورة جديدة لبغداد

بغداد – سمير خليل:
في السنوات الأخيرة، اخذت العاصمة الحبيبة بغداد تستعيد الكثير من حياتها التي انزوت تحت وابل الظروف التي حلت عليها من ويلات الارهاب وتداعيات الصراعات السياسية والتقلبات الاقتصادية والمتغيرات الاجتماعية، “بغداد بدأت تستعيد عافيتها” جملة يمكن ان تصف حال مدينتنا اليوم رغم ان هذه العافية مازالت غير مكتملة فمدينة عريقة مثل بغداد تحتاج الكثير من الوقت والجهود كي تسترد انفاسها.
خلال هذه الفترة والعام الذي يوشك ان يودعنا بعد ايام عام 2022، اصبح الاهتمام بمدينة بغداد الشغل الشاغل للمؤسسات الرسمية واهمها امانة بغداد واهلها من سكانها الاصليين وممن حل ضيفا عليها، وفي الجانب الرسمي، راحت امانة بغداد ترسم الخطط وتضع نصب عينيها ان تلبسها حلة جديدة. الحملة وضحت وبانت ثمارها في شارع المتنبي حيث اضيء هذا الشارع وتغيرت صورته وصار نموذجا معماريا وفنيا من خلال اللمسات العمرانية والجمالية التي اطرت بناياته ومكتباته وارصفته وزواياه واقسامه ليصبح مرآة تنعكس عليها امواج النهر الخالد دجلة، كما اصبح شارع المتنبي مكانا عائليا تقضي فيه العوائل التي تقاطرت افواجا غزيرة ساعات من الراحة وسط اجوائه الجميلة، كذلك انيرت مناطق وشوارع كثيرة في عموم المدينة لتعكس صورة مضيئة خاصة عندما يحل المساء وتجلى ذلك بمناطق في جانبي المدينة في الكرخ والرصافة، كما ان مرفقا مهما يتوسط المدينة كانت تتغنى به في زمن مضى وعانى ماعانى من الاهمال لسنوات طويلة واقصد هنا حديقة الامة التي صارت مكانا مقفرا لايدخله احد خاصة اثناء الليل، هذه الحديقة ارتدت حلة جميلة وصارت ملاذا محترما، مزدحما بالعوائل والشباب خاصة اثناء الليل، حيث الاضاءة والنافورة الراقصة والحوض المائي، وقامت امانة بغداد بنصب شاشة عملاقة بحديقة الامة لنقل مباراة منتخبي المغرب وفرنسا التي جرت في اطار مباريات كأس العالم بكرة القدم والتي اختتمت مؤخرا في مدينة الدوحة بقطر، كل هذا بجانب صيانة و تغليف نصب الحرية لتكتمل صورة هذا المعلم العراقي البغدادي باهميته واهمية موقعه في قلب العاصمة .
ولم تقف يد الاهتمام ومحاولة التأهيل عند هذه الامكنة بل امتدت لتداعب اماكن اخرى في بغداد، كالكرادة والدورة وزيونة والاعظمية ومناطق اخرى ، وكذلك وجهت الامانة اهتمامها وحسب مصادرها نحو المناطق الفقيرة بتأهيل منطقة سبع قصور شمال بغداد ضمن اعمال فريق الجهد الخدمي للامانة ، وكذلك كان الاهتمام بالمتنزهات التي تتوزع هنا وهناك لاهميتها بتأطير صورة حضارية لمدينة بغداد.
العاصمة بغداد تشهد ايضا حركة ملموسة اقتصاديا من خلال مؤشر تزاحم العوائل البغدادية على الشراء من المراكز التجارية والمولات والسوبرماركتات التي انتشرت في عموم بغداد وساهمت بنثرالاضواء الملونة وصخب حركة الناس في الشوارع لتضيف صورة مبهجة لمدينة بغداد، وهذه الصورة جاءت انعكاسا لحالة الاسترخاء والاطمئنان بعد الشعور والاحساس بتوافر الامن والامان فانطلقت العوائل لتغطي مساحات المراكز التجارية والمطاعم والمقاهي واماكن الراحة والاستجمام حتى ساعات متأخرة من الليل تحت اعين قوات الامن التي تواصل الليل بالنهار من اجل تأمين حركة المواطن في مناطق بغداد وتجلى ذلك خلال الاعياد والمناسبات الرسمية .
من جانب آخر بدأ سكان بغداد يتنافسون في خرائط بيوتاتهم التي يرومون بناءها، فتنوعت واجهات المباني والبيوت بارقى صور الهندسة المعمارية مما اضفى مساحة من الجمال على هذه المباني والبيوت.
كل هذه الجهود الخيرة وعاصمتنا الحبيبة مازالت تحتاج رعاية واهتماما اكثر على صعيد الخدمات وخدمة المواطن لكننا بالتأكيد سنتمسك بتفاؤلنا وامنياتنا بان القادم لمدينة بغداد ومحافظاتنا العزيزة سيكون اجمل وافضل.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة