عابد فهد: دراما المنصات تطحن الفن مثل «المولينكس»

يؤسس لمشروع سينمائي خاص..

هيام بنوت

يعد عابد فهد من بين أبرز ممثلي الدراما السورية والعربية، ويضم رصيده كثيراً من الأعمال الناجحة التي صنعت نجوميته كممثل من الطراز الأول، نظراً إلى براعته في تأدية الشخصيات التي جسدها، سواء في المسلسلات التاريخية أو المعاصرة التي شارك فيها، منذ أن بدأ مساره الفني في الثمانينيات حتى اليوم. لم يحصر تجربته داخل سوريا، بل خاض تجارب عدة في مصر وسوريا ولبنان، ولمع اسمه بقوة في السنوات الأخيرة من خلال عشرات الأعمال المشتركة، وآخرها مسلسل «شارع شيكاغو» للمخرج محمد عبدالعزيز.
ومع أن تجاربه السينمائية معدودة لكنه يحضر حالياً لمشروع سينمائي سيكون جاهزاً للعرض في أواخر عام 2023.
وفي زمن الدراما المشتركة يرى فهد أن هذه الدراما نجحت في تحقيق ما كان مرجواً منها، ويقول «هذا الأمر يؤكده الانتشار السريع للأعمال المشتركة واستقطاب مختلف أمزجة المشاهدين لمتابعتها. هي أعمال تضم أشخاصاً من عدة جنسيات وتعتمد استراتيجية تسويقية معينة، وفيها ربح مادي جيد، وتعرف أيضاً انتشاراً وشهرة، ولكن أحياناً قد يكون المضمون أقل مما هو مرجو منه، نتيجة قلة خبرة الكتاب في صناعة هذا النوع من الأعمال التي تعتبر من الأعمال الصعبة، وليست سهلة على الإطلاق، بل تحتاج إلى خبرة ومعرفة بشرائح أو أقطاب المجتمع العربي. فمطلوب من الكاتب أن يغوص في البيئة المصرية والبيئة اللبنانية والبيئة السورية وتقاليدها الاجتماعية، أي في البيئة الواقعية، ولكن عندما تكون الحكاية سطحية وتقوم على الزواج والطلاق، الغرام والانتقام، يكون الهدف من العمل المتابعة والمشاهدة فقط، وليس أكثر، ويكون العمل سطحياً، ولا يرتقي إلى المستوى المطلوب، إلا إذا كان هناك راوٍ حقيقي للحكاية، وكاتب يلم بهذه المجتمعات وتفاصيلها».
وينتقد فهد ظاهرة استنساخ الدراما التركية وتحويلها إلى دراما عربية مشتركة، قائلاً «فكرة استنساخ الدراما التركية تعود بالمتعة على المشاهد، لكونها عملاً سهلاً، يدعو إلى الاسترخاء أثناء المتابعة من دون الغوص والبحث في ما يقال وما يقدم. هو عمل بسيط وسهل بالنسبة إلى المتابعين، كما أنه يعود بالفائدة المادية على الممثلين»، لكنه ينفي في المقابل أن يكون لمشاركة الممثل السوري فيها أي انعكاسات سلبية عليه. ويوضح «الحكاية هي التي تقرر. عندما يشارك الممثل السوري في عمل مستنسخ عن عمل تركي، فهو يتحول إلى تركي أو مستنسخ بأسلوبه وبطريقته، ولكن عندما يشارك في عمل واقعي سوري يصبح ممثلاً حقيقياً، ويقف أمام واقعية العمل، وعلى أرض صلبة تشبهه ومن بيئته. الممثل متحول وهنا تكمن أهمية الممثل السوري، وكما أن هناك ممثلين سوريين تألقوا في الاستنساخ التركي، فالممثلون اللبنانيون مثلهم. وهذا ما حصل في مسلسل (ستيليتو) الذي شاركت فيه كاريس بشار وديما قندلفت وريتا حرب وكارلوس عازار وسامر المصري وندى أبو فرحات. هؤلاء جميعاً تألقوا في هذا المشروع، وكلهم لعبوا بطريقتهم الخاصة مع أن العمل كان مستنسخاً».
فهد الذي سيدخل السباق الرمضاني في 2023 بمسلسل جديد، تحدث عنه وعن تفاصيله قائلاً «عنوان المسلسل موقت، وهو (النار بالنار)، ويروي الحكاية والعلاقة التاريخية التي تجمع بين سوريا ولبنان، سواء بطرق معبدة أو غير معبدة، ووعرة وشائكة عبر الجبال والأودية، كما يتناول العلاقات التي تربط بين الشعبين أدبياً وفنياً وثقافياً وجغرافياً وتاريخياً.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة