استمعت الى ناجيات من التنظيم الإرهابي
متابعة الصباح الجديد:
أكدت مبعوثة الأمم المتحدة الحاجة الى ضمان الحماية الكاملة للناجيات من العنف الجنسي في حالات النزاع وتقديم مرتكبي هذه الجرائم البشعة الى العدالة.
واوضحت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالعنف الجنسي في حالات النزاع براميلا باتن في ختام زيارتها للعراق والتي استغرقت ثمانية أيام واستمعت خلالها بصورة مباشرة الى قصص وروايات تدمي القلب روتها ناجيات من جرائم العنف الجنسي التي ارتكبها تنظيم داعش.
ودعت الممثلة الاممية الى ضمان الحماية الكاملة للناجيات من العنف الجنسي في حالات النزاع وتقديم مرتكبي هذه الجرائم البشعة الى العدالة ، بعد ان استمعت الى رسائل قوية من الناجيات بشأن محنة النساء والفتيات .
والتقت الممثلة الاممية مع رئيس الوزراء حيدر العبادي وكبار المسؤولين في الحكومة على المستوى الاتحادي والإقليم والمحافظات في بغداد واربيل والموصل. وكذلك تحاورت بصورة مباشرة من الناجيات ومجموعات المجتمع المدني والقادة الدينيين من المسيحيين والشيعة والسنة والتركمان الشيعة والايزيديين. وقد تناولت الممثلة الخاصة السيدة باتن مع الحكومة رسالة قوية من الناجيات بشأن محنة النساء والفتيات اللواتي مازلن في الاسر وكذلك المفقودات من عائلاتهن ، وتساءلت عن الجهود الحالية لمعرفة اماكنهن وحثت السلطات الى الإسراع بإنقاذهن ، فيما اعربت الكثير من النساء اللواتي مازلن مشردات عن قلقهن البالغ إزاء سلامتهن عند الرجوع الى ديارهن ونقلن مخاوفهن من الانتقام.
ودعت الممثلة الاممية باتن جميع رجال الدين وشيوخ العشائر الى الترحيب بعودة الناجيات من العنف الجنسي واطفالهن ، وناشدت الحكومة الى إيجاد السبل القانونية للاعتراف بأطفالهن كمواطنين عراقيين ، بعد ان بات من الضروري للجميع العمل لتحويل وصمة العار من ضحايا هذه الجرائم الى من ارتكبها. وكذلك حث الحكومة على ضمان عدم النظر ظلماً الى النساء والفتيات من ضحايا داعش واعتبارهن من اتباعه.”
وأكدت الممثلة الاممية خلال مناقشاتها مع المسؤولين العراقيين بشأن مسألة العدالة والمساءلة، إنه في الوقت الذي عبرت فيه عن تقديرها للجهود التي تبذلها الحكومة ، لافتة الى أهمية ضمان محاسبة الجناة الذين يزعم ارتكابهم لهذه الجرائم ليس فقط بجرائم الإرهاب، بل أيضا بالنطاق الكامل لجرائم العنف الجنسي المرتكبة بحق النساء والأطفال العراقيين بما في ذلك الخطف والاغتصاب والاسترقاق الجنسي والزواج بالاكراه. وفي هذا الصدد، أشارت بأن مكتبها يقف على أهبة الاستعداد للعمل بصورة مباشرة مع القضاة والمحققين والمدعين العامين العراقيين وفريق التحقيق الجديد الذي تم تشكيله بموجب قرار مجلس الامن الدولي رقم : UNSCR 2379. ويقف فريقها من الخبراء المعني بسيادة القانون والعنف الجنسي كذلك على أهبة الاستعداد لتقديم الدعم في مجال الإصلاح التشريعي وخصوصا لتجريم جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والابادة الجماعية في العراق.
وفي مدينة الموصل ، اذ تعرضت الآلاف من النساء والفتيات العراقيات الى الاغتصاب والاسترقاق الجنسي وغيرها من اشكال العنف الجنسي الخطيرة التي ارتكبها تنظيم داعش، انضم اللورد أحمد أوف ويمبلدون الممثل الخاص لرئيس وزراء المملكة المتحدة المعني بمنع العنف الجنسي في حالات النزاع، الى الممثلة الاممية باتن ، فقد حثا السلطات في محافظة نينوى على تلبية الاحتياجات الملحة للناجين وذلك ضمن الجهود الحالية لإعادة الاعمار بما في ذلك من خلال الزيادة الكبيرة في الخدمات الطبية والصحة العقلية والدعم النفسي – الاجتماعي ودعم سبل كسب العيش الاقتصادي.
وجاءت زيارة الممثلة الاممية باتن خلال المدة من 26 شباط/فبراير الى 5 آذار/مارس بدعوة من الحكومة عملاً بالبيان المشترك الموقع عام 2016 بين الأمم المتحدة والعراق لمنع العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات والتصدي له. وتصادف زيارتها المصادقة على خطة تنفيذ البيان المشترك بين جمهورية العراق والأمم المتحدة والتي تؤكد تدابير محددة تتعلق بالعدالة والمساءلة والخدمات التي تركز على الناجين والعمل مع منظمات المجتمع المدني ورجال الدين وشيوخ العشائر ووسائل الاعلام. وأكدت الممثلة الخاصة السيدة باتن بأن “بلورة خطة التنفيذ هذه يظهر التزام الحكومة العراقية المستمر على معالجة معاناة ضحايا العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات.”
وذكرت الممثلة الاممية بأنه “في الوقت الذي أهنئ فيه الحكومة العراقية بالانتصار العسكري على داعش، فانني احث الحكومة على مواصلة جهودها من اجل انقاذ المفقودين وانصاف وتعويض جميع ضحايا جرائم العنف الجنسي البشعة واشراك النساء في مبادراتها الخاصة ببناء السلام والمصالحة وإعادة الاعمار.”